غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت، وقعت قبل يومين، أمام عدسات المصوّرين، المفارقة كانت في قوتها ودقتها، فقد دمرت مبنى من 11 طابقا في ثوان كما لو أنه مبني من ورق.
وهو ما أسال حبر التساؤلات حول تلك القنبلة التي استخدمتها إسرائيل في ضربتها ودمرت هدفها بدقة عالية دون أن تتأثر المباني المجاورة، وهو ما كشف عنه خبيران لـ«فرانس برس».
الخبيران أكدا أن إسرائيل استخدمت قنبلة موجهة من طراز «سبايس»، التي تعتمد عليها في هجماتها الدقيقة ضد حماس وحزب الله.
فما هي «سبايس»؟
«سبايس» هي اختصار لكلمات "ذكية، دقيقة التأثير، فعالة من حيث التكلفة".
هي معدات توجيه تثبت على قنابل تنتجها شركة رفائيل الإسرائيلية للصناعات العسكرية.
دخلت الخدمة منذ عام 2003 وتُعتبر من أحدث الأسلحة الجوية الموجهة بدقة.
تُستخدم لتدمير الأهداف الثابتة والمتحركة بدقة عالية، حتى في أصعب الظروف.
بدأ إنتاجها منذ عام 2019 في الولايات المتحدة لتلبية الاحتياجات الأمريكية بعد اتفاق بين شركة لوكهيد مارتن الأمريكية العملاقة وشركة رفائيل.
وفي خريف العام 2023، أي بعد أسابيع من بداية العمليات الإسرائيلية ضد (حماس) في غزة، وافقت الإدارة الأمريكية على تزويد الدولة العبرية بمعدّات توجيه سبايس مُنتجة في الولايات المتحدة تصل قيمتها إلى 320 مليون دولار.
ما الذي يميز قنابل سبايس؟
- الدقة الفائقة حيث تعتمد على مجموعة من التقنيات المتطورة، مثل نظام تحديد المواقع، والتوجيه الكهروضوئي، ومطابقة الصور، مما يُمكنها من إصابة الهدف بدقة تصل إلى 3 أمتار.
- الفاعلية في جميع الظروف، حيث تستطيع العمل بكفاءة في الظروف الجوية السيئة، مثل الضباب والأمطار والعواصف الرملية، وحتى في الليل.
- المرونة في الاستخدام، لأنها تُناسب مجموعة واسعة من الأهداف، بما في ذلك مراكز القيادة والسيطرة، ومستودعات الأسلحة، والمنشآت العسكرية، والجسور، والأنفاق، وحتى الأهداف المتحركة مثل المركبات والدبابات.
- المدى البعيد، حيث تُغطي مسافات شاسعة تصل إلى 150 كيلومترا، مما يُتيح لطائرات إطلاقها من خارج مدى نيران الدفاعات الجوية للعدو.
- التوجيه ذاتي، حيث تُحدد مسارها نحو الهدف باستخدام أنظمة توجيه متطورة، مما يُقلل من اعتمادها على التوجيه الخارجي ويجعلها أكثر مقاومة للتشويش.
- القوة التدميرية الهائلة حيث تُسبب أضرارًا بالغة للهدف، حيث تزن رؤوسها الحربية ما بين 100 و 900 كيلوغرام.
كيف تعمل سبايس؟
تُطلق قنابل سبايس من الطائرات، وتعتمد على مجموعة من التقنيات للتوجيه نحو الهدف.
يتمّ توجيهها بواسطة الأقمار الاصطناعية والمجهّزة بنظام ملاحة ذاتي، تحتوي أيضا على "نظام بحث كهروضوئي"، وهو نوع من الكاميرا المثبّتة في طرفها الأمامي.
وعند الاقتراب من الهدف، يقوم هذه النظام بمقارنة صورة الهدف بالصورة المخزّنة مسبقا في برامجه لتأكيد هويته وتحديد أفضل زاوية للهجوم، قبل الاندفاع نحوه.
يمكن للطيار إطلاق القذيفة من مسافة آمنة قد تصل حسب الطراز إلى 125 كيلومترا
"كلّما أطلقتها من مسافة أعلى، كان التأثير أكبر"، على حدّ تعبير جان كريستوف نويل الباحث المساعد في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية.
كما أنها تمتلك أجنحة صغيرة مرفقة بها يمكن أن تحوّلها إلى قنابل حائمة.
أنواع قنابل سبايس
- سبايس 250
تزن 125 كيلوغراما، وتُستخدم ضد الأهداف الصغيرة.
- سبايس 1000
تزن 450 كيلوغراما، وتُستخدم ضد الأهداف المتوسطة الحجم.
- سبايس 2000
تزن 900 كيلوغراما، وتُستخدم ضد الأهداف الكبيرة والحصينة.
- سبايس ER 250
نسخة مُحسّنة من سبايس 250 بمدى يصل إلى 150 كيلومتر.
من يستخدم قنابل سبايس؟
تُستخدم قنابل سبايس من قبل العديد من جيوش العالم، وتعد إسرائيل أكبر مستخدميها، حيث تعتمد عليها في عملياتها العسكرية في قطاع غزة ولبنان وسوريا.
يليها الهند التي اشترت قنابل سبايس بقيمة 42 مليون دولار لتُستخدم مع طائرات سوخوي الروسية الصنع، وكوريا الجنوبية: تستخدم قنابل سبايس مع طائرات إف 15، وأستراليا التي تستخدم قنابل سبايس مع طائرات إف 35.
جاء ذلك وفقا لتقرير "الميزان العسكري" الصادر عن للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية.