عملية «هيلا» و«خطة تورنادو».. كاتس يكشف كواليس الحرب مع إيران

كشف وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس عن كواليس الحرب مع إيران التي استمرت 12 يوما.
كاتس قال في بيان اليوم الإثنين إن "تصفية المرشد الإيراني خامنئي لم تكن هدفا في الحرب"، معتبرا أ، إسرائيل وجهت ضربة قاسية إلى المشروع النووي الإيراني.
وأضاف كاتس أن "إسرائيل كانت تخشى من تسريبات محتملة من الجانب الأمريكي خلال التحضيرات للهجوم، ولذلك أبلغت الرئيس دونالد ترامب نيّتها تنفيذ الهجوم بمفردها، ما أثار دهشته".
وأوضح أن "القرار اتُّخذ خشية أن تبادر إيران بالضربة أولًا، وأن ترامب كان قلقًا على سلامة القوات الأمريكية، ولهذا لم يوافق على طلبات إسرائيل، مثل تزويدها بطائرات للتزود بالوقود".
واعتبر أن "هدف إسرائيل لم يكن إسقاط النظام الإيراني، بل ضرب رموزه لإجبار طهران على وقف التصعيد".
خطة تورنادو
وكشف كاتس عن إعداد خطة باسم "تورنادو" لتدمير طهران، لكنها عُدّلت لاحقًا لاستهداف رموز الحكم فقط.
وأكد أن إسرائيل لم تخطط لتصفية المرشد الإيراني خامنئي، لكنها كانت قادرة على ذلك لو أرادت".
وقال إن "إسرائيل وجهت ضربة شديدة للبرنامج النووي الإيراني وقدراته على تصنيع الصواريخ، ما سيُجبر إيران على محاولة الإنتاج في دول أخرى"، على حد قوله.
كيف استعدت إسرائيل للحرب؟
كاتس واصل كشف كواليس المشاورات التي سبقت الضربة الإسرائيلية الأخيرة على المنشآت النووية الإيرانية، والتي نُفذت ضمن ما أطلق عليه في الجيش الإسرائيلي اسم "عملية هيلا".
وأشار إلى أنه جرى خلال 8 أشهر عقد ما لا يقل عن 14 اجتماعًا رفيع المستوى في وزارة الدفاع قادها هو وشارك فيها رئيس أركان الجيش إيال زامير، وعدد من كبار المسؤولين الأمنيين والسياسيين، من ضمنهم رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.
وطبقا لبروتوكولات الاستعدادات التي عرضتها إذاعة الجيش الإسرائيلي فإن تفاصيل التحضيرات فإن عملية "هيلا" كانت كما يلي:
14 نوفمبر/تشرين الثاني 2024 - بعد أسبوع من تولي كاتس منصبه، وفي نقاش مُعمّق حول إيران، ساد الاعتقاد بأنه أتيحت فرصة فريدة لشن هجوم على إيران بعد انتخاب ترامب رئيسًا للولايات المتحدة.
الهدف الذي حددته المؤسسة العسكرية الإسرائيلية هو هجوم في الأشهر الأولى من ولاية الإدارة الجديدة في واشنطن؛ وكان التاريخ المستهدف هو أبريل/نيسان 2025.
25 ديسمبر/كانون الأول 2024 - نقاش استراتيجي تقرر فيه: يجب أن يقترن مهاجمة المنشآت النووية بإحباط القيادة الإيرانية.
وفي ختام النقاش، تقرر ما يلي: "يجب افتراض القدرة على سحق القيادة السياسية والعسكرية الإيرانية إلى جانب توجيه ضربة للمنشآت النووية.. هناك منطق كبير في أن تدميرها في ذلك اليوم سيلحق ضررًا بالغًا بالقدرة الإيرانية ويعطلها.. أحد الأمور التي يمكن أن تؤخر أو تمنع أو تقوض ضربة إيران في الدقيقة أو الساعتين التاليتين هو إحباط كامل مستوى صنع القرار هناك.. وهذا أكثر فعالية بكثير من أشياء أخرى كثيرة."
في ذلك النقاش، تقرر أن الهدف المطلوب فيما يتعلق بالمنشآت النووية ليس التدمير الكامل: "ضربة قوية لفوردو ونطنز، وعلى الأقل، سد منافذ أصفهان".
23 يناير/كانون الثاني 2025 - نقاش آخر صرّح فيه كاتس بأن: "الإنجاز المطلوب - القضاء على القدرة على إنتاج وتطوير الأسلحة النووية الإيرانية لفترة زمنية محددة، مما يتطلب من إيران اتخاذ قرار بشأن جدوى إعادة إحياء المشروع وتجديده. إن مجرد مهاجمة مكوناته المختلفة - سيُشكّل رادعًا كبيرًا سيؤدي إلى تجميد المشروع".
17 أبريل/نيسان 2025 - نقاش لتقييم الإنجازات، حيث تقرر أنه ابتداءً من 1 مايو/أيار، يتعين على الجيش الإسرائيلي أن يكون جاهزًا لتنفيذ العملية في غضون أسبوعين من صدور الأمر.
برز تحد في النقاش يتعلق بمسألة التنسيق مع الولايات المتحدة، واتضح أن الإدارة الأمريكية قد وافقت على عمليات تخطيط مشتركة للعمليات في إيران، وتخطيط استخباراتي مشترك، ولكن ليس على إجراءات قتالية مشتركة، وبمعنى آخر، إشارة أمريكية إلى أن الولايات المتحدة لن تنضم إلى هجوم مشترك.
خلص النقاش إلى أنه "لا نية للتصرف خلافًا للموقف الأمريكي"، إلا أن وزير الدفاع كاتس قال إنه حتى في حال عدم إعطاء الضوء الأخضر الكامل، فإن "الضوء الأخضر" الأمريكي سيكون كافيًا لتنفيذ الهجوم.
كما رصدت إسرائيل تحريضًا من عناصر في القيادة العسكرية الإيرانية لشن هجوم على إسرائيل، وكان أكثر من دفع المرشد خامنئي هو قائد سلاح الجو في الحرس الثوري، الجنرال حاجي زاده الذي صُنّف هذا الأخير هدفًا إسرائيليًا رئيسيًا للاغتيال، والشخص الأكثر تطرفًا في القيادة العسكرية الإيرانية.
وعززت إسرائيل استعداداتها لسيناريو هجوم إيراني يسبق الهجوم الإسرائيلي.
ووفقا لكاتس، كانت الخطة الإيرانية هي مهاجمة إسرائيل بشكل غير متوقع بمئات الصواريخ الباليستية من أجل "كسر ظهرها".
وأكد كاتس أن الأمريكيين ساعدوا في عمليتين احتياليتين في الطريق إلى ضرب إيران: التعتيم على منح "الضوء الأخضر" لإسرائيل للعمل، والموافقة النهائية للحظة الهجوم.
ولم يكن هناك سوى أربعة أشخاص على اتصال مع الأمريكيين بهذا الشأن وهم: رئيس الوزراء نتنياهو ووزير الدفاع كاتس والوزير رون ديرمر ورئيس الأركان زامير.
27 أبريل/نيسان2025 - قدّم الجيش الإسرائيلي لوزير الدفاع رسمًا بيانيًا يوضح المدة المتوقعة للحملة: في غضون 7 أيام، سنصل إلى ذروة الإنجازات، وسنواصل تعميقها حتى 14 يومًا من العملية، ولكن بعد 14 يومًا، سيبدأ تآكل القدرات، ويصبح استمرار الحملة أمرًا غير مرغوب فيه.
أكد كاتس خلال النقاش أنه لا يوجد سيناريو تتصرف فيه إسرائيل في صراع مع الولايات المتحدة، وإنما فقط انطلاقًا من تفاهم مع الرئيس ترامب في حال حدوث أزمة في المفاوضات مع إيران.
ووجّه كاتس بإعداد "خطة لتدمير طهران"، والتي ستشكل تهديدًا واضحًا للإيرانيين، لردعهم عن شن هجوم واسع النطاق على الجبهة الداخلية الإسرائيلية.
4 مايو/ايار2025 - تقييمات للوضع على الجبهة الداخلية الإسرائيلية، بما في ذلك مع مختلف الوزارات الحكومية.
لم تُطلع الوزارات الحكومية على خطة مهاجمة إيران، ولكن تم التأكيد لها على ضرورة الاستعداد لأي سيناريو أو طارئ.
أوضح قائد سلاح الجو اللواء تومر بار لنتنياهو ووزير الدفاع أن برنامج سلاح الجو الإسرائيلي "محصن" ضد هجمات إيران لأنه ليس لديهم طريقة للدفاع عن أنفسهم ضدها.
20 مايو/أيار 2025 - وثيقة توجيهية من رئيس الوزراء ووزير الدفاع، لتكون جاهزة للتنفيذ خلال 7 أيام من تاريخ صدور الأمر: يجب الحفاظ على الجاهزية الفورية للسيناريوهات الدفاعية والموافقة النهائية - رهن موافقة مجلس الوزراء السياسي والأمني.
27 مايو/أيار 2025- عقد كاتس اجتماعا آخر، هذه المرة مع طيارين وضباط مخابرات برتبة مقدم وما فوق، سأل خلاله عن استعدادهم لعملية في إيران، وقد أجابوا بأنهم مهتمون بالهجوم وأنهم مقتنعون بقدرتهم على تنفيذ الهجوم.
29 مايو/أيار 2025- مناقشة والموافقة على خطة "تورنادو" أي الاعصار" وهي خطة تدمير طهران. خطة لمهاجمة تجمعات من الأهداف "عالية الوضوح" في بيئة مدنية في قلب طهران.
هذه الخطة عُرفت بأنها "أداة رد في مواجهة نيران المدفعية الإيرانية، وتستهدف التجمعات السكانية في العمق من منطلق الردع. بالإضافة إلى ذلك، تُشكل أداة مهمة لإنهاء الحملة".
4 يونيو/حزيران 2025 - وثيقة من رئيس الوزراء ووزير الدفاع تُوجِّه: يجب تقصير مدة الاستعداد لتنفيذ الخطة إلى 3 أيام فقط من لحظة صدور الأمر.
5 يونيو/حزيران 2025 - قبل أسبوع من الهجوم، عُقد لقاء شخصي بين وزير الدفاع ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أعرب خلاله رئيس الأركان عن قلقه بشأن مسألة التنسيق مع الولايات المتحدة.
9 يونيو/حزيران 2025- تحديد يوم "أ": تنص وثيقة تاريخية موقعة من رئيس الوزراء ووزير الدفاع على ما يلي: "حدد رئيس الوزراء ووزير الدفاع الاستعداد ويوم "أ"، الخميس، 12 يونيو/حزيران.
12 يونيو/حزيران 2025- حتى اللحظات الأخيرة من الهجوم، كانت إسرائيل لا تزال تفكر في إيقاف الخطط، عندما برزت مخاوف من استحالة تنفيذ عملية "الزفاف الأحمر" بسبب شكوك القيادة الإيرانية ومغادرتها منزلها.
غادر المسؤول الإيراني الأهم - حاجي زادة - منزله. في إسرائيل، قرروا مواصلة تعقبه، واتضح أنه جمع جميع عناصره في مقر سري.
وهكذا، وبينما كانت الطائرات في الجو، تم تغيير هدف هجوم حاجي زادة - من منزله إلى مقره الجديد.
في إسرائيل، استخدموا الخداع، مما زاد من شكوك حاجي زادة، فقرر البقاء في المقر، وهناك، تم القضاء عليه مع جميع قادة سلاح الجو للحرس الثوري.
وبدورها قالت هيئة البث الإسرائيلية إنه "خلال الاجتماعات، ناقش الجميع احتمال انضمام الولايات المتحدة إلى الهجوم، أو على الأقل منحها تفويضًا سياسيًا لتوجيه ضربة أحادية".
وأضافت أن "القرار النهائي تمثل في الاكتفاء بما وُصف بـ"ضوء أخضر باهت"، أي موافقة ضمنية أميركية مع الإقرار بأن القواعد الأمريكية في الشرق الأوسط قد تتعرض لهجمات إيرانية مضادة".
وأضافت: "في 23 يناير/كانون الثاني الماضي، حدّد وزير الدفاع الإسرائيلي الهدف الاستراتيجي من العملية بأنه: منع تطوير سلاح نووي إيراني لفترة زمنية كافية، تُجبر طهران على إعادة التفكير في جدوى المشروع، وتحقق ردعًا استراتيجيًا يؤدي إلى تجميد البرنامج النووي بالكامل".
وتابعت: "بالتوازي مع "عملية هيلا"، خططت وزارة الدفاع الإسرائيلية لعملية هجومية ردعية أخرى عُرفت باسم "عملية تورنادو" (الاعصار)، وهي خطة لضرب أهداف حيوية داخل العاصمة الإيرانية طهران، على رأسها منشآت حكومية، وبنى تحتية حساسة، وذلك بهدف خلق ميزان ردع استباقي يردع إيران عن توجيه هجمات صاروخية أو مسيرات إلى العمق الإسرائيلي".
وأشارت إلى أنه "صودق على خطة "تورنادو" في 29 مايو/أيار، حيث جرى إعداد سيناريوهات لتفعيل الرد الإسرائيلي في حال تعرّض الجبهة الداخلية لهجوم واسع، بما يشمل استهداف مراكز سكانية كبيرة".
وقالت: "أما موعد الهجوم الرئيسي على إيران فقد تحدد في 12 يونيو/حزيران، بعد تقديرات أمنية رجحت أن كبار الجنرالات والعلماء النوويين الإيرانيين سيكونون في منازلهم استعدادًا لصلاة الجمعة".
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTI2IA== جزيرة ام اند امز