مذبحة غزة بالصحافة العبرية.. "حمام دم" يكشف "لاأخلاقية" إسرائيل
الصحف الإسرائيلية خصصت نصف صفحاتها الأولى للحديث عن افتتاح السفارة الأمريكية بالقدس والنصف الثاني لإبراز مجزرة غزة.
"الدخان الأسود الذي ارتفع فوق غزة، الإثنين، وعدد القتلى الذي ارتفع ساعة بعد ساعة، لم يزعج الاحتفالات بافتتاح السفارة الأمريكية في القدس، بل أبرز بكل قوة تعامل إسرائيل اللاأخلاقي مع حياة الفلسطينيين بشكل عام وسكان غزة بشكل خاص".
هذا ما قالته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية في افتتاحيتها التي جاءت تحت عنوان "فليتوقف حمام الدم"، غداة مجزرة غزة التي ارتكبتها قوات الاحتلال، في الذكرى الـ70 للنكبة الفلسطينية.
وعكس هذا الجزء من الافتتاحية المنحى الذي اتجهت إليه الصحف الإسرائيلية في اختيار عناوينها لهذا اليوم الثلاثاء، حيث خصصت نصف صفحاتها الأولى للحديث عن افتتاح السفارة الأمريكية في القدس، أما النصف الثاني فخُصِص لمشاهد القتل في غزة.
عناوين متقاربة اتخذتها كل من صحيفتي "معاريف" و"يديعوت أحرونوت"، من قبيل "التاريخ في القدس والدماء في قطاع غزة".
أما صحيفة "هآرتس" فتركت عنوانها الرئيسي للشهداء في غزة.
وقالت في افتتاحيتها: " في أجواء الغطرسة التي استحوذت على النظام السياسي، تحت رعاية رئيس أمريكي متعاطف، استجاب لكل نزوات رئيس الوزراء الإسرائيلي، الذي يرفض السلام، تبقى لنا أن نأمل فقط بأن يبذل جنود الجيش الإسرائيلي اليوم على الأقل، يوم النكبة، ذروة مسيرة العودة التي أعلن عنها الفلسطينيون، كل ما في وسعهم لمنع قتل جماعي آخر".
وأضافت هآرتس: "لقد أسفر شهر ونصف من المظاهرات الشعبية، إلى سقوط عشرات القتلى وآلاف الجرحى الفلسطينيين. وخلال أسابيع الاحتجاج هذه، امتنعت حماس وحركات المقاومة الأخرى في غزة عن إطلاق الصواريخ على إسرائيل. لم يصب أي جندي أو مواطن إسرائيلي. لكن إسرائيل، من جانبها، عملت ضد المتظاهرين بنيران القناصة والذخيرة الحية التي قتلت وجرحت معظمهم".
وتابعت "تتحمل إسرائيل، وإن لم يكن لوحدها، المسؤولية عن كارثة غزة. فك الارتباط ( الانسحاب) لم يحرر إسرائيل من مسؤوليتها، وبالتأكيد ليس طالما أنها تخنق غزة تحت الحصار".
واستطردت "الجنود الإسرائيليون المسلحون الذين لا تتعرض أرواحهم للخطر في معظم الأوقات ولم يصب أحد منهم، مقابلهم شباب غزة، ومعظمهم غير مسلحين، وغير محميين، ومعظمهم من العاطلين عن العمل، ويفتقدون إلى الأمل طالما استمر الحصار. معظمهم يذهبون إلى مظاهرات السياج ليصرخوا ويعبّروا عن اليأس".
وعلى ذات الصعيد كتب يؤاف ليمور في صحيفة "إسرائيل هيوم" إنه" ليست هناك حاجة لقراءة معلومات سرية من أجل تشخيص الانفجار المرتقب لقطاع غزة: فالمظاهرات العنيفة التي وقعت يوم أمس، والمتوقعة اليوم، يمكن أن تدفع حماس إلى رد من شأنه أن يؤدي إلى تصعيد".
أليكس فشمان كتب في يديعوت أحرونوت، يقول "ما حدث بالأمس لم يعد مجرد حادث أو أعمال شغب جماعية على السياج. بالنسبة لسكان غزة، فقد خرجوا أمس دفاعا عن مصيرهم"، مشيرا إلى العدد الكبير من الشهداء والجرحي.
ولفت فشمان إلى أن "كل الدلائل تشير الى أننا حتى بدون إعلان الحرب، نخوض مواجهة عسكرية في قطاع غزة"، مردفا "ربما لا يريدون في إسرائيل الاعتراف بأننا فقدنا السيطرة وتدهورنا، لكن الخطوات التي تم اتخاذها تذكرنا بفترة ما قبل الجرف الصامد. (الحرب على غزة عام 2014) هكذا، على سبيل المثال، تحذير إسرائيل لقادة حماس بأنهم سيصبحون أهدافًا للاغتيال".