اليوم الـ89 للحرب.. إسرائيل تدشن «العمل السري» وتخشى رياحا لبنانية
بين ليلة وضحاها، تقلبت الحرب في غزة بين صفحة وأخرى، في يومها الـ89، لتلامس مرحلة جديدة، وٌصفت بـ"العمل السري"، لكن مخاوف "التوسع" زادت.
السطر الأول في الصفحة الجديدة هو اغتيال القيادي في حركة حماس صالح العاروري واثنين من قيادات الجناح العسكري في الخارج، مساء الثلاثاء، في ضربة إسرائيلية استهدفت مكتباً للحركة الفلسطينية في الضاحية الجنوبية لبيروت.
والعاروري من مؤسسي كتائب "عز الدين القسام" وأمضى سنوات طويلة في السجون الإسرائيلية إلى أن أفرج عنه في عام 2010 حين أبعدته إسرائيل عن الأراضي الفلسطينية.
عملية لم تعترف بها إسرائيل، لكنّ الناطق باسم جيشها، دانيال هاغاري قال في مؤتمر صحفي "(الجيش) في حالة تأهّب (...) دفاعاً وهجوماً. نحن على أهبّة الاستعداد لكلّ السيناريوهات" بدون التعليق بشكل مباشر على مقتل العاروري.
في المقابل، أكّد حزب الله اللبناني أن اغتيال العاروري "اعتداء خطير على لبنان" و"لن يمرّ أبداً من دون ردّ وعقاب".
بدورها، قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن إسرائيل تستعد لرد قوي من حزب الله قد يشمل إطلاق صواريخ بعيدة المدى، فيما رفع الجيش الإسرائيلي درجة التأهب على الحدود مع لبنان.
مشهد يثير مخاوف من تغيير كبير في قواعد الاشتباك السائدة على حدود لبنان وإسرائيل منذ بداية الحرب في غزة، وتقتصر على تبادل شبه يومي لإطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله.
"صفحة جديدة"
ووسط مخاوف توسع الحرب، نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسؤولين أمريكيين رفيعي المستوى، أن إسرائيل هي المسؤولة عن عملية الاغتيال في بيروت.
وقالت الصحيفة، إن اغتيال العاروري سيكون ضمن هجمات سرية تنفذها إسرائيل ضد حركة "حماس"، دون ذكر نطاق هذه الهجمات أو الأهداف المخططة لها، لكنها تشير بوضوح لمرحلة جديدة من الحرب.
سياسيا، يبدو أن اغتيال العاروري يحرك الجمود السياسي في الساحة الفلسطينية، إذ أعلن رئيس المكتب السياسي لحماس، إسماعيل هنية أمس، أنّ الحركة "منفتحة من أجل إعادة المرجعية الوطنية وحكومة وطنية" في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وقال هنية "نحن منفتحون من أجل إعادة المرجعية الوطنية وحكومة وطنية في الضفة وغزة". فيما أعلنت القوى الوطنية والإسلامية في مختلف المحافظات بالضفة الغربية الإضراب العام والشامل، الأربعاء.
وهذه هي المرة الأولى التي تتحدث فيها حماس عن إدارة غزة بعد الحرب، وسط تمسك إسرائيلي بلعب دور في القطاع، من الناحية الأمنية على أقل تقدير، بعد انتهاء المعارك.
العمليات على الأرض
وواصل الجيش الإسرائيلي عملياته في قطاع غزة، واستهدف القصف خلال الساعات الماضية مناطق مختلفة في شمال القطاع وجنوبه ووسطه، وأسقط مزيدا من القتلى والجرحى.
وبصفة عامة، أدّى القصف الإسرائيلي على قطاع غزة الذي يترافق منذ 27 أكتوبر/تشرين الأول مع هجوم بري واسع، إلى مقتل 22185 شخصا معظمهم من النساء والأطفال، وفق آخر أرقام لوزارة الصحة التابعة لحركة حماس.
وكان هجوم حماس أودى بنحو 1140 شخصا معظمهم مدنيّون في إسرائيل، وفق حصيلة لوكالة "فرانس برس" تستند إلى بيانات رسميّة.
إلى ذلك، نفذت قوات الجيش الإسرائيلي فجر اليوم الأربعاء، حملة اقتحامات واسعة في مختلف مدن وبلدات الضفة الغربية، وأعلنت مخيم نور شمس في طولكرم منطقة عسكرية مغلقة وفرضت حظر التجوال فيه.
جاء ذلك بعد أن اقتحمت قوات كبيرة من الجيش الإسرائيلي مصحوبة بعدد من الجرافات مدينة طولكرم من محوريها الغربي والجنوبي ومخيم نور شمس شرقي المدينة، وسط تحليق طائرات الاستطلاع في أجواء المدينة وضواحيها ومخيماتها على ارتفاع منخفض.
ومنذ بدء الحرب على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، كثف الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية بالضفة وزاد وتيرة الاقتحامات والمداهمات للبلدات والمخيمات، مخلفا عشرات الضحايا ومئات المعتقلين.
aXA6IDE4LjExOS4xNDEuMTE1IA== جزيرة ام اند امز