اليوم الـ83 لحرب غزة.. قتال مكثف ورعب «الأمراض» يطل برأسه
كثّف الجيش الإسرائيلي غاراته وعملياته البرية وسط وجنوب غزة، مع تواصل التحذيرات الدولية من "خطر جسيم" يطال المدنيين في القطاع.
ومع تواصل العمليات على الأرض، أعلن الجيش الإسرائيلي صباح الخميس مقتل ثلاثة جنود، ما يرفع حصيلة خسائره منذ بداية القتال البري إلى 167، وسط تكثيف القتال في مناطق متفرقة من قطاع غزة.
وأشار المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري ليل الأربعاء إلى أن قواته تواصل لليوم الثالث تواليا شنّ غارات مكثفة على مخيمات وسط القطاع، ودفعت بقوات إضافية إلى خان يونس، كبرى مدن جنوب القطاع والتي تشكّل منذ مدة محور العمليات البرية.
وألمح هاغاري كذلك إلى احتمال "توسيع القتال في الشمال" على الحدود مع لبنان، حيث تتبادل الدولة العبرية وحزب الله القصف بشكل يومي منذ اندلاع الحرب في غزة في أكتوبر/تشرين الأول.
وأتت تصريحات هاغاري بعد ساعات من زيارة قام بها رئيس الأركان هرتسي هاليفي إلى مقر قيادة المنطقة الشمالية حيث أكد وفق بيان للجيش، أن الأخير في "مستوى جاهزية عالٍ للغاية".
وأضاف: "لقد صادقنا اليوم على خطط مختلفة للمراحل اللاحقة، حيث يتعين علينا أن نكون جاهزين للهجوم إذا لزم الأمر"، متابعا "حتى الآن تدار المعركة هنا بشكل صحيح ورزين وهكذا يجب أن يستمر الوضع. لن نعيد السكان دون إتاحة الأمان وقبل أن يشعروا بالأمان".
وتوازيا مع الحرب في غزة بالجنوب، تشهد مناطق الشمال الإسرائيلي تبادلا للقصف مع حزب الله الذي يعلن استهداف مواقع ونقاط عسكرية للجيش "إسنادا" للفلسطينيين، بينما يردّ الجيش بغارات جوية وقصف مدفعي على جنوب لبنان، معلنا استهداف "بنى تحتية" للحزب.
وأسفر التصعيد على الحدود بين البلدين عن مقتل نحو 160 شخصا على الأقل في لبنان بينهم أكثر من 110 مقاتلين من حزب الله و17 مدنيا على الأقل بينهم ثلاثة صحفيين وفقا لحصيلة "فرانس برس". وفي الجانب الإسرائيلي قتل 13 شخصا على الأقل بينهم تسعة جنود.
خطر جسيم
واندلعت الحرب بين إسرائيل وحركة "حماس" في السابع من أكتوبر/تشرين الأول إثر هجوم غير مسبوق شنّته الحركة على جنوب إسرائيل.
وأدى الهجوم إلى مقتل نحو 1140 شخصا غالبيتهم من المدنيين، وفق تعداد لـ"فرانس برس" استنادا إلى آخر الأرقام الرسمية الإسرائيلية. كما جرى خلال الهجوم أخذ نحو 250 رهينة لا يزال 129 منهم محتجزين في غزة، وفق إسرائيل.
وتشنّ إسرائيل قصفا مكثفا للقطاع المحاصر، وبدأت بعمليات برية اعتبارا من 27 من الشهر ذاته، أدت إلى مقتل 21110 أشخاص بينهم أكثر من ثمانية آلاف طفل وستة آلاف امرأة، وفق آخر الأرقام الصادرة عن حكومة حماس.
وأعربت مفوضيّة الأمم المتّحدة السامية لحقوق الإنسان الأربعاء عن "قلق بالغ حيال قصف القوات الإسرائيلية المتواصل لوسط غزة"، مؤكدة "على كل الهجمات أن تمتثل بشكل صارم إلى مبادئ القانون الإنساني الدولي بما في ذلك التمييز والتناسب وأخذ الاحتياطات".
توازيا، تواصلت التحذيرات من الكلفة الباهظة لاستمرار النزاع.
إذ جدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الدعوة إلى "وقف إطلاق نار مستدام" في غزة، مشددا على "ضرورة العمل من أجل وقف إطلاق نار مستدام، بمساعدة جميع الشركاء الإقليميين والدوليين".
ووفق الإليزيه، أعرب ماكرون لنتنياهو عن "قلقه العميق إزاء الخسائر الفادحة في صفوف المدنيين وحالة الطوارئ الإنسانية المطلقة التي يواجهها السكان المدنيون في غزة".
وحذر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث، عبر منصة إكس، الخميس، من انتشار الأمراض المعدية بسرعة بالملاجئ في قطاع غزة، مؤكدا أن المستشفيات بالكاد تعمل بالقطاع.
وتابع أن مئات الأشخاص الذين يعانون من إصابات الحرب غير قادرين على الحصول على الرعاية الطبية.
بدوره، حذّر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس الأربعاء، من "خطر جسيم" يواجهه سكان القطاع البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة.
ودعا تيدروس المجتمع الدولي لاتخاذ "خطوات عاجلة للتخفيف من الخطر الجسيم الذي يواجه سكان غزة ويقوض قدرة العاملين في المجال الإنساني على مساعدة الأشخاص الذين يعانون من إصابات فظيعة ومن الجوع الحاد، والمعرضين لخطر شديد للإصابة بالأمراض".
وبحسب أرقام الأمم المتحدة، أرغم 1,9 مليون شخص يمثلون 85% من سكان القطاع، على النزوح من منازلهم بسبب المعارك، فيما يخيم شبح المجاعة على القطاع الذي يواجه أزمة إنسانية متعاظمة في ظل الحصار الإسرائيلي وشحّ المساعدات الإنسانية التي تدخل إليه منذ بدء الحرب.
aXA6IDE4LjExOS4xMjQuNTIg جزيرة ام اند امز