حرب غزة تهدد «مصداقية» الغرب في الجنوب العالمي
تتزايد الاتهامات العالمية للولايات المتحدة بـ"الازدواجية" في موقفها من الحرب بكل من غزة وأوكرانيا كان أحدثها من دول الجنوب التي أكدت أن واشنطن "تكيل بمكيالين".
ووفق تقرير لمجلة فورين بوليسي الأمريكية فإن "الكثير من دول العالم النامي بدأت ترى معايير مزدوجة في ردود أفعال الغرب المتباينة تجاه غزة وأوكرانيا، إذ يدين الاحتلال غير القانوني في أوكرانيا، بينما يقف أيضًا بقوة خلف إسرائيل، التي تحتل الضفة الغربية وقطاع غزة منذ عام 1967 وتحتفظ بالمستوطنات في الضفة الغربية وقطاع غزة، وهي خطوات يعتبرها غالبية المجتمع الدولي غير قانونية، كما تفرض إسرائيل أيضًا حصارًا بريًا وجويًا وبحريًا على قطاع غزة منذ عام 2007".
وأشارت إلى أنه "في الوقت الذي سارعت فيه الحكومات الغربية إلى إدانة روسيا لانتهاكها القانون الدولي عندما شنت هجوما واسع النطاق ضد أوكرانيا في فبراير/شباط 2022، كان الغرب، وفقا لمراقبين في العالم النامي، أكثر تردداً في إدانة إسرائيل سواء لاحتلالها الدائم أو لاستمرارها في الاحتلال، ناهيك عن أنها لم تفعل ما يكفي لمنع مقتل آلاف المدنيين في هجومها المستمر على غزة".
هذا التناقض الملحوظ يثبت لدول جنوب العالم أنه "مدمر للمزاعم الغربية بشأن النظام القائم على القواعد - وهي الذريعة التي يتذرع بها قادة أوروبا والولايات المتحدة لحشد الدعم لحرب أوكرانيا ضد روسيا، حيث ترى العديد من الدول النامية في موقف الغرب بشأن إسرائيل وفلسطين دليل على تطبيقه القواعد والمعايير الدولية بشكل انتقائي - وفقًا للمصالح الجيوسياسية وليس بطريقة عالمية وإنسانية".
وترى أن "هذا المعيار المزدوج من شأنه أن يلحق الضرر بالجهود الرامية إلى حشد الدول غير الغربية لدعم أوكرانيا".
ولفتت المجلة إلى أن تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن في 19 أكتوبر/ تشرين الأول تشكل مثالا صارخا على مدى الدعم الأمريكي الواسع لإسرائيل والذي يقوض في الوقت ذاته جهود واشنطن لبناء دعم عالمي أوسع لأوكرانيا.
وأشارت إلى أن "تصريحات بايدن أثارت الدهشة في البلدان النامية، فبدلا من أن يشبه الفلسطينيين بالأوكرانيين شبه الإسرائيليين بالأوكرانيين. وذلك لأن الكثيرين ينظرون إلى الصراع الإسرائيلي الفلسطيني من منظور الغاصب مقابل المحتل".
وقد أصيب الفلسطينيون، على وجه الخصوص - الذين يدعم نصفهم تقريبًا أوكرانيا ضد روسيا - بخيبة أمل عندما أعرب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن دعمه الفوري الثابت لإسرائيل "في أعقاب الهجوم الذي شنته حماس، لكنه لم يذكر سوى القليل عن غزة أو فلسطين".
ومن ثم، لا يتوقع أن تؤتي جهود الإدارة الأمريكية هذه في تغيير تصورات الجنوب العالمي عن "النفاق الغربي"، وخاصة مع ارتفاع عدد الضحايا المدنيين في غزة، حيث تجاوز عدد الأطفال الذين ماتوا في غزة خلال الأسابيع الثلاثة الماضية عدد الأطفال الذين ماتوا في جميع الصراعات المسلحة خلال كل سنة من السنوات الثلاث الماضية.
وخلصت المجلة إلى أنه كلما طال أمد الحرب بين إسرائيل وحماس، كلما تعاظمت المخاطر التي تهدد مصداقية الغرب في الجنوب العالمي.
aXA6IDE4LjIxNi43MC4yMDUg جزيرة ام اند امز