إسرائيل تُرجئ إطلاق سراح معتقلين فلسطينيين بعد تسلُّمها رهائنها

سارت الترتيبات في السجون الإسرائيلية لإطلاق مئات الأسرى الفلسطينيين كما كان مقررًا منذ ساعات الصباح، إلى أن تسلّمت إسرائيل رهائنها.
ومباشرةً بعد تسلُّم الرهائن الستة الإسرائيليين من قطاع غزة، توقفت ترتيبات إطلاق 620 أسيرًا فلسطينيًا دون سابق إنذار.
وتسبَّب وقف عملية إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين في إرباك صفوف عائلات الأسرى، الذين كانوا ينتظرون استقبال أبنائهم منذ ساعات طويلة، في ظل أجواء باردة.
وقالت السلطات الفلسطينية في رام الله إن الجانب الإسرائيلي أبلغها بأن الإفراج سيتأخر إلى ساعات الليل.
وألمح وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، إلى أن التأجيل إجراء عقابي.
وقال في بيان: "إن عودة إيليا وعومر وهشام وأفرا وعومر وتال تُشكّل لحظة مؤثرة ومبهجة لعائلاتهم وللشعب الإسرائيلي بأكمله، وهي مصحوبة أيضًا بألم عميق على مصير شيري بيباس وأبنائها أرييل وكفير، الذين قُتلوا بوحشية لا مثيل لها".
وأضاف: "لا يمكننا أن نتجاهل هذا العمل الرهيب والفظيع باعتباره بندًا في جدول الأعمال".
وقالت هيئة البث الإسرائيلية: "تؤخِّر إسرائيل الإفراج عن السجناء الأمنيين الفلسطينيين الذين سيُطلق سراحهم اليوم بموجب الاتفاق، حتى عقد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو جلسة أمنية الساعة السابعة والنصف مساءً، لبحث السبل الكفيلة بإعادة جميع المخطوفين".
وأضافت: "قالت مصادر إسرائيلية إنه بعد المشاورات الأمنية سيتم اتخاذ قرار بشأن استمرار المسار واستكمال إعادة المخطوفين القتلى في هذه المرحلة".
من جهتها، قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي: "أكد مسؤولون إسرائيليون أن إسرائيل تماطل في إطلاق سراح السجناء، والقرار سيتخذ في نهاية المشاورات الأمنية".
ونقلت عن مسؤول سياسي إسرائيلي أن "نتنياهو سيعقد مشاورات أمنية الليلة بهدف إعادة جميع المختطفين"، دون مزيد من التفاصيل.
من جهته، قال مكتب إعلام الأسرى: "حدث تأخير وتجاوزات من الاحتلال بخصوص الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين"، مشيرًا إلى أن "الاحتلال اعتدى على الأسرى قبيل الإفراج عنهم".
وأضاف في بيان: "الاحتلال يحاول التلاعب ببعض أسماء الأسرى المقرر الإفراج عنهم"، دون مزيد من التفاصيل.
وكان تأجيل إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين متوقعًا، بعد أن قالت إسرائيل، الجمعة، إن الجثمان الذي استلمته من غزة للرهينة شيري بيباس يعود لامرأة من غزة مجهولة الهوية.
لكن حماس قامت في ساعات الليل بتسليم جثة شيري بيباس للصليب الأحمر، والذي سلَّمها للجيش الإسرائيلي، في إقرار غير ضمني بالخطأ.
وفي الوقت الذي كان ينشر فيه مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي صورًا ومقاطع فيديو للعناق والسعادة بين الرهائن الإسرائيليين وذويهم، كانت قوات الجيش والشرطة الإسرائيلية تقتحم منازل الأسرى الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس الشرقية، لتحذيرهم من إبداء أي مظاهر فرح بإطلاق سراح أبنائهم.
وانتشر عناصر من الشرطة الإسرائيلية أمام منازل الأسرى الفلسطينيين في القدس الشرقية، المقرر إطلاق سراحهم اليوم.
وكانت حماس قد أطلقت اليوم 6 رهائن إسرائيليين، وهم آخر الرهائن الأحياء ضمن المرحلة الأولى من اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة.
ومن المقرر إطلاق 4 رهائن أموات يوم الخميس المقبل، لتستكمل بذلك المرحلة الأولى "الإنسانية"، التي تشمل 33 رهينة إسرائيليًا وأكثر من 1800 أسير فلسطيني.
ومن المرتقب أن تبدأ قريبًا المفاوضات حول تنفيذ المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار، والتي تشمل وقف الحرب، وانسحاب الجيش الإسرائيلي بالكامل من غزة، والكيان الذي سيتسلم السلطة في غزة بعد "حماس".
وبحسب معطيات إسرائيلية، فإنه تبقى 63 رهينة إسرائيلية في غزة، من بينهم 36 يُتوقع أنهم أموات.
والغالبية من الرهائن الأحياء المتبقين في غزة هم من الجنود، الذين تطالب "حماس" بإطلاق 500 أسير فلسطيني مقابل كل واحد منهم.
وكانت "حماس" قد أبدت استعدادها لإبرام صفقة لإطلاق جميع الرهائن الإسرائيليين مقابل الأسرى الفلسطينيين.
ويحظى هذا العرض بموافقة واسعة في إسرائيل، لكن الحكومة الإسرائيلية لم تُبدِ موقفها الرسمي منه.
aXA6IDMuMTQ3LjQzLjIyMiA= جزيرة ام اند امز