إسرائيل تهدد بضم مستوطنات في الضفة حال اعتراف فرنسا بفلسطين

بينما تستعد عدة دول أوروبية، على رأسها فرنسا وبلجيكا، للاعتراف بالدولة الفلسطينية، لوحت إسرائيل بضم المزيد من المستوطنات.
وفي تصريحات لـ«العين الإخبارية»، قال مسؤول فلسطيني فضل عدم الكشف عن اسمه، إن الموعد المحتمل لهذا الاعتراف هو مؤتمر دولي لحل الدولتين سيعقد في نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية في الفترة ما بين 17 و20 يونيو/حزيران المقبل برئاسة فرنسا والسعودية.
المسؤول أضاف: «نعتقد جازمين أنه إذا ما اعترفت فرنسا بالدولة الفلسطينية فإن العديد من الدول الأوروبية ستحذو حذوها، ونحن نتحدث عن 5 دول على الأقل» دون ان يسميها.
وتابع: «بالنسبة لهذه الدول، فإن الاعتراف بالدولة الفلسطينية هو السبيل المتاح لحماية حل الدولتين في ظل رفض إسرائيل حتى مجلاد الدخول في مفاوضات سياسية حول تطبيق حل الدولتين».
وفي منتصف يوليو/تموز الماضي، صوت الكنيست بأغلبية 68 نائبا ومعارضة 9 من نواب الكنيست الـ120 لصالح قرار يرفض قيام دولة فلسطينية.
وجاء في القرار أن «الكنيست تعارض بشدة إقامة دولة فلسطينية غرب الأردن. إن إقامة دولة فلسطينية في قلب أرض إسرائيل سيشكل خطرا وجوديا على دولة إسرائيل ومواطنيها، ويتسبب بإدامة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ويزعزع استقرار المنطقة».
وكان من بين المصوتين على القرار أحزاب معارضة وليس فقط الأحزاب اليمينية الإسرائيلية.
وأقر المسؤول الفلسطيني بأن «إسرائيل تمارس ضغوطا شديدة، تصل حد التهديد، على الدول من أجل منعها من الاعتراف بالدولة الفلسطينية»، قائلا: «الدول أمام امتحان فإذا ما كانت حقا مع حل الدولتين فلا يجوز لها ان تعترف بدولة من هذه الدول وهي إسرائيل وعدم الاعتراف بالدولة الثانية وهي فلسطين».
وكان اعتراف إسبانيا وإيرلندا والنرويج بالدولة الفلسطينية في مايو/أيار الماضي قد قاد إلى ردود فعل إسرائيلية غير مسبوقة، فقد منعت وزارة الخارجية الإسرائيلية القنصلية الإسبانية العامة في القدس الشرقية من تقديم خدماتها، التي كانت تقدمها منذ عقود طويلة، للفلسطينيين بالضفة الغربية فيما حرمت دبلوماسيين نرويجيين من تصاريح التنقل ما أدى إلى إغلاق مكتب تمثيل النرويج شمال القدس.
إسرائيل تهدد
لكن إسرائيل تنظر لاعتراف فرنسا بصفة خاصة بالدولة الفلسطينية بخطورة بالغة.
وعلى ذلك، فقد نقلت صحيفة «لو فيغارو» الفرنسية عن مصدر إسرائيلي رسمي قوله: «إذا اعترفت فرنسا بدولة فلسطين في يونيو، فسوف نرد بضم المستوطنات في الضفة الغربية».
وعاود المصدر الإسرائيلي استخدام ذات الحجة التي أعلنت الغالبية من دول العالم رفضها وهي أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية هو «مكافأة لإرهاب حماس بعد هجومها في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023».
وترى الدول الغربية أن الرد على هجوم «حماس» يكون بإعطاء الفلسطينيين أملا بحل سياسي ينهي الصراع وهو حل الدولتين، لذلك فهي تعتبر الحجة الإسرائيلية لرفض الاعتراف بالدولة الفلسطينية غير مقبولة.
باريس ترد
وعن التهديد الإسرائيلي بضم المستوطنات، فقد نقلت «لو فيغاروا» عن مصدر دبلوماسي في باريس قوله «لم يتفاجؤوا بهذا التهديد. هذه هي الطريقة الإسرائيلية المعتادة في التفاوض».
وقال دبلوماسي فرنسي آخر: «لقد سمعنا مثل هذه التهديدات من قبل، لكن في الوقت الحالي هذا ليس الموقف الرسمي للحكومة الإسرائيلية».
وأضافت الصحيفة: «وهكذا يتم إطلاق شد الحبل بين فرنسا وإسرائيل حول مسألة الاعتراف بدولة فلسطين، وهو ما يمكن أن يقرره إيمانويل ماكرون في حزيران/يونيو في الأمم المتحدة في نيويورك في مؤتمر ستشارك باريس في رئاسته مع المملكة العربية السعودية».
وربما تستخدم إسرائيل الاعتراف الأوروبي بالدولة الفلسطينية كغطاء من أجل الضم. فمنذ عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض تحول إسرائيل اقناع البيت الأبيض بقبول الضم في الضفة الغربية، لكن حتى الان لم تحصل على الموافقة الأمريكية.
وفعليا تعد إسرائيل العدة على الأرض من أجل ضم المستوطنات، من خلال قرارات توسيع نفوذ المستوطنات وشق الطرق والانفاق لربطها بعضها مع بعض.
وتركز الحكومة الإسرائيلية عمليات الإعداد للضم حاليا في المستوطنات المحيطة بمدينة القدس من خلال الشروع بشق شوارع وأنفاق واسعة.