أحياء "الحريديم" بالقدس مغلقة.. وكورونا الأعلى بينهم
قرار الإغلاق سيدخل حيز التنفيذ اليوم الأحد.. فلماذا ينتشر الوباء أكثر بين المتدينين في إسرائيل؟
أغلقت الحكومة الإسرائيلية، الأحد، أحياء للمتدينين اليهود (الحريديم) بالقدس الغربية، بعد تفشي فيروس كورونا فيها بشكل كبير.
وصدّقت حكومة الاحتلال على إجراء غلق أحياء الحريديم في تصويت عبر الهاتف جرى في ساعات فجر اليوم، قبل دخوله حيز التنفيذ.
وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في بيان، إن اللجنة الوزارية المعنية بتسمية "مناطق محدودة" عقدت جلسة عبر الهاتف؛ حيث اختارت أحياء في مدينة القدس لإغلاقها.
وأضاف البيان: "سيدخل القرار حيز التنفيذ اليوم الأحد وحتى يوم الأربعاء".
ويتضح من بيان الحكومة الإسرائيلية أن الأحياء المشمولة هي ذات أغلبية من المتدينين اليهود (الحريديم).
وتشير معطيات وزارة الصحة الإسرائيلية إلى أن الفيروس ينتشر في أحياء الحريديم أكثر من المناطق الأخرى.
وتعزو وسائل إعلام عبرية ذلك إلى عدم التزام الحريديم بتعليمات وزارة الصحة الهادفة إلى الحد من انتشار فيروس كورونا.
وتحتل القدس الغربية المرتبة الأولى في عدد المصابين بفيروس كورونا تليها مدينة بني براك، وسط، وهي أيضا ذات أغلبية من المتدينين.
وفسّر مكتب رئيس الوزراء تعبير "منطقة محدودة" بأنه يعني السماح بالخروج منها للأغراض التالية: السفر إلى أماكن العمل، وتلقي العلاج الطبي الضروري، وحضور جنازة لأفراد عائلة من الدرجة الأولى، وتحويل القاصر بين والدين مطلقين، والإجراءات القانونية وأي احتياجات طارئة أخرى، وفقا لتصريح مسبق من قبل هيئة الطوارئ.
وكانت وزارة الصحة الإسرائيلية أعلنت ارتفاع إجمالي المصابين بفيروس كورونا إلى 10 آلاف و878 حالة، فيما بلغ إجمالي الوفيات 103.
وأشارت، في بيان، إلى أن 174 من مجمل المصابين حالتهم خطيرة، و155 حالتهم متوسطة و9058 متوسطة، فيما تماثل 1388 شخصاً للشفاء.
ولكن المعطيات ذاتها أشارت إلى أن 1983 من مجمل المصابين هم من مدينة القدس، في إشارة إلى القدس الغربية.
ورفض وزير الصحة الإسرائيلي الحاخام يعقوب ليتسمان، وهو أيضا من المتدينين وقد أصيب بالفيروس، الانتقادات الموجهة إلى الحريديم.
وقال معارضا فرض القيود على أحياء المتدينين: "يجب فورا وقف الخطابات المتعلقة بأوساط معينة من أبناء المجتمع السكاني، في المناقشات والقرارات لفرض قيود على الحركة".
وأضاف ليتسمان: "يجب وضع معايير واضحة ومتساوية لجميع المدن والمناطق والأحياء في إسرائيل دون علاقة لطبيعة السكان.. التعريفات التي بموجبها يتم تقييد الحركة في مناطق اليهود المتدينين (الحريديم) فقط، هي خاطئة بحق جمهور كامل من الملتزمين بالتعليمات والقانون، وبينهم الحاخامات".
واستنادا إلى وزارة الصحة الإسرائيلية، فإن 75% من المصابين بكورونا في القدس هم من المتدينين "الحريديم".
كانت الشرطة الإسرائيلية قد لجأت، الأربعاء الماضي، إلى استخدام طائرات صغيرة بدون طيار (حوامات) للكشف عن منتهكي إجراءات منع تفشي فيروس كورونا.
ويتركز استخدام هذه الحوامات فوق المناطق الفقيرة ذات الكثافة السكانية العالية والتي غالبا ما يكون قاطنوها من المتدينين اليهود.