إيطاليا تتهم سفينة لإنقاذ المهاجرين بإلقاء نفايات سامة
الحكومة الإيطالية تقود حملة ضد سفن الإنقاذ في البحر المتوسط، وذلك منذ توليها السلطة في يونيو.
اتهم قضاة إيطاليون, الثلاثاء, منظمة أطباء بلا حدود الخيرية، بإلقاء نفايات سامة بشكل غير قانوني في عدة موانئ بجنوب إيطاليا، وهو ما وصفته المنظمة بأنه محاولة لوقف جهود إنقاذ المهاجرين بأساليب أخرى.
وأصدر القضاة أمراً بالتحفظ على السفينة أكواريوس، التي تديرها أطباء بلا حدود وأنقذت آلاف المهاجرين منذ عام 2016، لكن المنظمة نفت ارتكاب أي جريمة، واتهمت إيطاليا بالسعي لتجريم مهام البحث والإنقاذ الإنسانية.
والسفينة أكواريوس ترسو في ميناء مرسيليا الفرنسي منذ سبتمبر/أيلول، بعد فشل القائمين عليها في تسجيلها لدى أي دولة كي تستأنف رحلاتها إلى جنوب البحر المتوسط, ولم يتضح على الفور ما إذا كان الفرنسيون سيصادرون السفينة.
وقال مكتب المدعي العام في كاتانيا بجزيرة صقلية الإيطالية، إنه يعتقد أن أفراد طاقمي السفينة أكواريوس وشقيقتها السفينة فوس برودنس ألقوا بشكل غير قانوني نفايات طبية يحتمل أن تكون خطيرة، وسط قمامة عادية بين يناير/كانون الثاني 2017، ومايو/أيار 2018.
وأضاف، في بيان، أن السلطات المحلية تسلمت 24 ألف كيلوجرام من النفايات المشبوهة في 11 ميناء في إيطاليا.
وقال ممثلو الادعاء إنه بعد الكشف عن المواد المحتمل، أن تكون خطيرة، تهرب مشغلو السفينتين من دفع تكاليف التخلص من النفايات، ومقدارها 460 ألف يورو، أو ما يعادل 526 ألف دولار، وأصدروا أمراً بتجميد هذا المبلغ على الفور في أرصدة المنظمتين.
وذكر ممثلو الادعاء أنه يجري التحقيق مع نحو 24 شخصاً، منهم اثنان من موظفي الشحن الإيطاليين على خلفية القضية.
وقالت منظمة أطباء بلا حدود، ومنظمة "إس أو إس ميديتيرانيه" التي تعمل معها، إنهما تتبعان دائماً الإجراءات المعتادة في التخلص من النفايات بعد رحلات البحث عن المهاجرين قبالة سواحل ليبيا.
وقالت كارلين كليجر مديرة برنامج الطوارئ في منظمة أطباء بلا حدود، في بيان: "هذا جهد متطرف ومقلق لمنع جميع تكاليف نشاطنا للبحث والإنقاذ في البحر".
وناشدت منظمة "إس أو إس ميديتيرانيه" فرنسا "التحلي بضبط النفس" في مواجهة التحقيق الإيطالي.
وتقود الحكومة الإيطالية حملة ضد سفن الإنقاذ في البحر المتوسط، منذ توليها السلطة في يونيو/حزيران، وتمنعها من دخول الموانئ المحلية بعد وصول نحو 650 ألف شخص من شمال أفريقيا منذ عام 2014.
ورحب وزير الداخلية الإيطالي ماتيو سالفيني رئيس حزب الرابطة اليميني المتطرف بقرار القضاة.
وقال: "خيراً فعلت بمنع سفن المنظمات غير الحكومية، لم أمنع فقط مرور المهاجرين غير الشرعيين، لكنني منعت أيضاً على ما يبدو النفايات السامة".