انتخابات إيطاليا.. متى تظهر جيورجيا ميلوني وجهها الحقيقي؟
"في البداية يتجاهلونك، ثم يسخرون منك، ثم يحاربونك، ثم تنتصر".. اقتباس جديد نشرته جيورجيا ميلوني المرشحة الأقرب لرئاسة وزراء إيطاليا.
الاقتباس الذي جاء هذه المرة من مقولة لـ"المهاتما غاندي"، السياسي البارز والزعيم الروحي للهند خلال حركة استقلالها، ليس الأول، بعدما تورطت في خلافات بسبب إعجابها السابق ببينيتو موسوليني، ما أسقطها في فخ التناقضات.
- انتخابات إيطاليا.. برلسكوني يتعهد بفوز غير مسبوق ليمين الوسط
- بـ3 لغات.. اشتعال معركة انتخابات إيطاليا
وغردت ميلوني عبر تويتر، قائلة: "قال غاندي: في البداية يتجاهلونك، ثم يسخرون منك، ثم يحاربونك، ثم تنتصر"، مضيفة: "25 سبتمبر/أيلول قريب"، بحسب صحيفة "التايمز" البريطانية.
واعتبرت الصحيفة أن ذلك "كان تصريحا مثاليا من سياسية تشعر بالسعادة لإبقاء المراقبين مرتبكين خلال الفترة التي تسبق الانتخابات الإيطالية، الأحد، والتي من المتوقع أن يتصدر فيها حزبها (إخوة إيطاليا)".
طبيعة مربكة
ففين حين حذرت البيروقراطين الأوروبيين بأن "وقت المرح قد انتهى" خلال التجمعات التي نظمتها، تحدثت أيضا المسؤولية المالية، وانتقدت خطة حليفها الانتخابي ماتيو سالفيني لزيادة العجز الإيطالي بـ30 مليار يورو.
وما زاد من ارتباك المراقبين وتساؤلاتهم عن طبيعة ميلوني التي ستفوز في الانتخاب وتخرج إلى السلطة في 26 سبتمبر/أيلول، أنها أحيانا أطلقت همسات تصالحية، تبعتها بصيحات لاذعة خلال حملتها الانتخابية هذا الشهر.
وذكرت "التايمز" أن ذلك كان أداء سياسية بارعة كانت تتعلم حرفتها لثلاثة عقود منذ انضمامها إلى فرع الشباب بحزب "إم إس آي" الإيطالي بفترة ما بعد الفاشية عندما كانت بعمر 15 عاما بحي غارباتيللا اليساري في روما.
وبتعرضها للتنمر بسبب زيادة وزنها عندما كانت طفلة وجدت ميلوني الصداقة والهوية وسط صفوف النشطاء المتماسكة بالحزب في وقت كان التحدث فيه عن الميول اليمينية أو اليسارية في روما يحدد أصدقاء الشخص، والحانات التي يتردد عليها، والملابس التي يرتديها، وحتى المدرسة التي يلتحق بها.
وتساعد تجربتها السياسية المبكرة من تلك الفترة في تفسير ولائها لماضيها ورفضها التخلي تماما عن "إم إس آي" -الذي شكله موالون لموسوليني بعد الحرب العالمية الثانية- بالرغم من نبذها للفاشية.
كما لم تحذف رمز الشعلة الفاشية لحزب "إم إس آي" من شعار "إخوة إيطاليا"، وهو الحزب الذي أسسته في 2012 ليرث عباءة اليمين المتشدد في إيطاليا.
وقد صدم ذلك المراقبين خارج إيطاليا، لكن لا يعبأ كثير من الإيطاليين، إذ يعتبرون ميلوني ببساطة الزعيمة المحافظة المؤثرة التي كانوا بانتظارها منذ فضائح رئيس الوزراء السابق سيلفيو برلسكوني واستقالته عام 2011.
"دعونا نجرب ميلوني"
وقال روبرتو ديليمونتي أستاذ السياسة بجامعة لويس في روما: "الناخبون الإيطاليون، المتقلبون، يقولون: دعونا نجرب ميلوني، إنها جديدة، لنرى ما يمكنها فعله".
وبعد الانضمام إلى حزب "التحالف الوطني"، والذي انبثق عن "إم إس آي" في التسعينيات، وقع الاختيار على ميلوني كوزيرة للشباب في حكومة بقيادة برلسكوني عام 2008 قبل تشكيل حزب "إخوة إيطاليا" عام 2012.
وينظر إلى ميلوني باعتبارها شخصية صريحة وعامل أساسي في بلد، حيث يقيم الساسة عن كثب على شخصياتهم، وحيث حكم على رئيس الوزراء السابق ماتيو رينزي بالفشل عندما قرر الناخبون أنه متعجرف للغاية.
وتمت الإشادة بها أيضا لاتخاذها قرار البقاء في المعارضة عندما شكل ماريو دراجي ائتلاف واسع عام 2021، على عكس سالفيني، الذي انضم وعانى في استطلاعات الرأي منذ ذاك الحين.
كما أيدت ميلوني بحماس العقوبات ضد روسيا وشحنات الأسلحة إلى أوكرانيا، على عكس سالفيني الذي أعرب عن إعجابه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال السنوات الأخيرة.
aXA6IDMuMTI5LjQyLjE5OCA=
جزيرة ام اند امز