إسرائيل تتأهب لثالث انتخابات في أقل من عام.. والرابعة بالأفق
لا توجد توقعات بنجاح أي حزب بتشكيل حكومة جديدة بعد الانتخابات التي ستجري في الثاني من مارس المقبل.
يستعد نحو 6 ملايين ونصف مليون إسرائيلي للعودة للمرة الثالثة خلال أقل من عام إلى صناديق الاقتراع لانتخاب ممثليهم في الكنيست (البرلمان) يوم 2 مارس/آذار المقبل.
ويعتقد طيف واسع من المراقبين أن الانتخابات الثالثة قد لا تكون الأخيرة بالنظر إلى عدم قدرة أي من الأحزاب المتنافسة على حسم الصراع لصالحه.
وترجح مؤشرات استطلاعات الرأي العام أن إسرائيل ستجد نفسها مساء 2 مارس/آذار المقبل أمام المعضلة ذاتها التي انتهت إليها انتخابات أبريل/نيسان 2019 ولاحقا انتخابات سبتمبر/أيلول، وهي عدم قدرة أي من الأحزاب على تشكيل حكومة.
ولم يسبق لإسرائيل أن شهدت في تاريخها واقعا اضطرت فيه لخوض الانتخابات تلو الأخرى على النحو الذي شهده العام الأخير.
ويوجه القادة الإسرائيليون الاتهامات لبعضهم بعضا بسبب استمرار هذه المعضلة أملا في الحصول على المزيد من الأصوات من الناخبين الإسرائيليين.
ولكن نتائج الاستطلاعات التي نشرت خلال اليومين الماضيين تكشف عن تقارب نسب حزب "أزرق أبيض" الوسطي بزعامة بيني جانتس مع حزب "الليكود" اليميني بزعامة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
- قبل أيام من الانتخابات.. خطة ترامب لم تفلح في إنقاذ نتنياهو
- 3 أحزاب يسارية ووسطية تتحد لمواجهة نتنياهو بالانتخابات
فتشير الاستطلاعات، التي نشرتها محطات التلفزة والإذاعة الإسرائيلية، إلى حصول "أزرق أبيض" على 34 مقعدا مقابل 33 مقعدا لـ"الليكود".
ومن أجل تشكيل الحكومة يتعين على نتنياهو أو جانتس ضمان تأييد 61 عضوا على الأقل من أعضاء الكنيست الـ120.
ولكن السيناريو الذي برز في أعقاب الانتخابات خلال العام الماضي يرجح أن يتكرر بعد الانتخابات المقبلة.
فاستطلاعات الرأي العام ترجح حصول كتلة اليمين بزعامة نتنياهو على 56 مقعدا مقابل 43 مقعدا لكتلة الوسط بزعامة جانتس.
وإذا لم يتمكن نتنياهو من الاتفاق مع جانتس على حكومة وحدة وطنية فإنه سيفشل في الحصول على تأييد حزب "إسرائيل بيتنا" برئاسة أفيجدور ليبرمان المتوقع حصوله على 7 مقاعد.
في اليومين الماضيين أطلق ليبرمان تصريحات حادة ضد نتنياهو دعاه خلالها إلى التقاعد بعد أن قال "عهد نتنياهو انتهى".
ولكن حتى لو قرر ليبرمان دعم جانتس فإن الأخير سيبقى بحاجة للأحزاب العربية وإن كان قد قال إنه لن يشكل حكومة معها.
وأدت موافقة جانتس على صفقة القرن الأمريكية وتعهده بتنفيذها إلى شرخ مع القائمة المشتركة، التي تضم 4 أحزاب عربية، ويرجح أن تحصل على ما بين 13 و14 مقعدا.
وصفقة القرن خطة أمريكية أعلنها الرئيس دونالد ترامب أواخر يناير/كانون الثاني الماضي، ورفضها الفلسطينيون وجامعة الدول العربية باعتبارها لا تصلح كأساس للتفاوض.
وردا على زعيم كتلة الوسط، قال أيمن عودة، رئيس القائمة المشتركة: "ليفهم جانتس جيدا نحن لسنا فقط ضد نتنياهو، وإنما بالأساس ضد سياسة نتنياهو، لا نوصي أبدا على من يدعم صفقة القرن وتهجير أهل المثلث".
وأضاف عودة: "وليفهم الجميع أننا سنصل إلى 16 مقعدا، ونحن الرقم الصعب بالمعادلة".
واستدرك "إذا ما كان الاتجاه نحو السلام والديمقراطية والتأليف بين العرب واليهود فإن المشتركة ستنظر بجدية في دعم جانتس".
ولكن جانتس رد سريعا بأنه سيعمل على ضم غور الأردن بعد الانتخابات وأن خطة صفقة القرن "صائبة وسأعمل على دفعها إلى الأمام".
وتشير تقديرات إلى إمكانية رفع المواطنين العرب في إسرائيل من تصويتهم في الانتخابات المقبلة في مسعى لرفع عدد النواب العرب في الكنيست وإحباط إمكانية تطبيق صفقة القرن.
وقال 28% من المشاركين في استطلاع أجرته صحيفة "إسرائيلي اليوم" إنهم يعتقدون أنه لن يتم تشكيل حكومة بعد الانتخابات، وستجري انتخابات رابعة.