إسرائيل و«بيجر».. تلميحات في الظل واستنفار تحسباً لـ«الانتقام»
ما بين الصمت والاستنفار الأمني، عاشت الحكومة الإسرائيلية الساعات، التي تلت الإعلان عن اختراق شبكة اتصالات حزب الله اللبناني.
واتجهت الأنظار صوب تل أبيب، مع توالي الأنباء حول مقتل وإصابة المئات من عناصر حزب الله، نتيجة انفجار أجهزة "بيجر"، غير أنه ساد صمت رسمي، اخترقته رسائل صحفيين محسوبين على اليمين المتشدد، أكدوا خلالها ضلوع إسرائيل، في الهجوم الذي ضرب حزب الله في لبنان وسوريا.
واستنفرت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، تحسبا لأي رد انتقامي من حزب الله. وقال الجيش الإسرائيلي في بيان مقتضب، إن رئيس الأركان الجنرال، هرتسي هاليفي، بمشاركة أعضاء منتدى هيئة الأركان، عقدوا، جلسة لتقييم الوضع على الصعيديْن الهجومي والدفاعي.
- تفاصيل شحنة «بيجر» المتفجرة.. متى استلمها حزب الله؟
- «بيجر غيت».. هل تنهي مسيرة 100 عام لأجهزة اللاسلكي؟
وفي أحدث إحصائية للضحايا، قال وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض، الثلاثاء، إن عدد الضحايا جراء انفجارات أجهزة الاتصال "بيجر" بلغ 9 قتلى 2750 جريحا، موضحاً أن هذه الإحصائيات ليست نهائية. واصفا عددا غير قليل من الإصابات بـ"الخطيرة"، مشيراً إلى أنها تعددت بين إصابات في الوجه واليد ومنطقة البطن، والعيون، ومضيفاً أن أكثر من 100 مستشفى في لبنان في حالة استنفار وتقوم باستقبال الحالات.
تعليمات الجبهة الداخلية
وأوضح الناطق باسم الجيش في البيان، إنه لم يطرأ أي تغيير على تعليمات الجبهة الداخلية، حيث يجب الحفاظ على حالة اليقظة، وإطلاع الجمهور عن أي تغيير في السياسة المتبعة بشكل فوري.
وفي غضون ذلك، صدرت تعليمات حكومية للوزراء بعدم التعقيب على انفجارات "البيجر"، فيما عقد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو جلسة مشاورات في تل أبيب، بمشاركة وزير الدفاع، يوآف غالانت، وكبار قادة الجيش لدراسة احتمالات رد حزب الله.
ورجحت هيئة البث الإسرائيلية، استعداد حزب الله لشن عملية عسكرية، ردا على تفجير أجهزة اتصالات عناصره. وتابعت:"في الساعات التي تلت انفجارات أجهزة الاتصال، تم استدعاء رؤساء الأجهزة الأمنية وكبار ضباط الجيش الإسرائيلي لإجراء مناقشات ميدانية في قاعدة كيريا في تل أبيب".
هدف الحرب الجديد
وأضافت أن المناقشات، التي حضرها نتنياهو وغالانت، تناولت من بين أمور أخرى، تحقيق هدف الحرب الجديد، الذي صادقت عليه الحكومة، المتمثل في إعادة سكان الشمال إلى منازلهم.
وشددت على أنه بعد إلقاء حزب الله، باللوم على إسرائيل في الانفجارات التي استهدفت لبنان، تم رفع حالة التأهب الإسرائيلية.
وأوضحت الهيئة أن المسؤولين ناقشوا الاستعدادات في ميناء حيفا ومطار بن غوريون، بالإضافة إلى سيناريوهات طارئة أخرى، ولم يتم إجراء تعديلات على جدول الرحلات من وإلى إسرائيل.
وعلى صعيد الجبهة الداخلية، دعت خدمات الدم في نجمة داود الحمراء، الجمهور للحضور والتبرع بالدم استعدادا للطوارئ، فيما أبلغت بلديات وسط إسرائيل السكان، بأنها قيمت الوضع في أعقاب التطورات الأمنية، وأنه لم يطرأ أي تغيير على المبادئ التوجيهية.
اختراق حاجز الصمت
وبرغم التزام النواب والوزراء بعدم التعليق على الهجوم، فإن عددا من النواب خرجوا عن التعليمات.وكتب عضو الكنيست من حزب "الليكود" نسيم فاتوري في حسابه على منصة "إكس" كلمة "شكرا" ردا على تغريدة كتبها الأسبوع الماضي: "أدعو رئيس الوزراء إلى وقف العار في الشمال، واتخاذ قرار شجاع وصحيح".
أما عضو الكنيست من حزب "الصهيونية الدينية" أوهاد تال فقد نشرت على "إكس" صورة مع عنوان رئيسي عن الانفجارات في لبنان وكتبت ردا على ذلك: "تأكد دائما من أن لديك مضاد فيروسات محدث".
وألمح كبير مستشاري رئيس الوزراء توباز لوك، إلى أن إسرائيل مسؤولة عن الهجوم في لبنان. وأعاد لوك تغريدة للصحفي حاييم ليفنسون: "إذا اعتقد أي شخص أن نتنياهو سيقوم بأي خطوة في الشمال قبل أن يعود هو وزوجته من أسبوع في نيويورك، وتقضي السيدة عطلة نهاية الأسبوع في الجناح، فأنت واهم"، وهو ما رد عليه: "لم يتقدم في العمر بشكل جيد".
وبعد وقت قصير، تم حذف التغريدة، وأصدر مكتب رئيس الوزراء توضيحا ينص على أن "توباز لوك لم يشغل منصب المتحدث باسم رئيس الوزراء لعدة أشهر، وليس في دائرة المشاورات القادمة".
تلميحات اليمين المتشدد
في السياق نفسه، سارع الصحفيون المحسوبون على اليمين الإسرائيلي المتشدد إلى تأكيد مسؤولية إسرائيلية عن الهجوم. وكتب يانون ميغال، مقدم البرامج في القناة 14 الإسرائيلية: " أنا مهتم: من ضغط على الزر". وأضاف: "دعونا نرى ما إذا كان (حسن) نصر الله (الأمين العام لحزب الله اللبناني) يمتلك الشجاعة للهجوم".
وألمح في تغريدة على "إكس"، إلى أن العملية جاءت ردا على محاولة حزب الله، اغتيال مسؤول كبير سابق بالجيش الإسرائيلي، وقال: "في المرة القادمة سيفكر نصر الله جيدا قبل أن يحاول النيل من شخصية كبيرة. والمزيد في ياركون بارك"، في إشارة إلى الموقع الذي يقول الجيش الإسرائيلي، إن عملية الاغتيال باستخدام عبوة ناسفة كانت ستجري فيه.