إسرائيل تسحب قواتها من خان يونس.. مقدمة لعملية رفح؟
بعد 6 أشهر من الحرب على غزة سحب الجيش الإسرائيلي قواته من منطقة خان يونس في جنوبي قطاع غزة، وهو ما أثار تساؤلات عن مغزى تلك الخطوة.
وبحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" والقناة 14 الإسرائيلية، اليوم الأحد، فإنه بمغادرة الفرقة 98 لقطاع غزة فإنه لم يبق في غزة سوى لواء "ناحال" الذي يسيطر على خط يفصل شمالي قطاع غزة عن جنوبها لمنع الفلسطينيين في جنوبي القطاع من العودة إلى شماله.
ويتزامن هذا التطور مع ضغط أمريكي على إسرائيل لوقف إطلاق النار في غزة وإصرار حماس في المفاوضات على سحب القوات الإسرائيلية من غزة وإعلان إسرائيل استعدادها لتنفيذ عملية عسكرية في رفح.
كما يتزامن أيضا مع تعزيز الجيش الإسرائيلي لقواته على الحدود الشمالية مع لبنان وسوريا، استعدادا لإمكانية هجوم إيراني انتقاما لاغتيال قيادي بارز في الحرس الثوري بسوريا.
وسبق للجيش الإسرائيلي أن سحب قواته من مناطق ثم عاد إليها مثل شمال قطاع غزة ومستشفى الشفاء الذي نجا في الاجتياح الأول ودمر بالكامل في الاجتياح الثاني.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، في تقرير تابعته "العين الإخبارية" إنه "لقد مر وقت طويل منذ أن انتهت الحرب البرية فعليا، ولكنها الآن تقترب من نهايتها رسميا، على الأقل حتى اتخاذ قرار محتمل بشأن دخول رفح".
وأضافت: "بعد نصف عام بالضبط من اندلاع الحرب، نسحب الجيش الإسرائيلي ليل السبت-الأحد معظم القوات القليلة أصلاً المتبقية في قطاع غزة، وشمل انسحاب جميع قوات "الفرقة 98" التي عملت خلال الأشهر الأخيرة في منطقة خان يونس جنوب قطاع غزة".
واستدركت: "بعد ساعات من انسحاب الجيش الإسرائيلي، وقبيل الساعة الواحدة بعد الظهر، تم إطلاق خمسة صواريخ من منطقة خان يونس على قطاع غزة، وتم تفعيل نظام القبة الحديدية واعتراض اثنين منها".
وبحسب "يديعوت أحرونوت" فإن انسحاب القوات يأتي بعد أن قام الجيش الإسرائيلي بتخفيض كبير في عدد قواته في شهر يناير/كانون الثاني الماضي، وسحب "الفرقة 36"، التي تضم لواء جولاني، من قطاع غزة.
وأضافت: "وكانت هذه الخطوة هي الأهم من كل شيء.. هي الخطوة التي شكلت المرحلة الانتقالية إلى المرحلة الثالثة والأقل عنفاً من القتال، والتي انتقل إليها الجيش الإسرائيلي في البداية في شمال قطاع غزة، وبعد ذلك أيضاً في الجنوب".
وتابعت "أما المرحلة الثالثة فتشمل المزيد من الغارات المستهدفة والمتكررة، كان أبرزها مؤخراً على مستشفى الشفاء في مدينة غزة، واستمرت الغارة هناك لمدة أسبوعين كاملين وتمت تصفية نحو 200 مسلح عادوا إلى المجمع بعد أن غادره الجيش الإسرائيلي، وتم اعتقال نحو 500 آخرين".
ولفتت الصحيفة الإسرائيلية أيضا إلى أن القوات في خان يونس لم تكن تحقق أصلا أي تقدم.
وقالت: "حتى في خان يونس جنوب قطاع غزة، توقفت القوات فعليا عن المناورة في مناطق جديدة منذ أسابيع، ولم تنفذ سوى غارات متكررة".
واعتبرت أن العملية البرية في خان يونس فوق وتحت الأرض، كانت في البداية بـ7-8 ألوية، ومؤخراً انخفض العدد تدريجياً إلى 3-4 ألوية.
وقالت الصحيفة إن "الجيش يقول إنه بإمكانه العودة إلى خان يونس إذا لزم الأمر، نحن نستعد الآن لمواصلة العمليات في كتائب حماس التي لم يتم التعامل معها بعد، في رفح قرب الحدود المصرية وأيضا في دير البلح وسط قطاع غزة".
وأضافت أنه "وفقا للجيش الإسرائيلي، فإن المغادرة من خان يونس ستسمح بمزيد من الفرص العملياتية والاستخباراتية، على الرغم من أنه لن يكون هناك ممر لإدخال القوات إلى المدينة، التي تتمتع بمساحة كبيرة إلى حد ما".
لا علاقة للضغوط الأمريكية
ويصر الجيش الإسرائيلي على أنه لا علاقة بسحب قواته والضغوط الأمريكية لوقف إطلاق النار.
وقالت "يديعوت أحرونوت" إن الجيش الإسرائيلي يؤكد أيضا أنه لا توجد علاقة بين الضغوط الأمريكية التي تمارس على إسرائيل والانسحاب من خان يونس.
هل الانسحاب إعداد لعملية في رفح؟
الصحيفة الإسرائيلية قدمت تفسيرا إضافيا للانسحاب من جنوب غزة، قائلة "هناك اعتبار آخر أسهم في هذه الخطوة وهو الرغبة في ترك أماكن لأعداد كبيرة من السكان الذين سيُطلب منهم مغادرة رفح، إذا وعند شن غارة واسعة النطاق هناك، فإن وقف العمليات في المدينة سيسمح أيضا لجميع سكان خان يونس الذين فروا إلى رفح بالعودة إلى منازلهم".
وتصر إسرائيل على ألا تنهي العملية البرية في غزة قبل اجتياح رفح في خطوة تعارضها الولايات المتحدة بشدة بسبب وجود نحو 1.4 مليون فلسطيني في رفح، بينما تصر الولايات المتحدة على أنه قبل تنفيذ عملية في رفح يجب أن يتم إجلاء المدنيين الفلسطينيين، مشيرة إلى أن إسرائيل لم تقدم أي خطة تضمن حياة المدنيين.
وقالت "يديعوت أحرونوت" فإن "انسحاب الفرقة 98 يشير إلى نهاية المناورة البرية التي بدأت في 27 أكتوبر/تشرين الأول، وينتظر الجيش الآن قرارا من المستوى السياسي بشأن التحرك المحتمل في رفح، آخر معقل كبير لحماس، حيث توجد 4 كتائب من الجيش".
وأضافت "والآن لم يبق في القطاع سوى بضع مئات من الجنود، بينما كان العدد في ذروة العملية البرية يتراوح بين 30 إلى 40 ألفاً (حجم يزيد قليلاً عن 20 لواء)".