إسرائيل في غزة.. فوز بالمعارك ومغامرة بخسارة الحرب
قالت صحيفة وول ستريت جورنال إن المكاسب التكتيكية التي حققتها إسرائيل لم تحقق أهدافها الاستراتيجية، ما يهدد بخسارتها الحرب.
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى إنه رغم انتصار إسرائيل في معركة تلو الأُخرى في الحرب ضد حماس، فإن انخفاض زخم القتال وفشلها تحقيق خططها لما بعد الحرب يعني أنها تواجه احتمالية خسارة الحرب.
- مأساة «الطباطيبي».. عائلة غزاوية تودع 60 قتيلاً بفاصل شهر
- إسرائيل تؤكد «رفض» حماس مقترح هدنة غزة: «السنوار لا يريد اتفاقا»
ومع عودة كثير من الجنود الإسرائيليين إلى ديارهم عادت حماس إلى المناطق التي أعلن الجيش تطهيرها من المسلحين سابقاً، في وقت تضافرت فيه الضغوط الدولية والتحديات المتمثلة في مواجهة المقاتلين المختبئين بين السكان المدنيين لعرقلة الجهود الرامية إلى اجتثاث الحركة من جنوب القطاع المكتظ باللاجئين.
وأدى ذلك إلى تراجع هدف إسرائيل المركزي المعلن من الحرب، وهو قتل قادة حماس وتدمير قدرات الحركة، كقوة عسكرية وسياسية.
وألقى بعض القادة العسكريين والسياسيين باللوم على فشل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في وضع خطة لغزة ما بعد الحرب، قائلين إن إخفاق نتنياهو ترك فراغا سياسياً تستغله الحركة، لإعادة بناء شبكة نفوذها مجددا في القطاع.
وأكد كبار الضباط والجنود الحاليون والسابقون الذين أمضوا شهورا في قتال عنيف إن غياب خطة سياسية لغزة بعد الحرب لن يجعل من الانتصارات التكتيكية مكاسب استراتيجية دائمة.
وقد أدت الحرب الطويلة وتزايد خسائرها الإنسانية إلى توتر علاقة إسرائيل مع الولايات المتحدة، ويخشى الكثيرون من تضرر العلاقات الأمريكية دون عودة بسبب الحرب، مما يعني أن خسارة أمن إسرائيل هو أمر أكبر من فوائد القتال في غزة.
في العلن، تزعم إسرائيل أن قواتها قتلت الآلاف من عناصر حماس ودمرت العديد من صواريخهم وأنفاقهم وغيرها من البنية التحتية، ولكن في السر يشعر العديد من الضباط والجنود العاديين بالقلق إزاء احتمالات تبديد نجاحاتهم التكتيكية ضد حماس بسبب التردد السياسي.
وقال جنود احتياط عادوا من غزة مؤخرا إن الإحباط بشأن عدم وجود خطة لتعزيز مكاسبهم التكتيكية وتحويلها إلى نصر استراتيجي دائم يتزايد أسبوعيا.
وذكر نقيب قاتل في خان يونس أنه في وقت مبكر من الحرب عرفت قواته سبب قتالهم، ولكن مع مرور الوقت بدأ المزيد من الجنود يتساءلون عن الهدف من كل ذلك، وقال "لم يكن لدي إجابات لأقدمها لجنودي".
وأشار جنود احتياطيون آخرون إلى أن هناك إحباطا بشأن الفشل في إطلاق سراح أكثر من 120 رهينة إسرائيلي متبقين في غزة أو قتل كبار قادة حماس مثل يحيى السنوار، وهما هدفان من الأهداف المعلنة للحرب.
وأوضح عوفر فريدمان، ضابط إسرائيلي سابق وباحث في دراسات الحرب في جامعة كينغز كوليدغ في لندن، أنه "للقضاء على حماس تحتاج إلى إنشاء هيئة حاكمة بديلة في غزة، هناك اتفاق عام بين الأجهزة العسكرية والأمنية الإسرائيلية على أن هذه ليست مشكلة يمكن حلها عسكريا".
وبيّن تامير هايمان، رئيس معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب ومستشار وزير الدفاع الإسرائيلي، أن هدف إسرائيل المركزي من الحرب تغيير النظام، وهو أمر ليس من السهل تحقيقه على الإطلاق، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة لم تحقق تغييراً كاملاً للنظام في العراق أو أفغانستان.
وأضاف هايمان أن "إسرائيل جعلت الأمر أكثر صعوبة من خلال تدمير قوة حماس دون معرفة ما الذي ستستبدله بها، وقال "عليك أن تعمل في وقت واحد على تدمير وإعادة بناء" النظام الجديد.