كعكة إعادة الإعمار.. إيطاليا تغازل ليبيا وتعرض خدماتها
غازلت إيطاليا، ليبيا مجددا معلنة استعدادها للمساهمة بإعادة الإعمار، بعد الدمار الذي لحق بالبنية التحتية جراء صراع استمر قرابة 10 سنوات.
واعتبر وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو، في تصريحات نقلتها وكالة "نوفا" الإيطالية، أن ليبيا بحاجة إلى دعم الشركات الإيطالية للاستثمارات والأعمال اللازمة لإعادة إعمار البلاد.
بناء الطرق
وقال دي مايو الذي زار العاصمة الليبية ثلاث مرات في 15 يومًا: "الآن هناك حكومة موحدة تقول لإيطاليا إن ليبيا لديها أموالا من عائدات النفط، لكنها تريد من الشركات الإيطالية بناء الطرق السريعة والمطارات والاستثمار".
تصريحات المسؤول الإيطالي كشفت عن رغبة بلاده في المشاركة بإعادة الإعمار في ليبيا، تأتي تأكيدًا لما نشرته "العين الإخبارية" قبل يومين، على لسان خبراء، أكدوا أن الدول الأوروبية تسعى من خلال فتح سفاراتها وإيفاد دبلوماسييها إلى ليبيا، إلى تحقيق عدة أهداف، بينها الحصول على نصيب من كعكة إعادة الإعمار، وضمان مصالحها في ليبيا، والتي تعد البوابة الخلفية لأوروبا.
من جهة أخرى، قال رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي إنه أبلغ رئيس الحكومة الليبية عبدالحميد الدبيبة "الاهتمام بحقوق الإنسان" وتوجه إيطاليا "لتجاوز مراكز الاعتقال"، مؤكدًا أن بلاده هي الدولة الوحيدة التي مع الممرات الإنسانية في ليبيا.
وفود أوروبية
وتوافدت على العاصمة الليبية طرابلس وفود أوروبية وغربية من كل حدب وصوب، رافعة شعار دعم الحكومة الجديدة في مهمتها، بعد أسابيع من منحها الثقة.
تلك الوفود التي سئمت دولها التعامل مع عدة أطراف في ليبيا، تأتي حاملة في جعبتها عدة رسائل، أساسها ضرورة توحيد المؤسسات الليبية ووضع حد لحالة الانقسام التي أشعلت نيرانها أطراف خارجية، وخروج القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا، في إطار خارطة الطريق التي وضعتها الأمم المتحدة للبلد الأفريقي، بحسب خبراء في تصريحات سابقة لـ"العين الإخبارية".
إجلاء المرتزقة
وزار وزراء خارجية فرنسا وإيطاليا وألمانيا أواخر مارس/آذار الماضي، العاصمة الليبية طرابلس، حيث أكدوا خلال مؤتمر صحفي مشترك، ضرورة إجلاء المرتزقة نهائيا من البلاد للعودة للاستقرار، مشيرين إلى دعم الاتحاد الأوروبي الانتقال السلس للسلطة في ليبيا، وضرورة إجراء الانتخابات المقررة أواخر ديسمبر/كانون الأول المقبل.
كما زار رئيس الوزراء المالطي روبرت أبيلا، الإثنين، العاصمة الليبية، لإجراء محادثات رفيعة المستوى حول الهجرة والأمن في المنطقة، كما التقى رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراجي، في طرابلس الثلاثاء، رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي ورئيس الحكومة عبدالحميد الدبيبة.
الاتفاقية الجمركية
وأكد الدبيبة خلال مؤتمر صحفي مشترك مع دراجي، تطلع بلاده لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين، عبر فتح الأجواء الإيطالية أمام الطيران الليبي، وتبادل الرحلات بين البلدين، وتفعيل الاتفاقية الجمركية.
ودعا إلى تسهيل التأشيرات أمام الليبيين، لا سيما الطلبة، ورجال الأعمال، والمرضى، إلى جانب تسهيل المعاملات المصرفية وإجراءات الإقامة لليبيين في إيطاليا.
ورجح الدبيبة زيادة التعاون الإيطالي، والشراكة في مجال الطاقة والكهرباء، مبينا أنهم عقدوا في وقت سابق مباحثات مع شركة إيني الإيطالية حول هذا الأمر، مشيرا إلى أهمية الشركة لاقتصاد البلدين.