تيلرسون من طوكيو: جهود نزع السلاح النووي لكوريا الشمالية أخفقت
وزير الخارجية الأمريكي اختار اليابان وكوريا الجنوبية كأولى المحطات في جولته الخارجية الأولى منذ تولي منصبه لمناقشة تهديدات بيونج يانج
قال وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، الخميس، إن عقدين من جهود نزع السلاح النووي لكوريا الشمالية بالطرق الدبلوماسية أخفقت.
وأضاف تيلرسون خلال زيارته لطوكيو: "أعتقد أنه من المهم الاعتراف بأن الجهود السياسية والدبلوماسية في السنوات العشرين الأخيرة لدفع كوريا الشمالية إلى التخلي عن سلاحها النووي أخفقت".
وكانت كوريا الشمالية أجرت تجربة جديدة لإطلاق صاروخ باليستي الشهر الماضي، عقب لقاء الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ورئيس الوزراء الياباني تشنيزو آبي في واشنطن، وهو ما اعتبر تحديا للبلدين ولانتقادهما للبرنامج الكوري في التسلح.
وتابع تيلرسون في مؤتمر صحفي مع نظيره الياباني، فوميو كيشيدا، إنهما أكدا على الصداقة "القوية والثابتة" بين البلدين، وعلى أن التزام الولايات المتحدة حيال اليابان من الثوابت التي لا تتزعزع.
في المقابل قال نظيره الياباني إنه اتفق مع تيلرسون على أنه لا يمكن التغاضي عن البرامج النووية والصاروخية لكوريا الشمالية.
واختار وزير الخارجية الأمريكي اليابان وكوريا الجنوبية، كأول محطة لجولته الخارجية الأولى منذ توليه منصبه.
وتأتي هذه الزيارة بعد أكثر من شهر من جولة مماثلة قام بها وزير الدفاع جيمس ماتيس لليابان وكوريا الجنوبية، وكانت أيضا أولى زياراته الخارجية بعد توليه منصبه.
ويأتي هذا الاختيار في إطار محاولة واشنطن طمأنة حليفيها أمام تصاعد مخاطر التجارب الصاروخية لكوريا الشمالية وتصاعد القلق الياباني من التواجد العسكري الروسي والصيني في بحر الصين الجنوبي.
وقبل لقائه مع نظيره الياباني قال تيلرسون، الخميس، إن التعاون بين اليابان وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة مسألة حيوية؛ حيث يواجه البلدان الثلاثة البرنامج النووي وبرنامج الصواريخ الباليستية لكوريا الشمالية.
ووصف التحالف الأمريكي الياباني بأنه "حجر الزاوية للسلام والاستقرار" في منطقة آسيا والمحيط الهادي.
وسيسعى وزير الخارجية الأمريكي إلى طمأنة القادة اليابانيين بشأن دعم واشنطن في مواجهة التهديدين الكوريين الشماليين البالستي والنووي.
وسيتوجه تيلرسون إلى كوريا الجنوبية، الجمعة، ومنها إلى الصين التي أرسلت إشارات إيجابية في الآونة الأخيرة حول تحفظها على برنامج الصواريخ الكورية الشمالية.
وخلال الشهر الماضي جدد وزير الدفاع الأمريكي، جيمس ماتيس، تطمينات بلاده لليابان حول التزامها بالتعاون الأمني الوثيق وحمايتها أمام أي تهديدات خارجية.
وفي لقائه مع نظيرته اليابانية، تومومي اينادي، خلال زيارته لطوكيو أكد ماتيس، متانة التحالف العسكري بين البلدين، وخاصة فيما يتعلق بالضمانات العسكرية الأمريكية التي تشمل الجزر موضع النزاع بين اليابان والصين.
وتأتي هذه التطمينات من وزيري الدفاع ثم الخارجية بعد موجة قلق انتابت اليابان من حدوث تغيرات في الموقف الأمريكي الداعم له عسكريًا أمام التهديدات الخارجية، بعد تصريحات للرئيس دونالد ترامب عن إمكانية تخفيض واشنطن لوجودها العسكري في اليابان وكوريا الجنوبية إن لم يزيدا مساهماتهما في تحمل نفقاته، قائلا إن الحماية الأمريكية لهذين البلدين مكلفة جدًا.
وقال ماتيس في اليابان: "ننظر إلى تحالفنا مع اليابان باعتباره حجر الزاوية للسلام والازدهار والحرية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ"، مؤكدا أن "ذلك سيستمر وسيكون أقوى من أي وقت مضى".
ويلزم البند الخامس من الاتفاقية الأمنية بين اليابان والولايات المتحدة واشنطن بصد الاعتداءات التي قد تتعرض لها اليابان أو الأراضي التي تديرها طوكيو مثل الجزر غير المأهولة في بحر الصين الشرقي والتي تطالب بها الصين.
وتقيم الولايات المتحدة واليابان تحالفا أمنيا منذ توقيع اليابان على وثيقة الاستسلام إثر هزيمتها في الحرب العالمية الثانية، فيما تعود العلاقات بين واشنطن وسيول إلى فترة الحرب الكورية التي اندلعت بين عامي 1950 و1953، واتخذت فيها واشنطن جانب كوريا الجنوبية، فيما اتخذت الصين والاتحاد السوفيتي جانب كوريا الشمالية.
وتنشر الولايات المتحدة 47 آلاف جندي في عدة قواعد عسكرية أمريكية في اليابان و28500 في كوريا الجنوبية لحمايتها من جارتها الشمالية.