اليابان تثأر من أعوان كارلوس غصن.. توجيه اتهام رسمي لأمريكيين
اتهم الادعاء العام في طوكيو أمريكياً وابنه بمساعدة كارلوس غصن الرئيس السابق لشركة نيسان موتور، على الهروب من اليابان.
ووجّهت النيابة في طوكيو، اليوم الإثنين، تهمة رسمية لأمريكيَين بمساعدة رئيس شركة نيسان السابق كارلوس غصن على الفرار عام 2019 إلى لبنان من اليابان، حيث كان ملاحقا بقضايا مالية.
وقالت النيابة في بيان إنه تم توجيه تهمة مساعدة غصن على الهرب لمايكل تايلور ونجله بيتر، اللذين سلّمتهما الولايات المتحدة في وقت سابق هذا الشهر.
وتم تهريب غصن على متن طائرة خاصة عبر وضعه داخل صندوق معدات عندما كان خارج السجن بكفالة بانتظار محاكمته بتهم تتعلّق بسوء السلوك المالي في اليابان.
ويشتبه بأن تايلور الأب والابن، إلى جانب شخص لا يزال هاربا، رتّبا عملية الفرار، التي أثارت صدمة وحفيظة السلطات اليابانية.
وبينما يعيش غصن حاليا في لبنان، التي لا تربطها اتفاقية لتسليم المطلوبين مع اليابان، سلّمت الولايات المتحدة تايلور الأب والابن إلى السلطات اليابانية مطلع مارس/آذار الجاري.
وتم توقيفهما في مايو/أيار 2020 بالولايات المتحدة العام الماضي بعدما أصدرت اليابان مذكرة توقيف بحقهما، وحاولا إقناع القضاء الأمريكي برفض طلب تسليمهما، مشيرين إلى أنهما سيواجهان ظروفا أشبه بالتعذيب في اليابان.
لكن المحكمة الأمريكية العليا رفضت التماسهما في فبراير/شباط الماضي.
وتتهم اليابان مايكل وبيتر تايلون واللبناني جورج أنطوان زايك بمساعدة الرئيس السابق لتحالف رينو نيسان على الإفلات من القضاء عبر الهرب من البلاد في 29 ديسمبر/كانون الأول 2019.
وتعرّضهما التهمة التي يواجهانها لعقوبة قصوى تتمثل بالسجن لمدة ثلاث سنوات.
وتظهر وثائق القضاء الأمريكي أنه يشتبه بأن الثلاثة ساعدوا غصن على التخفي داخل صندوق أشبه بصندوق آلة موسيقية ومن ثم وضعه على متن طائرة خاصة، ولم يكن ذلك الصنف من الطائرات يخضع للتفتيش في اليابان حينها.
كان قد تم إلقاء القبض على غصن، الذي كان يترأس تحالف رينو-نيسان-ميتسوبيشي لصناعة السيارات، في نوفمبر/ تشرين الثاني 2018، وجرى اتهامه بخيانة الثقة وتزوير وثائق مالية لخفض دخله على مدار أعوام.
وقد أمضى غصن 130 يوما محتجزا في اليابان، ولكنه فر إلى لبنان في أواخر ديسمبر/كانون الأول من العام 2019 بعد الإفراج عنه بكفالة.
ونفى غصن، الذي يحمل الجنسية البرازيلية واللبنانية والفرنسية التهم الموجهة إليه.. قائلاً إن الإدارة العليا لشركة نيسان والحكومة اليابانية استهدفته خوفا من أن يدمج نيسان بالكامل مع رينو.
كان غصن حظي بالاحترام في اليابان لإنقاذه مصنعي السيارات اليابانيين من حافة الإفلاس.
- "إحدى عمليات الفرار الأكثر وقاحة"
جرت عملية فرار غصن من اليابان بمنتهى الجرأة. ففي صباح 31 ديسمبر/كانون الأول 2019، اكتشفت اليابان بذهول وصول أشهر معتقليها إلى لبنان.
وقبل يومين من ذلك، خرج غصن الحامل الجنسيات الفرنسية واللبنانية والبرازيلية بهدوء من منزله في طوكيو ليستقل القطار إلى أوساكا في غرب اليابان برفقة رجلين متواطئين معه، بعد أن خرج من السجن بكفالة بانتظار محاكمته بتهمة اختلاس أموال لدى شركة نيسان.
ويشتبه بأنه أفلت من عمليات التدقيق في الهويات لدى صعوده إلى طائرة خاصة في مطار كانساي الدولي قرب أوساكا بالاختباء داخل صندوق ضخم من الصناديق المستخدمة لنقل المعدات الصوتية الخاصة بالحفلات، في وقت لم يكن تفتيش الحقائب إلزاميا في اليابان لهذا النوع من الطائرات.
ووصل غصن إلى بيروت في 31 ديسمبر/كانون الأول بعد توقف في إسطنبول.
ووصفت وثيقة صادرة عن المدعين العامين الأمريكيين عملية الفرار بأنها "من عمليات الفرار الأكثر وقاحة والأفضل تنظيما في التاريخ الحديث".
ويبقى قطب قطاع السيارات السابق الذي صدرت بحقه مذكرة توقيف عن الشرطة الدولية "إنتربول"، بعيدا عن قبضة القضاء الياباني إذ لا يرتبط لبنان باتفاقية تسليم مطلوبين مع اليابان. غير أن القضاء اللبناني حظر عليه السفر خارج البلاد.
وأكد غصن خلال مؤتمر صحافي استعراضي عقده أمام كاميرات العالم بأسره في مطلع يناير/كانون الثاني 2020 في بيروت "لم أهرب من العدالة، بل هربت من الظلم".
وبالرغم من غياب المتهم الأساسي في القضية، بدأت محاكمة جنائية في سبتمبر/أيلول الماضي في طوكيو بحق المسؤول القانوني السابق في شركة نيسان الأمريكي جريج كيلي الذي أوقف في اليابان في اليوم نفسه مع رئيسه والذي يدفع مثله ببراءته.
كما حكمت محكمة في إسطنبول في أواخر فبراير/شباط الماضي على ثلاثة أتراك بالسجن أربع سنوات وشهرين لدورهما في عملية فرار غصن، فيما برأت طيارَين ومضيفتين جرت محاكمتهم في الوقت نفسه.