إيطاليا تعيد سفيرها للقاهرة .. ومصر ترحب
وزير الخارجية الإيطالي كشف، الإثنين، أن روما ستعيد سفيرها إلى القاهرة بعد أكثر من عام على استدعائه بسبب مقتل الباحث جوليو ريجيني.
كشف وزير الخارجية الإيطالي، أنجلينو ألفانو، الإثنين، أنه سيعيد سفير بلاده إلى القاهرة بعد أكثر من عام على استدعائه بسبب مقتل الباحث جوليو ريجيني.
وأضاف ألفانو، في بيان، أن "الحكومة الإيطالية ما زالت ملتزمة باستجلاء ملابسات اختفاء جوليو المأساوي"، مطلع عام 2016 الماضي.
من جانبها رحبت وزارة الخارجية المصرية، ليل الإثنين، بالقرار الإيطالي.
وقال المستشار أحمد أبوزيد، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، إن سامح شكري، وزير الخارجية المصري، تلقى اتصالا من وزير خارجية إيطاليا، أنجيلينو ألفانو، أخطره خلاله بقرار الحكومة الإيطالية التقدم لدى الحكومة المصرية بطلب الموافقة على تعيين سفير إيطاليا الجديد لدى مصر، وتطلعه إلى موافقة الحكومة المصرية على تعيين السفير الإيطالي الجديد في أقرب فرصة.
وأضاف، في بيان، أن وزير خارجية إيطاليا أعرب عن أمله في أن تشهد المرحلة القادمة دفعة قوية للعلاقات المصرية الإيطالية في شتى المجالات، وبما يعكس خصوصية وتاريخية العلاقات بين البلدين.
وأضاف أبوزيد، أن وزير الخارجية المصري رحب بقرار الحكومة الإيطالية، مؤكدا اعتزام بلاده التقدم بطلب الموافقة على ترشيح السفير المصري الجديد لدى روما هشام بدر بشكل متزامن.
ولفت إلى أن الوزيرين اتفقا على أهمية الإسراع بالإعلان عن الموافقة على تعيين السفيرين بشكل يضمن إعادة الزخم وقوة الدفع للعلاقات المصرية الإيطالية في أسرع وقت.
وكان ريجيني "28 عاماً" باحث الدكتوراه في جامعة كامبريدج البريطانية، يعد في مصر أطروحة حول الحركات العمالية عندما اختفى في وسط القاهرة في 25 يناير/كانون الثاني 2016، ليعثر على جثته بعد 9 أيام.
وأظهر تشريح إيطالي للجثة في أعقاب وصول جثمانه إلى روما، أنه قتل إثر تعرضه لضربة قوية في أسفل جمجمته وإصابته بكسور عدة في كل أنحاء جسده.
وكان العديد من الصحف ووسائل الإعلام الإيطالية، قد طالبت بعودة السفير الإيطالي مجددًا إلى القاهرة؛ حيث سلطت صحيفة "كورييري ديلا سيرا" الإيطالية، الضوء على إلقاء القبض على سائح إيطالي قتل مدير فندق بالبحر الأحمر بعد مشاجرة كبيرة، وقالت إن هذا الحادث سبب آخر لإعادة سفير روما إلى مصر.
وواصلت النخبة الإيطالية ودوائر روما الرسمية وشبه الرسمية ضغوطها على الحكومة لإقرار عودة السفير الإيطالي لدى القاهرة، لما تمثله العلاقات المصرية-الإيطالية من أهمية كبرى للتنسيق في الملفات الإقليمية والدولية على حد سواء.
وعزز تلك الجهود الشراكة الاستراتيجية بين الحكومة المصرية وشركة إيني النفطية لإدارة مشروع حقل (ظهر)، بخلاف اضطراب الأوضاع داخل ليبيا التي تؤثر بطبيعة الحال على إيطاليا ويجعلها في حاجة ماسة إلى التنسيق مع القاهرة لحضورها القوي على مائدة الوساطة الليبية-الليبية.
وكان لورينزو ديلاي، عضو بمجلس الشيوخ الإيطالي، ورئيس مقاطعة ترينتو، قد قال في تصريحات نشرتها وكالات الأنباء الإيطالية: "نحن بحاجة إلى إعادة فتح سفارتنا، وإعادة السفير جيامباولو كانتيني على الفور، لأهمية مصر الاستراتيجية، ورعاية مصالح الإيطاليين والمصالح الأوروبية في المنطقة".
وفي بداية الأسبوع الماضي، اعترف النائبان عن تكتل "فكرة شعب وحرية" المساند للحكومة، كارلو جوفاناردي، ولويجي كومبانيا، بأن "سحب السفير من مصر العام الماضي كان له أثر في تراجع دور إيطاليا في ليبيا".
ونقلت صحيفة "إيطاليا تشياما إيطاليا" قول مسؤول إيطالي إن "عدم وجود سفير لروما في القاهرة، له دور كبير في تقليص دور إيطاليا في العديد من القضايا المهمة، ليس فقط في مصر بل في المنطقة بأسرها".
ومنذ استدعاء السفير في إبريل 2016، وما تلا ذلك من تغييرات إقليمية ودولية تدفع روما بطبيعة الحال إلى مزيد من التنسيق مع الدول التي تشاركها البحر الأبيض المتوسط، يؤكد مراقبون حاجة الحكومة الإيطالية الماسة لقنوات اتصال مفتوحة على كل المستويات مع القاهرة في العديد من القضايا والملفات.
وبخلاف التنسيق الاستخباراتي والأمني الذي تفرضه الطبيعة الجغرافية لمصر وإيطاليا، يرتبط البلدان بعلاقات مصالح مشتركة يستوجب معها وجود تمثيل دبلوماسي كامل؛ حيث يعتبر وجود سفير إيطالي في مصر ضرورة ملحة ومهم في الوقت الحالي.
aXA6IDMuMTQ3LjIwNS4xOSA= جزيرة ام اند امز