بتسلئيل سموتريتش.. قنبلة عنصرية موقوتة ضد الفلسطينيين
لا يكف بتسلئيل سموتريتش، وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف، عن إثارة الأزمات بتصريحاته العنصرية ضد الفلسطينيين.
فسموتريتش، الذي أنكر سابقا وجود شعب فلسطيني، خيّر اليوم الفلسطينيين بين العيش بحقوق منقوصة ضمن دولة يهودية أو الهجرة أو القتل لمن أصر على المقاومة المسلحة.
وبحسب دراسة لسموتريتش نشرتها مجلة "هاشيولوش" تحت عنوان "خطة إسرائيل الحاسمة"، اعتبر الوزير الإسرائيلي المتطرف أن حل الدولتين وصل إلى طريق مسدود، وقال "حان الوقت لكسر النموذج وإيجاد الطريقة المناسبة للخروج من هذه الحلقة التي لا تنتهي".
واعتبر أن تحقيق هذا الهدف يتطلب تطبيق السيادة الإسرائيلية الكاملة على مناطق الضفة الغربية، وإنهاء النزاع بالاستيطان على شكل إنشاء مدن ومستوطنات جديدة في عمق المنطقة، وجلب مئات الآلاف من المستوطنين الإضافيين للعيش فيها.
وقال إن هذا "سيوضح للجميع أن الواقع في الضفة الغربية لا رجوع فيه، وأن إسرائيل موجودة لتبقى، وأن الحلم العربي بدولة في الضفة لم يعد قابلا للحياة".
أما عن الفلسطينيين فيرى سموتريتش أن أمامهم خيارين أساسيين، وقال "الذين يقبلون بالتخلي عن تطلعاتهم القومية يمكنهم البقاء والعيش كأفراد في الدولة اليهودية، والتمتع بكل الفوائد التي جلبتها الدولة اليهودية إلى الأرض المحتلة".
وأضاف "أما الذين يختارون عدم التخلي عن طموحاتهم الوطنية فسيحصلون على مساعدات للهجرة إلى إحدى الدول العديدة التي يدرك فيها العرب طموحاتهم الوطنية، أو إلى أي وجهة أخرى في العالم".
وتابع سموتريتش قائلا إنه "لن يتبنى الجميع أحد هذين الخيارين، سيكون هناك من سيواصل اختيار خيار آخر"، في إشارة إلى المقاومة ، مشددا على أنه سيتم التعامل معهم من قبل قوات الأمن بيد قوية، وفي ظل ظروف أكثر سهولة للقيام بذلك.
خطة الوزير الإسرائيلي اليميني المتطرف تتضمن مرحلتين، الأولى هي أنه "يتعين على إسرائيل أن تثبت فيها أهم حقيقة أساسية: نحن هنا لنبقى وأن طموحنا القومي لدولة يهودية من النهر إلى البحر هو حقيقة واقعة، حقيقة غير قابلة للنقاش أو التفاوض".
واعتبر أن هذه المرحلة ستتحقق من خلال عمل سياسي قانوني لفرض السيادة على كل الضفة الغربية، ومع تكثيف عملية الاستيطان.
وقال إن "المرحلة الثانية ستكون وضع الفلسطينيين أمام الخيارين المذكورين والنصر العسكري على من سيختارون مواصلة الكفاح المسلح ضد إسرائيل، قتل من يحتاج إلى القتل، ومصادرة الأسلحة حتى آخر طلقة، وإعادة الأمن لمواطني إسرائيل".
سموتريتش أوضح أن هذه العملية ستستغرق عدة سنوات، مضيفا "أعتقد أن الجزء الأكبر من الخطة يمكن تحقيقه بنجاح في السنوات الأولى من التسوية الحاسمة".
واعتبر أن الموقف العربي المستمر يثبت أن "حل الدولتين" غير واقعي تماما، وقال إن "الحد الأقصى الذي يرغب اليسار الإسرائيلي في تقديمه هو أقل بكثير من الحد الأدنى الذي يرغب فيه (العرب) الأكثر اعتدالا، وهناك تناقض ملازم بين وجود الدولة اليهودية والتطلعات الوطنية الفلسطينية".
وقال إن "هدف الخطة والتي أطلق عليها اسم "أمل واحد" هو "عدم إدارة الصراع المستمر بدرجات متفاوتة من الشدة، بل الفوز به وإنهاؤه".
وليست هذه هي المرة الأولى التي يطلق فيها سموتريتش تصريحات عنصرية ضد الفلسطينيين والعرب، إذ سبق له في مارس/آذار الماضي أن دعا لمحو قرية حوارة الفلسطينية من الوجود، بعد مقتل مستوطنين إسرائيليين اثنين في حادث إطلاق نار بحوارة الواقعة بمحافظة نابلس شمالي الضفة الغربية، ليعقب ذلك أعمال عنف شديدة ارتكبها المستوطنون اليهود ضد الفلسطينيين في حوارة.
وواصل سموتريتش أزماته بتصريحات أخرى، قال فيها إنه لا يوجد شيء اسمه الشعب الفلسطيني، زاعما أنه مفهوم تم اختراعه قبل أقل من 100 عام.
وامتد سموتريتش إلى الأردن، حيث كان يلقي خطابا في باريس وفي خلفيته خارطة تضم الأردن إلى حدود إسرائيل.
وتسببت أزمات سموتريتش في حرج بالغ لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خاصة مع الولايات المتحدة، التي لم توجه له دعوة لزيارة واشنطن منذ تعيينه على رأس الحكومة الإسرائيلية في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
aXA6IDMuMTQ4LjEwNi40OSA= جزيرة ام اند امز