تجنيد المتدينين.. محلل سياسي إسرائيلي يفكك لـ«العين الإخبارية» أبعاد الأزمة
توقع أستاذ علوم سياسية إسرائيلي أن تواصل أزمة تجنيد المتدينين تفاعلاتها في المجتمع الإسرائيلي، مستبعدا فرضه في الوقت الراهن.
وقال الدكتور يوناثان فريمان، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة العبرية، في حديث لـ"العين الإخبارية": "ازدادت أهمية موضوع تجنيد المتدينين بالجيش على وجه التحديد بسبب هذه الحرب (التي تشنها إسرائيل في غزة منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي)".
وأوضح أن "الجيش الإسرائيلي كان يتحدث أيضًا عن حقيقة أنه سوف يحتاج إلى المزيد من الجنود، ولأنه سيكون هناك المزيد من الخدمة الاحتياطية، والمزيد من المهام، لدينا ما يحدث في الشمال (لبنان)، ولدينا ما يحدث في الجنوب (غزة)، ولدينا تناوب القوات".
وأضاف: "لذلك سيكون هناك حاجة للمزيد من القوى المطلوبة. الآن، أصبحت مسألة خدمة المتدينين، التي كانت دائمًا بمثابة قضية ساخنة جدا لفترة من الوقت، فمثلا يائير لابيد، في الماضي، عندما بدأ للتو كحزب، كانت تلك واحدة من القضايا الرئيسية التي طرحها وهي خدمة المتدينين بالجيش".
وهدد الحاخام الأكبر لليهود السفارديم إسحاق يوسيف بالهجرة من إسرائيل في حال إلزام المتدينين بالخدمة في الجيش الإسرائيلي.
وهذا هو التهديد الأول من نوعه من رجل دين يهودي بمكانة يوسيف، ما يرجح أن يكون له تداعيات واسعة في إسرائيل.
وقال يوسيف في عظة السبت: "مهما حدث، إذا أجبرونا على الانضمام إلى الجيش فسوف نغادر البلاد إلى الخارج، سنشتري التذاكر ونذهب".
ويمثل الحاخام يوسيف حزب "شاس" وهو حزب أساسي في الحكومة الحالية ما دفع تقديرات بتأثير على الحكومة في حال انسحاب الحزب منها.
واعتبر الدكتور فريمان أن لا أحد سيفرض على المتدينين الخدمة مشيرا إلى أن من السابق لأوانه معرفة تأثير ذلك على الحكومة.
وقال: "سواء أثر ذلك سياسيًا على الحكومة في الوقت الحالي أم لا، أعتقد أنه بشكل عام، حتى مع ما يقوله المعارضون، أنا لا اعتقد أن أيا من الشخصيات السياسية الرئيسية في إسرائيل في الوقت الحالي، لا أحد، حتى لو كان بإمكانهم فعل ما يريدون، لن يجبر أحد المتدينين الذين لا يريدون الخدمة على القيام بذلك، لن يجبرهم أحد".
وقال الدكتور فريمان: "بالمناسبة، ليس فقط فيما يتعلق بهذه المجموعة، فإذا نظرت إلى أولئك الذين لا يخدمون من مجموعات أخرى، والذين خرجوا منها بطريقة أو بأخرى أو قاموا بكل هذه الأشياء المختلفة، فستجد أن هناك حالات قليلة جدا لأي نوع من الإجراءات العقابية، سواء من قبل الجيش أو حتى النظام القضائي والمحاكم، ضد أي شخص لا يخدم بالجيش".
وأشار في هذا الصدد إلى أنه "بشكل عام، ولعقود من الزمن، يمكنك القول حقًا إن السلطات لم تُجبر بطريقة قوية السكان على الخدمة العسكرية سواء بإحالة الأشخاص إلى المحكمة، أو من حيث إرسال الشرطة العسكرية إلى منازل الناس لإجبارهم على الخدمة أو إرسال من لا يريدون الخدمة بالسجون".
وقال: "لم يفعلوا ذلك، لذا فإن أي شخص يقول: سنفعل ذلك مع المتدينين، أعتقد أن هذا لن يحصل كما لم يحصل مع أي مجموعة أخرى".
وتعني كلمة "الحريدي" باللغة العبرية الشخص التقي ويطلق على المتدينين "الحريديم".
ويُمثل اليهود المتدينون الشرقيون بالحكومة من قبل حزب "شاس" أما المتدينون الغربيون فيمثلون من خلال تحالف أحزاب "يهودوت هتوراه".
وفي حين أن التجنيد إلزامي لكل إسرائيلي وإسرائيلية عندما يبلغون 18 عاما فإن المتدينين يقولون إنهم يكرسون أنفسهم لدراسة التوراة ولذلك لا يجب عليهم الخدمة بالجيش.
الجيش لا يريد
كما رأى الدكتور فريمان إن الجيش نفسه لا يريد أن يقوم المتدينون بالخدمة العسكرية بأعداد كبيرة.
وتشير تقديرات إلى أن أعداد المتدينين تزيد على 13% من المواطنين.
وقال: "أعتقد أن الجيش نفسه لا يريد أن يقوم المتدينون بالخدمة العسكرية بأعداد كبيرة، إنهم لا يريدون انضمام جميع الحريديم لأن ذلك سيؤدي إلى إجراء الكثير من التغييرات داخل الجيش عندما يتعلق الأمر بخدمتهم مع النساء، وعندما يتعلق الأمر بمناطق الطعام، كما أن الراتب سيزيد لأن الكثير منهم لديه الكثير من الأطفال".
وأضاف: "لذا يمكنني أن أقول لكم إن الجيش نفسه، على الرغم من أنهم يقولون شيئًا آخر فإنهم لا يريدون ذلك. إنهم لا يريدون تجنيد عدد كبير وضخم من الحريديم".
وتابع: "فيما يتعلق بالحلول، أعتقد أن هذا سيكون جزءًا من المفاوضات بين الطرفين، ورأيت أن حزب شاس، وهو حزب حريدي، قد قال بالفعل إنه مستعد لربما التوصل إلى نوع من الصفقة".
ولفت الدكتور فريمان في هذا الصدد إلى أنه "أحد الحلول هو أنه من الممكن أن يفتح الجيش الإسرائيلي وحدات معينة أو المزيد من الوحدات التي يمكن للحريديم أن يتعايشوا معها ويكون لا يزال بإمكانهم دراسة التوراة".
واستدرك: "لكن على أي حال، لا أرى أي حل أو أي نوع من الصفقة حيث سيضطرون إلى الانضمام عندما لا يريدون ذلك".
وكانت تهديدات الحاخام يوسيف بالهجرة من إسرائيل في حال إلزام المتدينين بالخدمة بالجيش أثارت ردود فعل غاضبة من قبل الوزير في حكومة الحرب بيني غانتس وزعيم المعارضة يائير لابيد ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش وزعيم حزب "إسرائيل بيتنا" المعارض وزير الدفاع الأسبق أفيغدور ليبرمان.
وقال الدكتور فريمان: "إنه منصب غير رسمي، وبشكل عام، ليس من المفترض أن يكون منخرطا في السياسة، وليس من المفترض أن يقول هذا النوع من التصريحات، إنه موظف في الدولة، ولذا ليس من المفترض أن يقول أي شيء من هذا القبيل، ولكن في الآونة الأخيرة، رأينا هذا النوع من التصريحات. ليس فقط من قبله".
واستدرك: "لكنني أعتقد أنه فيما يتعلق بتصريحه، أعتقد أنه مجرد كلام لأنه كما قلت، لن يجبر أحد أي شخص على الانضمام إلى الجيش، لن يقوم أحد بذلك".
وقال: "لكن فيما يتعلق بهذا التصريح، نعم، يمكن استخدامه وسيستخدمه أشخاص مثل ربما بيني غانتس، وربما ليبرمان، ربما لابيد، قد يستخدم هذا البيان".
وأضاف: "لكنني أعتقد أنه فيما يتعلق بالواقع، القيام بذلك والمغادرة، لا أرى أي نوع من هذا النوع من الاحتمال، إنه لن يحدث".
وتابع: "لن يتم فرض الخدمة العسكرية، ولإعطائكم مثالاً فقط، العرب الإسرائيليون، شباب العرب في هذا البلد لا يخدم جزء كبير جد منهم بالجيش، ولا يوجد قانون يمنعهم من التجنيد الإجباري. لا يوجد قانون.. والآن ماذا يقول القانون؟ ينص القانون على أن كل فتى وفتاة يبلغان من العمر 18 عامًا يجب أن يخدموا، أي شخص هو مواطن، بما في ذلك العرب الإسرائيليين".
واستدرك: "لكن القانون يقول أيضًا، والكثير من الناس لا يعرفون ذلك، إن لدى وزير الدفاع القدرة على عدم استدعاء أشخاص معينين، وبعبارة أخرى، لا يعني أن العرب الإسرائيليين معفيون بموجب القانون، ولكنهم لا يستدعون فحسب".
aXA6IDE4LjExOS4xMTMuNzkg جزيرة ام اند امز