سيناريو توسع الحرب.. هل تعلق إسرائيل في «ألغام» 7 أكتوبر؟
بعد «فشل» 7 أكتوبر/تشرين الأول هل ستكون قدرات الجيش كافية لمواجهة تحديات أكبر، مثل حرب إقليمية أو حرب برية مع حزب الله في لبنان قد تحدث قريباً؟.. أسئلة حاول المحلل الإسرائيلي عاموس هاريل إجابتها.
هاريل استعان بكتاب جديد للبريغادير جنرال جاي حازوت الضوء على «الغطرسة» التي مكنت حماس من شن هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول، ورصد الظروف التي سبقت العملية والتي إذا لم يعالجها الجيش فإن النتيجة قد تكون واحدة.
ويعدد جنرال الاحتياط في كتابه الذي يحمل عنوان "جيش التكنولوجيا الفائقة وجيش الفرسان: كيف تخلت إسرائيل عن جيش الميدان؟" أسباب إخفاقات الجيش التي أدت إلى هجوم حماس في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، وفقا لصحيفة هآرتس الإسرائيلية.
يبدأ الكتاب باجتماع لمنتدى العمليات رفيع المستوى في الجيش الإسرائيلي، الذي شارك فيه عام 2018، حيث قرر رئيس الأركان في ذلك الوقت غادي آيزنكوت أن يكشف للقادة عن بعض أسرار الحملة السرية التي انخرطت فيها الاستخبارات العسكرية والقوات الجوية وجناح العمليات منذ بداية ذلك العقد.
وأشار حازوت إلى أن ضباط القوات البرية، الذين شكلوا الأغلبية في الاجتماع، كانوا في حيرة من أمرهم. وأدركوا في جيش الدفاع الإسرائيلي أن "جيشين قد تطورا"، وأن الجيش الذي ينتمون إليه "كان باهتًا وغير ذي صلة ويتعامل بشكل أساسي مع مهام أمنية روتينية مرهقة. الجيش عالي التقنية وجيش الفرسان".
وبحسب الكتاب أدرك أفراد الجيش الإسرائيلي تدريجيا أنه "تم تطوير جيشين، واحد يتألق ويقود الجيش في ميدان العمليات، وهو الجيش ذو التقنية العالية وجيش فرسان التكنولوجيا. أما الآخر، الذي ينتمون إليه، فهو رمادي وغير ذي صلة مع الواقع، ويعمل بشكل رئيسي في مهام أمنية روتينية شاقة".
وقال حازوت إن إسرائيل استثمرت مبالغ ضخمة في مجتمع الاستخبارات والقوات الجوية والتكنولوجيا، وخفضت من القوات البرية. وكانت التغييرات نابعة جزئيًا من انخفاض تسامح المجتمع الإسرائيلي مع الضحايا. وأن العمليات البرية، سواء في الحروب أو بينها، هي مغامرة خطيرة ستتطلب دائمًا ثمنًا باهظًا.
وكانت النتيجة حلقة مفرغة. تلقت الوحدات البرية، وخاصة تلك المكونة من جنود الاحتياط، تدريبًا أقل، لذلك كانت ثقة مجلس الوزراء الأمني وهيئة الأركان العامة فيها أقل. وبدأ الجنود الشباب الموهوبون للغاية في البحث عن مستقبلهم في فيالق أخرى، لذلك عانى مستوى مهارة القادة.
اختتم المخطوط الأصلي للكتاب بالقتال مع غزة في مايو/ أيار 2021 وخطة "مترو" - الغارات الجوية الفاشلة على شبكة حماس تحت الأرض من مراكز القيادة. وأعلن جيش الدفاع الإسرائيلي أن العملية كانت نجاحًا كبيرًا. وتباهى عدد قليل من الصحفيين بالضربة الساحقة لحماس. لكن ما حدث في الواقع، كان العكس.
ولم يتردد حازوت في انتقاد رؤسائه السابقين. وفي رأيه، كانت هذه الخطة تجسيداً لأخطاء جيش الدفاع الإسرائيلي في العقود الأخيرة: الخوف من إرسال القوات البرية والمجازفة بالخسائر أو الفشل التام، والتفكير الجماعي، ورسم كل تطور بألوان وردية. ولم يدرك حازوت ذلك، لكن كلماته كانت استشرافية للمستقبل.
فشل استخباراتي سبق الحرب
يتطرق حازوت بالوثيقة بإيجاز للفشل الاستخباراتي الذي سبق الحرب، ونشر شهادة "الحارسة من الوحدة 8200 في برج المراقبة، التي دقت ناقوس الخطر بشأن تدريبات حماس، والتي لم تؤخذ تحذيراتها على محمل الجد، ولم يتم التعامل مع المعلومات والمشاهد التي رصدتها ووثقتها"، بل ردّت الاستخبارات العسكرية على هذه المعلومات - التي وثقتها المجندة في برج المراقبة - على أنها مناورة لأغراض الانطباع فقط.
وبالعودة إلى الماضي، يجد حازوت قاسما مشتركا بين هذا الواقع الذي سبق السابع من أكتوبر/تشرين الأول وبين الموقف تجاه استعدادات مصر وسوريا لحرب أكتوبر/تشرين الأول 1973، ولخص واقع الجيش وسياساته بالقول: "الغطرسة والازدراء والقول إن كل شيء سيكون على ما يرام. ومفهوم أن الطرف الآخر لا يريد الحرب".
الحرب مع حماس بدأت بهزيمة إسرائيلية
يرى حازوت أن الحرب مع حماس "بدأت بهزيمة إسرائيلية ساحقة، فقد احتل جيش أجنبي مساحة كاملة من الأرض لعدة ساعات وتغلب على القوة العسكرية التي دافعت عنها. وقتل مئات الإسرائيليين، وعذبوا، واختطفوا. وتحول سكان مستوطنات غلاف غزة إلى لاجئين في وطنهم، وانضم إليهم سكان الجليل، بعد أن تمكن حزب الله من إنشاء شريط أمني في أراضينا… وانهار الجدار الحديدي وكان لا بد من إعادة بنائه".
وقال "إن قوات حماس كانت تتدرب بلا انقطاع وتتمركز على الحدود، في الوقت الذي تعتمد فيه قواتنا الضعيفة على حاجز... ورجال الاستخبارات يرون كل شيء بأعينهم ولكنهم أسرى لمفهوم مفاده أن الجانب الآخر لا يريد حرباً".
وتساءل حازوت: "كيف تمكنت حماس من هزيمة فرقة من الجيش والاستيلاء على النقب الغربي؟"، وكيف لم تستوعب إسرائيل التهديد المتمثل في غزو جيوش حزب الله وحماس، وتكرار سيناريو الحرب المتعددة الساحات، بعد مرور 50 عاما على حرب عام 1973؟
وأضاف لم يكن الجيش الإسرائيلي مستعدا لذلك، ولم توجه إسرائيل ضربة استباقية تزيل التهديد الذي كان يلوح في الأفق على حدودها، كما لم يكن الجيش الإسرائيلي في حالة جهوزية.
ولكن الأهم أن خطة هجوم حماس كانت مبنية على حقيقة مفادها أن مفهوم جيش الدفاع الإسرائيلي للدفاع على حدود غزة كان فشلاً متوقعاً".
ويحدد هازوت جذر الفشل بأن قد إسرائيل توقفت تدريجياً عن فرض المحيط الأمني - الشريط الضيق غرب السياج الحدودي - بعد "مسيرات العودة" التي نظمتها حماس هناك في عام 2018.
aXA6IDE4LjIyNi45My4xMzgg جزيرة ام اند امز