تسريب صور قاعدة إيران بسوريا.. "بطاقة صفراء" تُنذر بضربة إسرائيلية
الإعلام الإسرائيلي توقع ضربة إسرائيلية للقاعدة الإيرانية الجديدة، مستدلا على ذلك بعدة تحركات لنتنياهو والكونجرس وحوادث مشابهة.
أجمع محللون عسكريون إسرائيليون على أن تسريب صور للقاعدة الإيرانية الجديدة في سوريا عبر شبكة "فوكس نيوز" التلفزيونية الأمريكية قد يكون مؤشرا على ضربة إسرائيلية.
وأشاروا في هذا الصدد إلى أن النشر كان بمثابة رسائل إلى إيران وروسيا وأيضا الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن لكلٍّ لأسبابه.
وهيمن نشر صور القاعدة الإيرانية على عناوين الأخبار في إسرائيل منذ الكشف عنها مساء الثلاثاء الماضي.
وكتب عاموس هرئيل في صحيفة هآرتس: "يمكن الافتراض أن هذا هو تحذير ستليه عملية قصف. لقد حدث الأمر نفسه في ديسمبر/ كانون الأول الماضي؛ إذ بعد أسابيع قليلة من كشف هيئة الإذاعة البريطانية، نقلا عن "مصادر استخبارات غربية"، عن وجود قاعدة للمليشيات الشيعية المؤيدة لإيران في سوريا، تم قصف القاعدة من الجو. وعزت وسائل الإعلام الأجنبية الهجوم إلى إسرائيل، على الرغم من أنها كالمعتاد، رفضت التعليق".
وبحسب الكاتب ذاته: "في البداية، نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" خريطة مفصلة للوجود الإيراني في سوريا، والآن جاء كشف "فوكس نيوز" عن القاعدة الجديدة بالقرب من دمشق، التي أقيمت فيها قاعات كبيرة يمكن استخدامها لتخزين الصواريخ القادرة على ضرب كل المناطق في إسرائيل".
وفي إشارة إلى المصادر التي سربت الصور ، لفت هرئيل إلى أنه" بغض النظر عن هوية المصادر الدقيقة، فمن المنطقي الافتراض أن طهران ودمشق تأخذان هذه المسألة على محمل الجد، وتفترضان أن هذه إشارة، مباشرة أو غير مباشرة، من إسرائيل".
كما لفت هرئيل إلى مؤشرات أخرى، منها "خطاب غير عادي أدلى به رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الأسبوع الماضي، في مؤتمر الأمن بميونيخ، وهدد فيه للمرة الأولى بشن هجوم مباشر على إيران وعمل عسكري ضد نظام الأسد؛ واجتماعه المتوقع مع الرئيس ترامب في واشنطن، مطلع الشهر".
كذلك "إعلان أعضاء وفد مجلس الشيوخ الأمريكيين بعد عودتهم من زيارة إلى إسرائيل أن التهديدات الجديدة من جهة إيران تتطلب من الإدارة النظر في إضافة خاصة إلى المساعدات الأمنية لإسرائيل".
وخلص هرئيل إلى أنه "بعبارة أخرى، في ضوء تقرير فوكس نيوز، يمكن الافتراض أنه بدأ العد التنازلي لحدوث صراع آخر في سماء سوريا. وحتى عندما يعلن الجانبان عدم رغبتهما في القتال، ستكون هناك حاجة إلى قدرة توجيه ماهرة من أجل منع خروج الأمور عن السيطرة".
من جهته، كتب المحلل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت" رون بن ايشاي: "من زود فوكس نيوز بصور الأقمار الصناعية يسعى لتشجيع الرئيس الأمريكي ترامب على الإقلاع عن الاتفاق النووي، واستعادة العقوبات ضد إيران، وتوجيه إشارة إلى الرئيس الروسي بوتين أن الفشل في كبح التوسع الإيراني سيكلفه في سوريا".
وأوضح بن إيشاي أن القاعدة تقع في جبل الشرقي شمال غرب دمشق، على الطريق ما بين دمشق إلى حدود وادي البقاع، حيث تقع معظم معاقل حزب الله، فضلا عن الصواريخ الثقيلة والبعيدة المدى والصواريخ التي تلقتها المنظمة اللبنانية من إيران وسوريا؛ لذا متوقع أن تكون القاعدة مستودعا للصواريخ التي سيتم نقلها إلى لبنان في حالة نشوب حرب مع إسرائيل.
واتفق بن إيشاي مع هرئيل في أن الكشف عن القاعدة الإيرانية الجديدة تم بطريقة مشابهة للكشف عن قاعدة للمليشيات المدعومة من إيران أواخر العام الماضي، والتي تم قصفها من جانب إسرائيل.
وفي صحيفة "إسرائيل هيوم"، وصف يؤاف ليمور الكشف عن صور القاعدة الإيرانية بأنه "بطاقة صفراء"؛ أي إنذار، قد يعقبها "البطاقة الحمراء" في شكل قصف للمنشأة.
aXA6IDMuMTQ0LjI0NC4yNDQg جزيرة ام اند امز