كل ما تحتاج معرفته عن ظاهرة «جاميه فو».. الاضطراب العقلي الغامض
دراسة جديدة تكشف عن ظاهرة نادرة أكثر إرباكًا من «ديجا فو»، ويطلق عليها ظاهرة «جاميه فو»، والتي تحدث نتيجة للإصابة باضطراب عقلي بسبب التكرار المفرط.
اكتشف باحثون من جامعتي سانت أندروز وغرونوبل ألب ظاهرة نفسية نادرة تُعرف باسم «جاميه فو»، والتي تُعتبر عكس ظاهرة «ديجا فو»، حيث تُعبّر «ديجا فو» عن شعور بتجربة مواقف جديدة وكأنها حدثت من قبل، بينما تحدث «جاميه فو» عندما يبدو شيء مألوف وكأنه غريب أو غير معروف.
ظاهرة «جاميه فو»: عندما يصبح المألوف غريبًا فجأة
وفقًا لموقع Science Alert أوضح الباحثون أن ظاهرة جاميه فو تحدث عندما يبدو شيء مألوف، مثل وجه أو مكان غريبًا أو غير معروف فجأة، وذلك في دراسة حديثة حازت على جائزة نوبل للأدب.
على سبيل المثال، قد ينظر الشخص إلى وجه شخص يعرفه جيدًا، لكنه يشعر وكأنه يراه لأول مرة، كما يمكن أن يواجه بعض الموسيقيين هذا الشعور عندما يفقدون انسجامهم مع قطعة موسيقية مألوفة، أو عند زيارة أماكن معروفة تبدو لهم وكأنها غريبة وغير مألوفة.
تجربة الكلمات المتكررة: اختبار يبرز ظاهرة «جاميه فو»
لتعميق فهم ظاهرة «جاميه فو»، أجرى الباحثون تجارب باستخدام كلمات مألوفة مثل باب، وطلبوا من المشاركين كتابتها مرارًا وتكرارًا، وبعد عدد معين من التكرارات، أفاد حوالي 70% من المشاركين بشعور غريب، حيث فقدت الكلمة معناها أو بدت الكتابة وكأنها خدعة، مما يعكس تجربة «جاميه فو» بوضوح.
«جاميه فو» ودوره كآلية لتنشيط الذاكرة
يشير الباحثون إلى أن تجربة «جاميه فو» تعمل كفحص حقائق للنظام الذاكري، فعندما تصبح الذاكرة آلية أو متكررة بشكل مفرط، يبدأ العقل في تفسير هذه التكرارات كأنها غير حقيقية أو مشوشة.
ويساعد ذلك الدماغ على إعادة التركيز وتنشيط الانتباه نحو مهام جديدة، ويعتقد الباحثون أن «جاميه فو» يعكس حدوث فراغات أو فقدان مؤقت للمعنى في الذاكرة بسبب التكرار المفرط.
ارتباط «جاميه فو» باضطراب الوسواس القهري
يرى الباحثون أن ظاهرة «جاميه فو» قد تكون مرتبطة بحالات مثل اضطراب الوسواس القهري، حيث يؤدي التكرار المفرط أو التفحص المستمر للأشياء إلى شعور الشخص بالضياع أو الانفصال عن الواقع.
في مثل هذه الحالات، يجد الشخص صعوبة في التمييز بين ما هو حقيقي وما هو غير ذلك، مما يؤدي إلى الدخول في دائرة مفرغة من الشكوك.
تأثير التكرار على الإدراك: نافذة لفهم الدماغ
تُعد الدراسات التي أجراها الباحثون خطوة مهمة في فهم تأثير التكرار على الدماغ، فعندما يتعرض الشخص لنفس الشيء بصريًا أو سمعيًا مرارًا وتكرارًا، قد يصبح هذا الشيء غير مألوف، ويبدو وكأنه فقد معناه.
ويُفسر هذا التغيير في الإدراك كآلية طبيعية تساعد على كسر دائرة التكرار المفرط، مما يمكّن العقل من إعادة توجيه التركيز نحو مهام جديدة ومختلفة.
aXA6IDE4LjE5MS4yMzMuMTk4IA== جزيرة ام اند امز