"العمل" الإسرائيلي من حزب السلطة إلى أقلية تخشى الاندثار
الحزب الذي بدأ مسيرة التدهور منذ عقد من الزمن بات يبحث لنفسه الآن عن موقع في الساحة السياسية في وقت يستعد فيه كثيرون لتأبينه.
شكل حزب "العمل" الإسرائيلي كل الحكومات منذ العام 1948 وحتى وصل منافسه "الليكود" إلى الحكم للمرة الأولى في العام 1977.
استعاد الحزب الحكومة في العام 1984 ومر بعدها في فترات صعود وهبوط حتى حكومته الأخيرة التي شكلها عام 2009 واستمرت حتى 2011 ومن ثم بدأ السقوط المتدرج للحزب.
خلال تلك السنوات برز قادة كبار من الحزب من بينهم غولدا مائير وشمعون بيريز وإسحق رابين وإيهود باراك وعمير بيرتس.
وبدأت نواة الحزب بالتشكل في العام 1930 تحت اسم "ماباي" وفي مطلع العام اتخذ لنفسه اسم "العمل" ولا زال كذلك حتى الآن.
ولكن الحزب الذي بدأ مسيرة التدهور منذ عقد من الزمن بات يبحث لنفسه الآن عن موقع في الساحة السياسية الإسرائيلية في وقت يستعد فيه كثيرون في اليمين لتأبينه.
فاستطلاعات الرأي العام في إسرائيل تتنبأ بحصول الحزب على ما لا يزيد عن 7 مقاعد فقط في الانتخابات الإسرائيلية المقبلة مطلع شهر نيسان/إبريل المقبل.
ومع ميل الشارع الإسرائيلي أكثر فأكثر نحو اليمين فقد اندثرت أحزاب اليسار، وباتت مقتصرة فقط على حزب "ميرتس" فيما تبرز أحزاب وسط-يمين مثل "هناك مستقبل" بزعامة يائير لابيد و"حصانة لإسرائيل" برئاسة الرئيس السابق للأركان بيني غانتس.
وتحافظ الأحزاب اليمينية يتقدمها حزب "الليكود" برئاسة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على شعبية كبيرة في الشارع داخليا.
وأنهى حزب "العمل"، فجر اليوم الثلاثاء، انتخاباته التمهيدية لاختيار مرشحيه للانتخابات العامة المقبلة.
وكتب المحلل الحزبي يوسي فيرتر في صحيفة "هآرتس": "الانتخابات التمهيدية لحزب العمل التي تمخضت عن نسبة تصويت أعلى من المتوقع لحزب في أزمة، تشير إلى تبادل في الأجيال زعماء الاحتجاج الاجتماعي في صيف 2011 شمولي".
وثمة مَن يرى في إسرائيل أنه على الحزب أن يجنح أكثر نحو اليمين للحصول على مزيد من الأصوات في الانتخابات القادمة.
وبعد الاحتلال الإسرائيلي عام1967 قاد الحزب الحركة الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة ولكنه نفسه الذي وقع مع منظمة التحرير الفلسطينية اتفاق إعلان المبادئ في حديقة البيت الأبيض عام 1993.
وكتب مائير عزيئيل في صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، اليوم الثلاثاء، أن "حزب العمل يحتاج أن يفعل أكثر بكثير كي يعود إلى طريقه الحقيقي من أن يتوقف عن الحديث بسرور عن دولة فلسطينية؛ فقد حظي بالتقدير الأكبر عندما أقام الكيبوتسات في أطراف الجبهة" في إشارة إلى الاستيطان.
وأضاف أن "حزب العمل عرف كيف يكون حزب بناء، استيطان، توسيع حدود، جمع المنافي، التحرك بقيم صهيونية عميقة، وذلك رغم الأفكار الاشتراكية التي في جزء منها كانت تشل التقدم في مستوى الحياة".
غير أن نحميا سترسلر وجهت من على صفحات "هآرتس" رسالة مغايرة إلى زعيم الحزب أفي غاباي فكتبت: "يجب أن يحول غباي الأزمة التي تحيط بحزب العمل إلى فرصة، يجب عليه أن يطرح نظرية سياسية تختلف عن نظرية نتنياهو، وهذه ورقة رابحة".
وفي هذا الصدد فقد طرح المحلل البارز في صحيفة" يديعوت أحرونوت" ناحوم برنياع اندماج "العمل" مع حزب "ميرتس" اليساري.
برنياع قال:"المطلوب من منتسبي العمل: أن يفكروا بالكتلة وأن يفكروا باليوم التالي.. يحتمل أن يكون حزبهم قد أنهى دوره التاريخي، ولكن هذا ليس الوقت لإلقائه إلى قارعة الطريق.. ليس الآن".