إدارة ترامب تقطع «آخر شعرة» في العلاقة المباشرة مع الفلسطينيين

ألغت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المكتب الأمريكي للشؤون الفلسطينية ودمجته مع السفارة بالقدس،
لتكون قطعت آخر "شعرة تواصل مباشر" مع الفلسطينيين.
وتأسس المكتب الأمريكي للشؤون الفلسطينية في يونيو/حزيران 2022 ليقدم تقاريره مباشرة إلى وزارة الخارجية الأمريكية، وليس عبر السفارة الأمريكية في إسرائيل.
وفي حينه كان يؤمل أن يكون المكتب مقدمة لإعادة القنصلية الأمريكية العامة في القدس، التي أغلقتها إدارة ترامب في العام 2018 بعد نقل السفارة الأمريكية في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس.
ورفض الفلسطينيون، حكومة وقطاع خاص ومؤسسات، العلاقة مع الولايات المتحدة الأمريكية من خلال السفارة الأمريكية في إسرائيل لا سيما بعد نقلها إلى القدس، في خطوة عارضها الفلسطينيون والدول العربية وغالبية دول العالم.
وكان الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن وعد إبان حملة ترشحه لانتخابات الرئاسة قبل الماضية في العام 2020، بإعادة فتح القنصلية الأمريكية العامة في القدس، حال انتخابه رئيسا، وجدد التزامه بهذا الوعد بعد فوزه بالانتخابات.
وقام بداية بإنشاء وحدة الشؤون الفلسطينية في السفارة الأمريكية، ثم أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية تدشين المكتب الأمريكي للشؤون الفلسطينية على أمل تحويله إلى قنصلية.
وعادت العلاقات الفلسطينية، حكومة وقطاع خاص ومؤسسات، مع الولايات المتحدة الأمريكية من خلال المكتب الأمريكي الذي أخذ صفة منفصلة عن السفارة الأمريكية في إسرائيل واختص بالعلاقات مع الفلسطينيين تماما كما كانت القنصلية.
لكن إدارة ترامب أعادت الأمور إلى المربع الأول، اليوم الثلاثاء، بإعلان وزارة الخارجية إلغاء المكتب الأمريكي للشؤون الفلسطينية.
وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأمريكية تامي بروس في مؤتمر صحفي "قرر وزير الخارجية ماركو روبيو دمج مسؤوليات مكتب الشؤون الفلسطينية بالكامل مع أقسام أخرى في سفارة الولايات المتحدة في القدس".
وأشارت إلى أن "هذا القرار سيعيد العمل بالإطار الذي كان قائمًا في عهد ترامب، وهو بعثة دبلوماسية أمريكية موحدة في عاصمة إسرائيل، تتبع السفير الأمريكي لدى إسرائيل".
وقالت "سيتخذ السفير (الأمريكي لدى إسرائيل مايك) هاكابي الخطوات اللازمة لتنفيذ هذا الدمج خلال الأسابيع المقبلة".
وجاء القرار بعد أيام من قرار وزارة الخارجية الأمريكية إلغاء منصب المنسق الأمني الأمريكي بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وبعد أسابيع من إلغاء عمليات الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) في الأراضي الفلسطينية.
وبذلك، فإن العلاقة ما بين السلطة الفلسطينية والإدارة الأمريكية ستقتصر على تلك القائمة مع البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأمريكية مباشرة.
ويرفض الفلسطينيون أي علاقة مع الإدارة الأمريكية من خلال سفارتها بإسرائيل.
وكان السفير هاكابي أعلن مرارا رفضه استخدام مصطلح "الضفة الغربية" مصرا على تعبير "يهودا والسامرة"، كما كرر أنه لا يوجد شيء اسمه "احتلال" وأن من حق إسرائيل الاستيطان في الضفة الغربية.
ويطوي القرار الأمريكي الجديد ليس فقط آمال الفلسطينيين بإعادة فتح القنصلية العامة، وإنما أيضا فرص أي علاقة مباشرة سهلة مع الولايات المتحدة الأمريكية.
تاريخ القنصلية
واستنادا إلى القنصلية الأمريكية في القدس، فإن بداية التمثيل الدبلوماسي الأمريكي بفلسطين كان في عام 1844 عندما عين الرئيس الأمريكي جون تايلر أول قنصل للولايات المتحدة الأمريكية في المدينة المقدسة، ولكن في عام 1857 تأسس أول وجود قنصلي أمريكي دائم في مبنى داخل باب الخليل في البلدة القديمة.
وكان باب الخليل آنذاك مركزا للعديد من البعثات الدبلوماسية الغربية، بينها الفرنسية، قبل أن تنتقل بعد سنوات طويلة إلى منطقة الشيخ جراح والمناطق المحيطة في القدس.
واختارت القنصلية الأمريكية الانتقال إلى منطقة قريبة من مقبرة مأمن الله، التي تصنف الآن منطقة قدس غربية، حيث ما زال هذا المبنى حتى الآن مقرا لإقامة القنصل الأمريكي العام ومكاتب للفرق المساعدة.
وتقول القنصلية الأمريكية: "أنشئ مبنى القنصلية الحالي عام 1868 من قبل المبشر الألماني اللوثري فرديناند فستر الذي بنت عائلته وأعوانهم العديد من المنازل في القدس ذات طابع عربي (خاصة في الكولونية الألمانية)، وكذلك فندق الأمريكان كولوني- في إشارة إلى فندق شهير ما زال قائما في الشيخ جراح المصنفة حاليا منطقة قدس شرقية".
وأضافت: "كانت البناية من أوائل البيوت التي بنيت خارج جدران البلدة القديمة، وشمل مبنى القنصلية الأصلي طابقين فقط، وتمت إضافة الثالث في أوائل القرن العشرين، ويضم المبنى اليوم مكان إقامة القنصل العام ومكاتب الموظفين".
وتم تحديد البعثة كقنصلية عامة في عام 1928، ثم في عام 1951 استأجرت الحكومة الأمريكية موقعا آخر في شارع نابلس؛ حيث كان يضم القسم القنصلي التابع للقنصلية العامة الذي يؤمن خدمات لحاملي الجنسية الأمريكية والتأشيرات.
aXA6IDMuMTQ0LjI1LjIyNiA=
جزيرة ام اند امز