صاحب قرار أول تدخل ياباني في الخليج.. من هو توشيكي كايفو؟
بعد غياب طويل عن الأضواء، رحل رئيس الوزراء الياباني الأسبق توشيكي كايفو، بهدوء، بحسب ما أعلنت الحكومة في طوكيو اليوم الجمعة.
الحكومة قالت إن كايفو توفي يوم الأحد الماضي، دون توضيح أسباب وفاته أو تأخير إعلانها لأيام، لكنها وصفته بأنه "كرس نفسه لمواجهة العديد من التحديات السياسية، وسط وضع دولي مضطرب، بما في ذلك اندلاع حرب الخليج"، في التسعينيات.
وبالفعل فقد كان إرسال كايفو كاسحة الألغام اليابانية إلى منطقة الخليج، مرحلة مفصلية في سياسة هذا البلد الآسيوي، المنكفئ على نفسه في الصراعات الدولية بمقتضيات الدستور.
فمن هو توشيكي كايفو؟
بدأ كايفو حياته السياسية سكرتيراً يعمل لدى أحد المشرعين، تم انتخب لأول مرة نائبا في مجلس النواب عام 1960.
من البرلمان انتقل الراحل إلى العمل التنفيذي، وشغل مناصب رئيسية في مفاصل الحكومة اليابانية، حتى وصل إلى منصب نائب رئيس مجلس الوزراء، ووزير التعليم، قبل أن يصبح رئيسًا للوزراء في أغسطس/آب 1989.
وواكب رئيس الوزراء الراحل حقبة التسعينيات، وبعد أن وجهت إلى طوكيو انتقادات شديدة لعدم إسهامها في الجهد الدولي لتحرير الكويت من الغزو العراقي، اتخذ قرارا نادرا بإرسال كاسحة الألغام التابعة لقوات الدفاع الذاتي إلى الخليج العربي، في جهد لوجيستي لدعم قوات الحلفاء.
وأظهرت السجلات الدبلوماسية التي رفعت عنها السرية مؤخرًا أن الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش، حث كايفو بشكل مباشر على تقديم دعم لوجيستي للجيش الأمريكي عبر قوات الدفاع الذاتي في أعقاب الأزمة الخليجية، على الرغم من القيود التي يفرضها دستور اليابان السلمي.
لكن وبعد انتهاء حرب الخليج، أُجبر كايفو على التنحي عن رئاسة الوزراء في نوفمبر/ تشرين الثاني عام 1991، بعد فشله في تمرير إصلاح النظام السياسي للبلاد، خاصة مشروع قانون إدخال الدوائر الانتخابية ذات المقعد الواحد في نظام الانتخابات.