«نيران صديقة» عرت «الغموض».. أردوغان يلاحق «نووي إسرائيل»
تصريحات صادمة من قلب الحكومة الإسرائيلية عن "ضربة نووية" لغزة، أعادت نبش ملف أغلقه "الزمن"، وحركته رياحا عكسية من أنقرة.
الحكاية بدأت بتصريح وزير التراث عميحاي إلياهو، قبل أيام، عن انفتاحه لفكرة إلقاء إسرائيل قنبلة نووية على غزة حيث تلحق الحرب مع حركة حماس خسائر فادحة بين المدنيين الفلسطينيين.
الجدل المصاحب للتصريح، لم يخمدا قنبلة النار التي حركتها الكلمات الأولى، وأعادا فتح ملف ظن الإسرائيليون أن الزمن والإنكار "أغلقاه".
واليوم السبت، نقلت قناة إيه خبر التركية على موقعها الإلكتروني، عن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي كان يتحدث على متن طائرته عائدا من زيارة إلى ألمانيا، أن تركيا تناشد أيضا التفتيش على الأسلحة النووية في إسرائيل كي لا يكون هناك أي مجال للشك بخصوص هذا الأمر.
وأردوغان لم يكن أول من يحرك التساؤلات، إذ نقلت وكالة "تاس" الروسية تصريحات للمتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، قبل أسبوعين، قالت فيها، إن تصريح وزير التراث الإسرائيلي المتطرف، عميحاي إلياهو، يثير عددا كبيرا من الأسئلة.
وأضافت أن السؤال الأول "هو ما إذا كانت إسرائيل تملك أسلحة نووية بالفعل"، متابعة "اتضح أننا نستمع إلى بيان رسمي (كلام الوزير) حول وجود أسلحة نووية (في إسرائيل)".
وأضافت أن السؤال الثاني هو: "أين الجميع؟ أين المنظمات الدولية؟ أين الوكالة الدولية للطاقة الذرية؟ أين المفتشون؟"
واعتبرت الدبلوماسية الروسية أن تصريح الوزير الإسرائيلي يسلط الضوء على سبب رفضه بلاده لوجود شرق أوسط خال من الأسلحة النووية.
بداية القصة
وبدأت القصة النووية حينما رد وزير التراث الإسرائيلي على سؤال في مقابلة مع راديو "كول بيراما" (محلي) عما إذا كان ينبغي قصف غزة بقنبلة نووية، أجاب إلياهو "هذا أحد الاحتمالات"، وفقا لصحيفة إسرائيل اليوم.
وأضاف "عليهم (حركة حماس) أن يستجدوا لإعادة المختطفين، ماذا يعني مختطفون؟ في الحرب يُدفع الثمن، لماذا حياة المختطفين أغلى من حياة الجنود؟!".
وبعد ذلك، تصدرت تصريحاته عناوين الصحف في وسائل الإعلام العربية، واستهجنتها وسائل الإعلام العربية والعالمية، وحتى تلك الإسرائيلية الرئيسية.
وقال إلياهو في تدوينة لاحقة على مواقع التواصل الاجتماعي "من الواضح لكل عاقل أن التصريح بشأن الضربة النووية كان مجازيا".
في المقابل، قال متحدث باسم "حماس" إن إلياهو يمثل "الإرهاب الإسرائيلي الإجرامي غير المسبوق الذي يشكل خطرا على المنطقة بأكملها والعالم".
النووي الإسرائيلي
التصريحات الروسية تضع يدها على الجانب الأهم في تصريحات الوزير الإسرائيلي، وهي نسف سياسة إسرائيلية عمرها عقود تسمى "الغموض النووي"، وثبت بما لا يدع مجالا للشك أن تل أبيب تملك سلاحا نوويا.
ورسميا، لا تعلن إسرائيل صراحة أنها تملك سلاحا نوويا، ولا تنفي ذلك، فهي تلتزم الصمت.
وسياسة الغموض النووي متعارف عليها في إسرائيل منذ ستينيات القرن الماضي، وتحديدا بعد إكمال تشييد المفاعل النووي في ديمونة عام 1963، بهدف واضح: عدم دفع دول أخرى في الشرق الأوسط لامتلاك سلاح نووي.
لكن في ثمانينيات القرن الماضي، كشف العامل السابق في مفاعل ديمونة، موردخاي فعنونو وفقا استنادا لوثائق، امتلاك إسرائيل أسلحة نووية، ونشر ذلك في صحف عالمية.
وتظهر تقديرات متباينة أن لدى إسرائيل ترسانة نووية تتراوح من 90 إلى 400 رأس نووي.
aXA6IDMuMTM4LjEyNC4yOCA= جزيرة ام اند امز