انتهاكات إسرائيل.. ثغرة في جدار صد كورونا عن الفلسطينيين
اعتداءات الإسرائيليين في الضفة وغزة اختلفت وتعددت، ومخاوف من تفشي الفيروس وسط انشغال العالم.
لم يشفع فيروس كورونا الذي فرض حالة طوارئ في فلسطين من وقف الانتهاكات الإسرائيلية بحق قطاع غزة والضفة الغربية.
وبقيت عمليات إطلاق النار والتوغلات المحدودة وملاحقة الصيادين واستهدافهم في قطاع غزة على حالها.
فيما بدت صورة الانتهاكات الإسرائيلية أكثر خطورة في الضفة الغربية مع عمليات الاقتحام اليومية التي تنفذها قوات الاحتلال للمدن والقرى، في نقطة تمثل "كعب أخيل" (أي النقطة الأضعف) في جدار صد الوباء.
وأعلن الرئيس محمود عباس، في 6 مارس/آذار الماضي، حالة الطوارئ في الأراضي الفلسطينية، ضمن الإجراءات الوقائية لمواجهة تفشي فيروس كورونا المستجد.
ثغرة خطيرة
ياسر عبدالغفور، نائب مدير دائرة البحث الميداني في المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، قال إن مركزه وثق منذ بدء حالة الطوارئ، 25 عملية إطلاق نار إسرائيلي، تجاه المزارعين والرعاة شرق غزة، و10 تجاه صيادين، تسببت في إصابة أحدهم.
كما أكد عبدالغفور توثيق عمليتي توغل في المدة نفسه، إلى جانب اعتقال فلسطينيين أحدهما طفل وسط القطاع.
وقال الباحث الحقوقي لـ"العين الإخبارية" إن هذه الاعتداءات جزء بسيط من مئات الانتهاكات التي وثقها المركز خلال المدة نفسها في الضفة الغربية، وأخطرها عمليات الاقتحام ومداهمة المنازل، دون أي إجراءات وقائية من جنود الاحتلال؛ ما يهدد بنشر فيروس كورونا.
واعتبر أن انتهاكات الاحتلال، سواء في غزة أو الضفة الغربية "تشكل ثغرة خطيرة في جدار إجراءات الوقاية الفلسطينية نظرا لتفشي الفيروس في إسرائيل".
مخاطر نقل العدوى
ووفق المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، نفذت القوات الإسرائيلية 207 عمليات اقتحام للمدن الفلسطينية في الضفة الغربية والقدس الشرقية، منذ بدء طوارئ كورونا.
وتخلل هذه الاقتحامات، اعتقال 191 فلسطينيًا، والاعتداء على عشرات آخرين، وتنفيذ عمليات هدم للمنازل.
وجرت غالبية تلك العمليات دون اتخاذ أيّ إجراءات وقائية ودون ارتداء الجنود ملابس مناسبة لمنع العدوى بالفيروس.
وخلال المدة نفسها، نفّذ المستوطنون 19 عملية تسلل للأحياء الفلسطينية في الضفة الغربية تخللها اعتداءات على السكان وممتلكاتهم.
و"بقلق بالغ" أشار المركز الحقوقي إلى تقارير عن سلوكيات مريبة لجنود إسرائيليين ومستوطنين، خلال عمليات الاقتحام؛ إذ قام بعضهم بالبصق تجاه السيارات المتوقفة وماكينات الصرف الآلية وأقفال المحال التجارية؛ وهو ما يثير تخوفات عن محاولات متعمدة لنشر العدوى بالفيروس، وإثارة الذعر بين الفلسطينيين.
وهو ما أكده رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، الذي تحدث عن رصد بعض هذه السلوكيات، موضحاً أنه جرى توثيقها، وسيجري إحالتها للمحكمة الجنائية.
وتوفي 20 إسرائيليا وأصيب 5591 منهم 97 في حالة حرجة؛ جراء إصابتهم بفيروس كورونا المستجد.
في حين توفيت فلسطينية وأصيب 134 آخرون منهم 12 من سكان قطاع غزة، والبقية في الضفة الغربية، جراء الإصابة بالفيروس.
تدمير ممنهج
وقال حنا عيسى، خبير القانون الدولي، إن تواصل اعتداءات الاحتلال في ظل الأوضاع الصحية في العالم ورغم تغلغل كورونا بين الإسرائيليين، تشكل حالة خطر كبيرة.
وأضاف عيسى في حديثه لـ"العين الإخبارية"، أن اعتداءات إسرائيل لم تقتصر على مكان محدد، فهناك توغلات وعمليات إطلاق نار في غزة وعلى صيادين في قلب بحر غزة وقصف، وفوق ذلك كله أطول حصار مشدد على القطاع، يمثل اليوم أكبر مشكلة لاستعدادات غزة لمواجهة تفشي الفيروس.
ونبه إلى الاعتداءات اليومية التي لا تتوقف في القدس والضفة الغربية، مشيرا إلى أن الأمر وصل لمنع توزيع مواد غذائية على السكان الذين يطبقون العزل الاجتماعي.
وأوضح أن من أخطر ما يحدث السماح للعمال الفلسطينيين من الضفة بالدخول لإسرائيل وإعادتهم لبيوتهم في الضفة لينقلوا العدوى لسكان الضفة.
ووفق الناطق باسم الحكومة الفلسطينية إبراهيم ملحم، فإن الإصابات التي أعلن عنها اليوم الأربعاء (15 إصابة) مصدرها مصنع للدجاج في مستوطنة "عطروت".
فيما نقلت العدوى لعدد كبير من الإصابات السابقة من عمال في إسرائيل.
وبحسب عيسى فإن إسرائيل تمارس سياساتها العدوانية بكثافة خلال أزمة كورونا وانشغال العالم بها ولا تحترم التوجيهات الصحية الصادرة من المنظمات الدولية لتوفير إجراءات الحماية.
aXA6IDMuMTQ1LjguMiA= جزيرة ام اند امز