إيطاليا.. انتقادات لـ"حكومة رينزيلوني" ودعوات لانتخابات مبكرة
بعد تشكيل الحكومة الإيطالية الجديدة من ائتلاف يسار الوسط، برئاسة باولو جينتيلوني، تعرضت الحكومة الجديدة لانتقادات واسعة ومطالبات بانتخابات مبكرة
تشكلت الحكومة الإيطالية الجديدة من ائتلاف يسار الوسط، برئاسة رئيس الوزراء الجديد باولو جينتيلوني، وألقت القسم "بسرعة" أمس الاثنين، لكن اللافت جدا للنظر أنها تشبه كثيرا حكومة ماتيو رينزي التي استقالت منذ أيام بعد فشله في الاستفتاء العام على إصلاحات دستورية.
صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أشارت إلى أن الخبير الاقتصادي بيير كارلو بادوان ظل محتفظا بمنصبه كوزير للمالية في الحكومة الجديدة، ما يعني استمرار أزمة البنوك المتدهورة، والاقتصاد المترنح، فضلا عن مشكلات ملحة أخرى ميزت عهد رينزي، بالإضافة إلى روبرتا بينوتي التي استمرت كوزيرة للدفاع، وأنجلينو ألفانو الذي أصبح وزيرا للخارجية بعد ما كان وزيرا للداخلية في حكومة رينزي.
وقالت الصحيفة إن التشكيل الحكومي الجديد الذي لم يغير شيئا تقريبا من التشكيل القديم، وأجج دعوات من قوى المعارضة وحتى من حزب جينتيلوني نفسه، الحزب الديمقراطي الحاكم، من أجل انتخابات سريعة.
وشغل جينتيلوني، وفقا لواشنطن بوست، منصب وزير الخارجية في حكومة رينزي المستقيلة بعد ما سدد الناخبون الإيطاليون صفعة هائلة برفض التعديلات الدستورية المقترحة من قبل الحكومة، في استفتاء 4 ديسمبر الجاري.
ونقلت عن رئيس الوزراء الجديد "لن أخفي الصعوبات السياسية المترتبة على نتائج الاستفتاء والأزمة السياسية التي ستليه"، مقرا بأزمة إيطاليا الاقتصادية المستمرة، قائلا: "لا يمكننا تجاهل المعاناة خصوصا في الطبقة المتوسطة وفي جنوب البلاد حيث يعتبر العمل نادرا".
واشنطن بوست أوضحت أن نسبة البطالة بين الشباب 36%، على المستوى القومي، لكنها بلغت 50% في جنوب إيطاليا.
ولفتت أن رئيس الوزراء الجديد يعتبر مؤيد قوي لرينزي، لدرجة جعلت المعارضين يطلقون على الحكومة الجديدة "حكومة رينزيلوني".
روبرتو فيكو، أحد قيادات حركة "النجوم الخمسة" الشعبوية، قال لصحيفة كورييري ديلا سيرا الإيطالية، إن جينتيلوني يشبه رينزي، أما جيوفاني توتي، من حزب سيلفيو برلسكوني المعارض، فعلق: "الحكومة الجديدة مطابقة للسابقة، بل وأكثر هشاشة".
ومن المقرر أن يلقي رئيس الوزراء الجديد خطابا، في وقت لاحق الثلاثاء، أمام البرلمان الإيطالي، وفقا لواشنطن بوست التي أشارت إلى أن حركة "النجوم الخمسة" بقيادة بيبي جريللو، تعتبر القوة المعارضة الأكبر في البرلمان، وهي تسعى إلى إجراء انتخابات عاجلة في محاولة للفوز برئاستها الأولى للوزراء.
كما أوضحت أن هذه الحركة المنتقدة لإجراءات الاتحاد الأوروبي التقشفية الصارمة، تريد إجراء استفتاء شعبي على ما إذا كان ينبغي أن تستمر إيطاليا في جعل اليورو عملتها الرسمية.
ويرى بعض السياسيين أنه يجب على إيطاليا تعديل قانون الانتخابات أولا لجعل البلد أكثر قابلية للإدارة والحكم. ولفتت واشنطن بوست أن القانون الحالي يتضمن مجموعة من القواعد الانتخابية لمجلس الشيوخ، وأخرى لمجلس النواب، هذا لأن الناخبين رفضوا في الاستفتاء الأخير التغييرات التي كانت ستلغي انتخاب مجلس الشيوخ بشكل مباشر.
وبعد ما شهد الشعب الإيطالي 64 حكومة في 70 عاما تقريبا، أصبح الإيطاليون معتادين على الأزمات السياسية، ولا تزال سياسة إيطاليا عكرة، على حد وصف الصحيفة.