احتجاجات إسرائيل تضر بـ"كفاءة" الجيش.. كيف ذلك؟
فيما تسود إسرائيل احتجاجات للأسبوع التاسع على التوالي، ضد تعديل مثير للجدل للنظام القضائي، انعكست تلك المظاهرات الحاشدة على الجيش.
وللأسبوع التاسع على التوالي، نزل آلاف الإسرائيليين إلى الشارع في تل أبيب مساء السبت، احتجاجا على تعديل مثير للجدل للنظام القضائي طرحه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ويعتبرونه مناهضا للديمقراطية.
إلا أن ذلك التعديل المقترح الذي يرفضه قطاع كبير من الإسرائيليين أثار مخاوف حول أداء القوات المسلحة، خاصة بعد ظاهرة انتشار رفض الخدمة العسكرية في الجيش الإسرائيلي.
قلق ومخاوف
تلك الظاهرة تحدث عنها رئيس هيئة الأركان الإسرائيلية هرتسي هاليفي مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الأمن يوآف غالانت والمستوى السياسي مساء الأحد، معبرا عن قلقه ومخاوفه إزاءها.
وقال هاليفي، في تصريحات نشرها موقع "I24" الإسرائيلي، إن الظاهرة آخذة بالازدياد تجاه أبعاد مقلقة، محذرا إياهم من انتشار الظاهرة بسبب الاحتجاج على التعديلات القضائية بطريقة يمكن أن تضر بالكفاءة العملياتية للجيش.
جاء ذلك بعد رفض نحو 37 طياراً من وحدة النخبة الامتثال إلى تدريب مجدول لهم، يوم الأربعاء 8 مارس/آذار الجاري، رفضاً لخطة حكومية تقول المعارضة إنها تهدف إلى إضعاف القضاء.
من جانبه، قال ضابط احتياط في الجيش الإسرائيلي أوليفييه رافوفيتش، في تصريحات للموقع الإسرائيلي، إن الحراك الاحتجاجي مقلق، خاصة أن غالبية من يحتج يخدم في الجيش، فيما من يعارض الحراك الاحتجاجي ويؤيدون خطة الإصلاح القضائي لا يخدمون في القوات المسلحة.
خطة الإصلاح
وأوضح الضابط الإسرائيلي أن هناك إشكالية في الرؤية الإسرائيلية المتعلقة بالجيش، مؤكدين أن معارضي الحكومة وخطة الإصلاح يعرفون أن لديهم قوة الخدمة العسكرية.
وطالب الضابط الإسرائيلي بضرورة إبقاء الجيش خارج الخلاف والنقاش السياسي، مشيرًا إلى أن هناك عناصر وصفها بـ"العدائية" خارج إسرائيل، سعيدة بأن الطيارين لا يريدون التدرب.
في المقابل، طالب وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت، مساء الأحد، البدء بحوار بين المعارضة والائتلاف حول مشاريع القوانين حول التعديلات القضائية التي يدفعها الائتلاف الحكومي.
وتأتي تصريحات غالانت على خلفية المطالبات الواسعة التي أطلقت خلال الأيام الأخيرة من جانب جنود احتياط بعدم المثول لأداء الخدمة العسكرية، احتجاجا على هذه التعديلات التي يعتبرها المعارضون بأنها بمثابة انقلاب.
تحديات ثقيلة
وقال وزير الأمن: "الوضع اليوم يلزمنا التحدث، نقف أمام تحديات خارجية ثقيلة ومعقدة، كل مطالبة برفض الخدمة العسكرية تضر بعمل الجيش الإسرائيلي وقدرته على أداء المهام".
وتطرق رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إلى مطالبات رفض الخدمة، قائلا -خلال مقابلة مع القناة الإسرائيلية 14- إنه خلال فترة فك الارتباط أدت المطالبة برفض الخدمة إلى رفض الأوامر.
وقال السياسي الإسرائيلي "أتذكر وقت فك الارتباط، أنه كان هجوما ساحقا على فكرة رفض الخدمة، والتي فعليا لم تتطور ولم تصل إلى أي مكان، لأن المعسكر القومي -كما أطلقوا عليه- لم يفكر بها قط".