حرب إقليمية.. «أسئلة مفخخة» تنذر بـ«السيناريو الأسوأ»
الصواريخ الإيرانية المنهمرة على إسرائيل لم تحمل معها فقط نذر تصعيد غير مسبوق، بل يعتقد خبراء أن طبول حرب إقليمية تقرع بالفعل.
فبعد الهجوم الصاروخي الواسع الذي شنته إيران على إسرائيل الثلاثاء، يرى خبراء عدة أن التوجه نحو حرب إقليمية قد بدأ فعلا.
وتعاني منطقة الشرق الأوسط أساسا توترا شديدا منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة قبل سنة إثر هجوم غير مسبوق شنته حركة حماس داخل الأراضي الإسرائيلية، التي امتدت الآن إلى لبنان.
وبعد تصعيد استمر لأشهر، بات خطر الانتقال إلى نزاع مكثف يمتد إلى دول أخرى أكثر احتمالا بحسب محللين عدة، ما يثير قلق المجتمع الدولي.
هل ترد إسرائيل على الهجوم الإيراني؟
بعد الهجوم الصاروخي الإيراني على إسرائيل، أكد المسؤولون السياسيون والعسكريون الإسرائيليون أن تل أبيب سترد.
ووصفت طهران هجومها الذي استخدمت فيه حوالي 200 صاروخ باليستي، بأنه انتقام لمقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، قبل شهر في طهران في ضربة نُسبت لإسرائيل.
وأيضا لمقتل الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله في غارة إسرائيلية، قبل أسبوع، على ضاحية بيروت الجنوبية، قتل فيها أيضا مسؤول كبير في الحرس الثوري الإيراني.
ويلقى حزب الله دعما كاملا من إيران ويعتبر حليفها الرئيسي في المنطقة.
وسارع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى القول مساء الثلاثاء بعيد الهجوم "إيران ارتكبت خطأ فادحا (..) وستدفع الثمن".
ويرى ديفيد خالفا أحد مدراء مرصد شمال أفريقيا والشرق الأوسط في مؤسسة جان جوريس، أن الإسرائيليين "مضطرون (إلى الرد) بسبب حجم (الهجوم) ونظرا إلى أن ثمة تبدلا في طبيعة الأهداف" في الهجوم الإيراني.
ويقول داني كيتينوفيتس الخبير بشؤون إيران في المعهد الإسرائيلي لدراسات الأمن: "إنها مرحلة أعياد (يهودية) والوقت غير مناسب للرد لكنه سيأتي سريعا على الأرجح".
ما هي خيارات إسرائيل؟
يقول خالفا إنه منذ الهجوم الإيراني تتحدث عدة أطراف في إسرائيل وبينهم أعضاء في الحكومة عن "فرصة تاريخية متاحة أمام إسرائيل لتصفية الحساب نهائيا مع النظام الإيراني".
ودعا رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق نفتالي بينيت الأربعاء إلى توجيه ضربة حاسمة لتدمير المنشآت النووية في إيران.
ومن بين الخيارات المتاحة، يتداول خبراء ووسائل إعلام في إسرائيل احتمال شن ضربات على مواقع استراتيجية أو حتى هجوم سيبراني.
وتحدث الرئيس الأمريكي جو بادين الخميس عن "مباحثات" جارية حول ضربات محتملة على منشآت نفطية إيرانية.
ويوضح خالفا أن إيران وإسرائيل، وبعد توتر متواصل منذ عقود، "لم تعودا في مواجهة كامنة بل أصبحتا في حرب مفتوحة" قد تتحول إلى "حرب استنزاف إقليمية".
ويؤكد نتنياهو الذي تُعتبر بلاده القوة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط، أن إيران تسعى جاهدة إلى حيازة السلاح الذري.
وشدد على أنها ستشكل في هذه الحالة تهديدا وجوديا لتل أبيب المنخرطة في "حرب بقاء" منذ هجوم حماس غير المسبوق والحرب التي اندلعت معه على الإثر في قطاع غزة.
ولطالما نفت إيران أن يكون لبرنامجها النووي أغراض أخرى غير مدنية.
أي توجه ؟
يقول كريتونوفيتس إن إيران "قامت بحساباتها وأكد (مسؤولوها) أنهم جاهزون" مشيرا إلى أن الرد الإيراني على ضربات إسرائيلية محتملة "سيكون سريعا".
وترى سيما شين، مديرة برنامج الأبحاث حول إيران في المعهد الإسرائيلي لدراسات الأمن الوطني، أن "قدرتها على التدمير مثبتة. يمكنها إرسال أكثر من 200 صاروخ لا بل 300 ولديها مسيّرات أيضا".
وتضيف "يمكنها أيضا محاولة تنفيذ عمليات إرهابية في الخارج"، مشيرة إلى إمكانية حدوث هجمات على بعثات دبلوماسية إسرائيلية أو مراكز منظمات يهودية.
ويرى محللون أنه مع كل عتبة جديدة يتم تجاوزها، تزيد مخاطر اندلاع حرب إقليمية مع أن إسرائيل وإيران أكدتا مرات عدة أنهما لا ترغبان بالدخول في دوامة عنف والرد والرد المضاد.
وتخوض إسرائيل مواجهة مسلحة على جبهات عدة: في قطاع غزة حيث لا يزال نحو مئة رهينة محتجزين، فضلا عن الضفة الغربية، وضد الحوثيين في اليمن الذين يستهدفونها بانتظام بصواريخ أو مسيّرات.
وفي لبنان، باشر الجيش الإسرائيلي بعد غارات مكثفة ضد حزب الله، الاثنين ما يصفه بأنه عمليات محدودة، وحشد قوات إضافية.
ورغم ذلك، يقول كريتينوفيتس إن "المطاف سينتهي بسعي الطرفين إلى حل سياسي"، معتبرا أن الولايات المتحدة وكذلك فرنسا وتحديدا في لبنان، يمكنهما لعب دور حاسم في التهدئة.
وأكد بايدن الخميس "بوسعنا تجنّب" اندلاع حرب شاملة في الشرق الأوسط.
aXA6IDE4LjExNi4xNC4xMiA= جزيرة ام اند امز