"الدبلوماسي القتيل".. أصغر سفراء إيطاليا هذه قصته مع العرب
كان السفير الإيطالي لدى الكونغو الديمقراطية لوكا أتاناسيو، على قناعة بأن دور الدبلوماسي في بلد يعاني انعداما في الأمن، هو بناء السلام.
لكن أصغر سفراء إيطاليا حول العالم (43 عاما) لم يكن يعلم أن دوره هذا سينتهي برصاصة قاتلة في هجوم استهدف قافلة تابعة للأمم المتحدة، شرقي الكونغو الديمقراطية، أمس الإثنين.
من هو السفير لوكا أتاناسيو؟
في السيرة الذاتية التي طالعتها "العين الإخبارية" في وسائل الإعلام الإيطالية، نشأ أتاناسيو الذي ترك وراءه زوجة مغربية وثلاث بنات، في مقاطعة مونزا وبريانزا، وتخرج بمرتبة الشرف في جامعة لويجي، وسط مدينة ميلانو 2001.
بعد مسيرة مهنية قصيرة في استشارات الأعمال وماجستير في السياسة الدولية، بدأ أتاناسيو العمل الدبلوماسي عام 2003، وسرعان ما تم تعيينه في مديرية الشؤون الاقتصادية بوزارة الخارجية، ثم المديرية العامة لأفريقيا.
وخلال مسيرته المهنية، أدار السفير الراحل القنصلية العامة لإيطاليا في الدار البيضاء من 2010 إلى 2013 ، تاركا ذاكرة حية في الجالية الإيطالية والمجتمع المغربي.
وفي عام 2015 عاد إلى أفريقيا كمستشار أول للسفارة الإيطالية في أبوجا بنيجيريا. قبل أن يتولى منصب رئيس البعثة في كينشاسا، في سبتمبر/أيلول 2017 وحتى مقتله.
يتذكره رئيس بلدية مقاطعة مونزا بأنه "صبي يبتسم دائما، أسميه صبيا حتى لو كان رجلا لأنه بالنسبة لي كان دائما صغيرا ونحيفا جدا. حتى إنني قلت له عندما تذهب إلى المراسم هل يدركون أنك سفير؟".
حياته العائلية
في الدار البيضاء، تزوج أتاناسيو من المغربية زكية صديقي، رئيسة ومؤسسة جمعية ماما صوفيا، التي تتعامل مع الحالات الصعبة في جمهورية الكونغو الديمقراطية، خاصة الأطفال والأمهات، إلى جانب توفير العيادات الطبية والمرافق المتنقلة.
التزام إنساني يتشاركه الزوجان على أساس يومي، إلى أن حصلوا في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، على جائزة الناصرية الدولية للسلام.
بعد حفل الزواج الذي أقامه في المغرب مع زكية التي أنجب منها 3 بنات أكبرهن تبلغ من العمر ثلاث سنوات ونصف، أراد الاحتفال مرة أخرى بالزفاف مع الأصدقاء والأقارب في الكنيسة بمقاطعة مونزا وبريانزا، حيث ولد وترعرع.
لكن رصاص المليشيات في الكونغو الديمقراطية خطف أمنية الراحل وحوّل الأفراح إلى أتراح حدادا على روح السفير الشاب.