اليابان تدرس استهداف قواعد صواريخ كوريا الشمالية
بعد صاروخ كوريا الشمالية الأخير خبراء يتوقعون رفع اليابان إنفاقها على القدرات العسكرية والسعي نحو استهداف قواعد صواريخ بيونج يانج
قال خبراء إن إطلاق كوريا الشمالية صاروخا متوسط المدى فوق إقليم هوكايدو الياباني، الثلاثاء، سيعطي رئيس وزراء اليابان شينزو آبي دفعة لتعزيز القدرات العسكرية الدفاعية والهجومية للبلاد، كما سيجمد عودة المحادثات مع بيونج يانج.
والصاروخ الذي دفع الحكومة اليابانية لإصدار تحذير بالاختباء للمواطنين وأثار توترا في الأوساط السياسية والعسكرية قبل أن يسقط في مياه المحيط الهادي على بعد 1200 كيلومتر من أقصى شمال اليابان، يأتي وسط تصاعد متسارع لاختبارات كوريا الشمالية للصواريخ، بما في ذلك تفجيران نوويان العام الماضي.
ورأى محللون أن إطلاق بيونج يانج صاروخا فوق اليابان بعد تراجعها عن تهديدها باستهداف جزيرة جوام الأمريكية، قد يكون بهدف الكشف عن المعضلة الأمنية التي تواجهها الولايات المتحدة لحماية تحالفاتها مع اليابان وكوريا الجنوبية، حسب ما نقلته صحيفة "جابان تايمز" اليابانية.
وقال مايكل بوساك، نائب رئيس العلاقات الحكومية للقوات الأمريكية في اليابان، إن هذا الصاروخ يشكل لإدارة الرئيس دونالد ترامب أول اختبار أمني حقيقي لتحالفها مع اليابان، موضحا أن رد الولايات المتحدة سيبعث برسالة هامة إلى الحكومة اليابانية التي تتوقعه في حال تمّ تهديد أمنها بشكل مباشر.
وأشار بوساك إلى أن طوكيو وواشنطن بالتأكيد ينسقون استجابتهم سويا، لذلك فإن من المتوقع صدور رسالة استراتيجية متزامنة في المدى القريب.
وأضاف بوساك أن من المحتمل أيضا أن تخصص الحكومة اليابانية المزيد من التمويل لقوات الدفاع من أجل إقامة عمليات مشتركة مع الولايات المتحدة ردا على الصاروخ الأخير لكوريا الشمالية.
لكن رد فعل أمريكا واليابان على المدى الطويل لأزمة كوريا الشمالية هو الأكثر إرباكا بالنسبة لهما؛ خاصة مع استمرار بيونج يانج في اتخاذ خطوات نحو تحقيق قدرتها في تهديد اليابان والأراضي الأمريكية.
ودعا شينزو آبي حكومته إلى اتباع نهج أكثر حزما تجاه الأزمة، بما في ذلك تعزيز الصواريخ الدفاعية وحتى السعي نحو القدرة على استهداف القواعد الصاروخية لكوريا الشمالية مباشرة، وهو خيار أعلن وزير الدفاع الياباني إتسونوري أونوديرا في أغسطس/آب الجاري أنه سيضعه في الاعتبار.
وقال إبراهام دنمارك، المساعد السابق لوزير الدفاع الأمريكي لشؤون شرق آسيا، إن رئيس الوزراء آبي من المرجح أن يرى انتهاك كوريا الشمالية الأخير كمبرر أقوى لجهوده بتطوير قدرة اليابان على الدفاع عن نفسها، متوقعا أن تتسارع المناقشات حول الصواريخ الدفاعية واستهداف بيونج يانج وتنسيق أقرب مع كوريا الجنوبية والولايات المتحدة.
ويأتي صاروخ كوريا الشمالية الأخير أيضا بعد ما يبدو أنه تحول في سياسة البيت الأبيض من "الغضب والنار" بالعودة إلى "الحوار"، بعد إشادة وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون الأسبوع الماضي بـ"ضبط النفس" في كوريا الشمالية، معربا عن أمله في القدرة على إحضار بيونج يانج إلى طاولة التفاوض.
لكن الانتهاك الجديد لكوريا الشمالية، الثلاثاء، من المرجح أن يغلق الباب على أي مفاوضات في المستقبل القريب، على الأقل في الوقت الحالي.
ورأى دنمارك أن الإطلاق الأخير لكوريا الشمالية يقوض ادعاءات ترامب وتيلرسون بأنهم تمكنوا من دفع كيم يونج أون إلى التراجع عن الانتهاكات، حيث تبقى بيونج يانج ملتزمة بطموحاتها النووية والصاروخية، خاصة وأن الخبراء اتفقوا على أن هذا ليس آخر اختبار أو انتهاك تقدم عليه كوريا الشمالية.
aXA6IDE4LjExNy43OC44NyA=
جزيرة ام اند امز