أستاذ جيولوجيا يكشف لـ«العين الإخبارية» أكثر الدول العربية المهددة بالزلازل (حوار)
مع بداية العام الجديد، ضرب زلزال قوي شدته 7.5 درجة على مقياس ريختر، شبه جزيرة نوتو في مقاطعة إيشيكاوا اليابانية.
وأودى الزلزال بحياة ما لا يقل عن 126 شخصا وخلّف إصابات طالت 516 آخرين، فيما لا يزال نحو 210 أشخاص في عداد المفقودين بحسب ما كشفت عنه السلطات المحلية.
وصنفت تقارير هذا الزلزال على أنه الأكبر في اليابان من حيث عدد الضحايا منذ 8 أعوام، حينما أودت هزة أرضية بحياة 276 شخصا.
حجم الخسائر التي تكبدتها اليابان، بخلاف تعدد الهزات الأرضية الكبرى منذ بداية العام الماضي 2023، دفع كثيرين إلى طرح عدد من الأسئلة الخاصة بالأنشطة الزلزالية، مع الاستفسار عن الكيفية التي يمكن من خلالها تلافي آثارها المدمرة، وهو ما كشف عنه الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة في مصر خلال حواره لـ"العين الإخبارية".. وإلى نص الحوار:
البعض أبدى اندهاشه من حجم الخسائر البشرية التي تكبدتها اليابان في زلزالها الأخير رغم استعداداتها المسبقة للتعامل مع هذه الكوارث.. ما حقيقة هذا الأمر؟
لا توجد دولة بما فيها اليابان قادرة على أن تقف أمام زلزال، لما له من تبعات قد تصل إلى حد التسونامي، فالهدف النهائي من الاستعدادات تقليل حجم الخسائر، ومن بين هذه الإجراءات أن تكون المباني مجهزة لمقاومة الاهتزازات.
وعلى أرض الواقع، الزلزال حينما يحدث تنتج عنه تشققات كبيرة، التي حال تواجدت تحت مبنى بعينه حتى لو كان مقاوما للهزات الأرضية سينهار، فالخسائر تطال الأبنية المتواجدة فوق التشققات مباشرةً، وليست المناطق المجاورة لها.
إذا.. هل تعتبر أن اليابان تجاوزت هذه الأزمة بكفاءة عالية؟
بالفعل يجب أن نشيد بجهودها، خاصة أنه مع صدور الإنذار من الجهات المعنية تحرك المواطنون إلى المناطق الآمنة والمرتفعة، فهناك ثقافة بين اليابانيين للتعامل مع هذه الكارثة، وبالتالي حينما نجد زلزالا بقوة 7.5 درجة على مقياس ريختر أودى بحياة ما يزيد على 200 شخص فقط فهو أمر يصب في صالحها.
ما حدث في تركيا وسوريا والمغرب العام الماضي هل يمكن أن ينعكس على 2024 بكوارث أخرى؟
النشاط الزلزالي لا يعرف الزمن، هو يتعلق بالقشرة الأرضية وتركيبتها على مدار عُمر الكرة الأرضية، فعلاقته قوية بالفواصل والتشققات والفوالق الموجودة في القشرة الأرضية وكذلك نقاط التقاء الصفائح التكتونية.
بالتالي فإن الدول الواقعة على الصفائح التكتونية وحوافها هي الأكثر تعرضا للزلازل، أما بالنسبة لتكرار الاهتزازات وقوتها فتعتمد على الفاصل ما بين هذه الصفائح.
وتتصدر اليابان دول العالم فيما يخص نشاط الزلازل، ففي نصفها الشمالي 4 صفائح تكتونية، ومثلها كذلك في نصفها الجنوبي، يليها كل من الفلبين وإندونيسيا وأستراليا والجزر المحيطة بها، ومن ثم تأتي كاليفورنيا في أمريكا الشمالية لوجود فواصل كبيرة فيها، ثم تشيلي وبيرو في أمريكا الجنوبية.
ما هي الدول العربية التي يرتفع فيها خطر الزلازل؟
سوريا في مقدمة الدول العربية بسبب مجاورتها لتركيا، التي بها فوالق ضخمة جدا كفالقي شرق الأناضول وشمال الأناضول، تليها المغرب التي تقع بالقرب من التقاء الصفيحة الأفريقية مع الأوروبية عند مضيق جبل طارق، بخلاف جبال أطلس التي بها فوالق كبيرة، لكن ليست كقوة الفوالق في تركيا.
كما تحتل اليمن المرتبة الثالثة لأنها تقع على خليج عدن، وفيه فالق كبير يلتقي مع فالق البحر الأحمر عند مضيق باب المندب، وفيه نشاط زلزالي.
كيف نقلل خسائر الزلازل في الوطن العربي؟
الأمر يتوقف على تطبيق الدولة لمعايير ترتبط باستخدام أكواد للزلازل خاصة ببناء المباني والمنشآت، وهنا يُراعى أن يكون الكود ملائما لحجم الزلازل التي تتعرض لها الدولة، فعلى سبيل المثال يجب أن يكون الكود المتبع في سوريا قريبا من نظيره في تركيا، أما الكود في المغرب فيكون أقل من سوريا، وهكذا.
ويجب وضع اعتبار لهذه الأكواد في المباني التي من المقرر بناؤها مستقبلا، بحيث تكون قادرة على تحمل الهزات الأرضية، مع عدم إغفال الترويج لثقافة التعامل مع الزلازل بين مواطني الدول، حتى تكون الخسائر قليلة.
aXA6IDE4LjExNi44MS4yNTUg جزيرة ام اند امز