إسرائيل تهدم منزلين وتهدد ثالثا بالإخلاء في القدس
يؤكد الفلسطينيون أن بلدية الاحتلال تتعمد تقليص رخص البناء الممنوحة للمقدسيين إلى حدها الأدنى
مع حلول آذان الفجر، اليوم الثلاثاء، كان المئات من عناصر الشرطة الإسرائيلية يتقدمون في أزقة بلدة العيساوية في القدس الشرقية تتبعهم جرافات كبيرة.
وفي غضون وقت قصير كان العشرات من طواقم دائرة الإجراء الإسرائيلية قد أخلوا منزلا ومحلين تجاريين من محتوياتها وألقوها في الشارع استعدادا لتنفيذ قرار بلدية الاحتلال بهدم المبنى.
ولم يكن صاحب المبنى عبد الله حمدان موجودا لحظة عملية الهدم؛ كونه في زيارة للولايات المتحدة الأمريكية.
لكن محمد أبو حمص، عضو لجنة المتابعة في بلدة العيساوية، قال لبوابة "العين" الإخبارية، إن المبنى أقيم قبل نحو 10 سنوات، وإن مبرر بلدية الاحتلال لهدمه هو البناء غير المرخص.
وأضاف: "تقول البلدية إنه لا ميزانيات لديها للمصادقة على المخطط الهيكلي للبلدة الذي قدمناه منذ سنوات والذي من شأنه إنقاذ مئات المنازل من الهدم، ولكن في المقابل فإن لديها الميزانيات لتنفيذ عمليات الهدم".
وبعد أن حوّلت الجرافات الإسرائيلية المبنى إلى ركام، انسحبت من العيساوية إلى بلدة سلوان، جنوبي المسجد الأقصى.
وبدت الشرطة الإسرائيلية وكأنها تحتل بلدة سلوان من جديد؛ إذ اصطفت سيارات كثيرة تقل المئات من عناصر الأمن وهي تستعد لهدم منزل آخر.
وهدمت منزل عائلة أبو سنينة في حي البستان في البلدة بعد أن أحاطت قوات كبيرة بالمنزل لمنع السكان من التدخل لوقف الهدم.
ويقول مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي هدمت 166 منزلا في القدس الشرقية منذ بداية العام الجاري بادّعاء البناء غير المرخص.
أما العام الماضي، فهدمت السلطات الإسرائيلية 254 منزلا في القدس الشرقية، ما أدى إلى تهجير 190 فلسطينيا.
وطبقا لمعطيات فلسطينية فإن 20 ألف منزل في القدس مهددة بالهدم بداعي البناء غير المرخص.
ويقول الفلسطينيون إن البلدية تتعمد تقليص رخص البناء الممنوحة للمقدسيين إلى حدها الأدنى.
وجاءت عملية الهدم بالتزامن مع قرار بإخلاء عائلة شماسنة من منزلها في حي الشيخ جراح بداعي إقامته على أرض امتلكها يهود قبل عام 1948.
وبعد أن كان من المقرر أن تخلي العائلة منزلها الذي تقيم فيه منذ عام 1964، أي قبل الاحتلال عام 1967، فإن محكمة الصلح الإسرائيلية منحتها مهلة إضافية حتى يوم الخميس للنظر في طلب جديد قدمته العائلة ضد قرار الإخلاء.
وتنوي جماعات استيطانية إسرائيلية، مدعومة من قبل الحكومة، إقامة مبانٍ استيطانية على أنقاض منزل شماسنة وعائلات أخرى مهددة بالإخلاء في حي الشيخ جراح.
وتقول القنصلية الفرنسية العامة في القدس إنه "وفق تحقيق أجراه مكتب الشؤون الإنسانيّة في نوفمبر 2016، فإنّ هناك 180 عائلة فلسطينيّة، جزء كبير منهم من اللاجئين، مهدّدة بالإخلاء في القدس الشرقيّة في إطار مشروعات مرتبطة بالاستيطان، الذي يدينه المجتمع الدوليّ".
وبموازاة عمليات الهدم والإخلاء فإن الحكومة الإسرائيلية نشطت في السنوات الأخيرة في المصادقة على إقامة آلاف الوحدات الاستيطانية على أراضي القدس الشرقية.
ويشكل الفلسطينيون نحو 39% من سكان القدس بشطريها الشرقي والغربي، فيما تريد إسرائيل خفض هذه النسبة إلى 20% على الأكثر.
aXA6IDMuMTMxLjEzLjE5NiA= جزيرة ام اند امز