بالصور.. الفاكهة مجوهرات اليابان الثمينة
في برج نيهونباشي ميتسوي، الأشياء الباهظة لا تتوقف عند المجوهرات أو حقائب لمصممين عالميين، بل فاكهة تصل أسعارها لمئات الدولارات
على أنغام الموسيقى الكلاسيكية، يقوم بعض العمال باستقبال الزبائن، بينما يتولى آخرون تغليف الفواكه بأوراق ناعمة لحمايتها، في حين تتكفل مجموعة أخرى بمراجعة الحبات المعروضة للتأكد من أنها في أفضل حالاتها ولا يشوبها شائبة.
تحديدا في برج نيهونباشي ميتسوي، الأشياء الباهظة لا تتوقف عند المجوهرات أو حقائب لمصممين عالميين تجذب أنظار المارة، بل فاكهة تصل أسعارها لمئات الدولارات
في متجر"سيمبيكيا"، نجد ثمرات مانجو يزيد سعرها عن 22 ألف ين (190 يورو) وكرز بـ900 ين (8 يورو) للواحدة! وحبات تفاح بألف و600 ين (14 يورو) بين مجموعة أخرى من الفواكه، بينما يصل سعر ثمرة كنتلوب لـ27 ألف ين (232 يورو).
ويعد متجر "سيمبيكيا" الحاصل على لقب أقدم متجر فاكهة في اليابان، مثالا على أهمية الفاكهة الفاخرة في البلد الآسيوي.
أوشيو أوشيما المسؤول عن قسم التخطيط والتنمية في المتجر، يؤكد "نبحث عن أفضل الفاكهة في اليابان وفي العالم لتقديمها إلى زبائننا".
هذه الأسعار التي تفوق الخيال، لم توقف العمل وحركة البيع بالمتجر ولو لدقيقة واحدة.
ويقول أوشيما إن "اليابانيين يهتمون كثيرا بالتفاصيل وبالشكل الخارجي، وهذا يفسر السعر المرتفع. في حالة وجود ثمرات لا يمكن بيعها، نستخدمها لصناعة العصير لتجنب الإهدار، لكننا لا نبيعها بسعر مخفض".
وفي منتصف أبريل/نيسان 2017، بيعت ثمرة مانجو من نوع "تايو نو تاماجو" وتعني (بيضة الشمس) في مزاد جنوب غربي اليابان بسعر قياسي بلغ 400 ألف ين (3 آلاف و350 يورو).
وفي يوباري بجزيرة هوكايدو شمالي البلد الآسيوي، وصل سعر ثمرتي شمام لرقم قياسي بلغ 3 ملايين ين (25 ألفا و130 يورو) في مزاد عام 2016.
وقد يصل لـ36 ألف ين (300 يورو) سعر حبة العنب الواحدة ومليون و100 ألف ين (تسعة آلاف و210 يورو) للعنقود من عنب "روبي رومان" الذي لا تجري زراعته سوى في مقاطعة ايشيكاوا غربي اليابان وأصبح في فترة قصيرة الأغلى في العالم.
وهذا النوع من العنب الذي بدأت زراعته عام 2008، لا يُنتج منه سوى ألفين و400 عنقود سنويا، ويبلغ سعر الأرخص منها ما يقرب من 100 ألف ين (840 يورو).
وبعيدا عن أسعاره الخيالية، يتميز أيضا هذا النوع من العنب بلون وبريق وحجم مختلف عن العادي، إذ تزن أغلى حبة منه أكثر من 20 جراما وتبدو أصغر قليلا من كرة البينج بونج.
فراولة "بيجين هيم" (الأميرة الجميلة) التي يوازي حجم الثمرة الواحدة منها كرة التنس، وقد يكلفك تذوق حبة منها 50 ألف ين (420 يورو).
ولا تطرح الأرض من هذه الفراولة المميزة سوى 500 حبة في العام الواحد بمزرعة صغيرة في مقاطعة جيفو بوسط اليابان، وتحتاج لـ45 يوما حتى تصل للشكل والحجم المناسب لقطفها.
وعلى الرغم من ذلك، يختبئ وراء هذه الجودة والسعر الخيالي لـ(الأميرة الجميلة)، 13 عاما من التجربة والفشل قبل أن يتوصل منتجوها لهذا الكمال.
كتب منتج هذه الفاكهة الثمينة ميكيو أوكودا عبر صفحته الرسمية على الإنترنت "فخور بمنتجي، الأمر لا يتعلق بالحجم فحسب، بل بكل شيء: اللون والبريق والرائحة والمذاق، إنها فراولة معجزة".
ويعد إنتاج الفاكهة من المجالات المميزة والمحدودة في اليابان، نظرا لطبيعتها الجغرافية المليئة بالجبال والسواحل، الأمر الذي لا يسمح سوى بزراعة 15% فقط من مساحتها.
وفي البلد الآسيوي، الذي تكثر فيه الأمطار بشكل يسمح بتنوع زراعات الخضراوات والنباتات الصالحة للأكل من أجل الحصول على الفيتامينات الأساسية، لا تعد الفاكهة من "الأغذية الضرورية"، وفقا للباحث شيجيوكي ساساكي المتخصص.
والحقيقة هي أنك لا تحتاج لزيارة هذه المتاجر المميزة لتشعر بأن أسعار الفاكهة في اليابان تحلق خارج نطاق الواقع الذي نعرفه، إذ يكفي المرور في أي من متاجر "السوبر ماركت" لتجد نفسك أمام ثمرة شمام يصل سعرها لثلاثة آلاف ين (25 يورو) أو حبة مانجو بـ5 آلاف ين (42 يورو).