التهاب الدماغ الياباني.. أعراض وأسباب المرض المميت
أصاب التهاب الدماغ الياباني عشرات الأشخاص بالعديد من الدول الأشهر الأخيرة وسط حالة من الهلع بين الناس، فماذا تعرف عن هذا المرض المميت؟
في الهند، أعلنت حكومة ولاية آسام وفاة ما لا يقل عن 63 شخصًا بسبب التهاب الدماغ الياباني في آخر 37 يومًا، وشكلت فريقًا للاستجابة السريعة للمناطق حول متلازمة التهاب الدماغ الحاد ومرض التهاب الدماغ الياباني.
بينما تظهر أحدث الأرقام تسجيل 40 حالة إصابة بشرية بالتهاب الدماغ الياباني في أستراليا حتى 19 يوليو/ تموز، بما في ذلك 5 حالات وفاة شهدها التفشي الأخير.
وفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن التهاب الدماغ الياباني هو السبب الرئيسي لالتهاب الدماغ الفيروسي في العديد من بلدان آسيا مع ما يقدر بنحو 68000 حالة سريرية كل عام ومن 13600 إلى 20400 حالة وفاة.
ما هو فيروس التهاب الدماغ الياباني؟
فيروس التهاب الدماغ الياباني (JEV) أهم سبب لالتهاب الدماغ الفيروسي في آسيا، وهو أحد الفيروسات المرتبطة بحمى الضنك والحمى الصفراء وفيروسات غرب النيل وينتشر عن طريق البعوض.
يصيب التهاب الدماغ الياباني الأطفال في المقام الأول، ويتمتع معظم البالغين في البلدان الموبوءة بمناعة طبيعية بعد الإصابة في مرحلة الطفولة لكن قد يتأثر الأفراد في أي عمر.
تم توثيق أول حالة من مرض التهاب الدماغ الياباني الفيروسي (JE) في عام 1871 في اليابان، ويبلغ معدل الوفيات بين المصابين نحو 30%، ويمكن أن تحدث العواقب العصبية أو النفسية الدائمة في 30% - 50% من المصابين بالتهاب الدماغ.
يعاني 24 بلداً في منطقة جنوب شرق آسيا وغرب المحيط الهادئ التابعة لمنظمة الصحة العالمية من انتقال مرض التهاب الدماغ الياباني المستوطن، ما يعرض أكثر من 3 مليارات شخص لمخاطر الإصابة.
وذكرت هيئة الخدمات الصحية الوطنية في المملكة المتحدة أن الفيروس المسبب للمرض تم العثور عليه في الخنازير والطيور، وينتقل إلى البعوض عندما يلدغ الحيوانات المصابة، ولا يمكن أن ينتشر من شخص لآخر.
وعلى الرغم من اسمه، فإن التهاب الدماغ الياباني أصبح الآن نادرًا نسبيًا في اليابان نتيجة لبرامج التحصين الجماعي.
يكون خطر الإصابة بالتهاب الدماغ الياباني أعلى أثناء مواسم الأمطار وبعدها مباشرة، لأن البعوض يميل إلى الزيادة فجأة في هذا الوقت.
هناك أيضًا خطر الإصابة بالتهاب الدماغ الياباني في البلدان ذات المناخ الاستوائي على مدار العام.
وهناك بعض الأنشطة التي يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بالعدوى، كونها تجعلك أكثر عرضة للتلامس مع البعوض المصاب مثل:
- العيش أو السفر في مناطق عالية الخطورة لفترة طويلة
- زيارة المناطق الريفية وخاصة خلال موسم الأمطار
- التخييم أو ركوب الدراجات أو العمل في الهواء الطلق في المناطق الريفية
أعراض التهاب الدماغ الياباني
معظم المصابين بفيروس التهاب الدماغ الياباني إما لا تظهر عليهم أعراض أو تظهر عليهم أعراض خفيفة قصيرة العمر، والتي غالبًا ما يتم الخلط بينها وبين الإنفلونزا.
لكن حوالي 1 من كل 250 شخصًا يصابون بالتهاب الدماغ الياباني تظهر عليهم أعراض أكثر حدة مع انتشار العدوى إلى الدماغ، ويحدث هذا عادة بعد 5 إلى 15 يومًا من الإصابة.
ووفقا لموقع NHS، تشمل الأعراض:
- ارتفاع في درجة الحرارة (حمى).
- تصلب الرقبة.
- ارتباك.
- عدم القدرة على الكلام
- رعشة خارج السيطرة.
- ضعف العضلات أو الشلل
ما يصل إلى 1 من كل 3 أشخاص الذين تظهر عليهم هذه الأعراض الأكثر خطورة سيموتون نتيجة للعدوى، مع العلم أن هذه الأعراض تميل إلى التحسن ببطء لدى من ينجون.
ولكن قد يستغرق التعافي الكامل عدة أشهر، وما يصل إلى نصف أولئك الذين نجوا يعانون من تلف دائم في الدماغ.
ويمكن أن يؤدي ذلك إلى مشاكل طويلة الأمد، مثل الهزات وتشنجات العضلات وتغيرات في الشخصية وضعف العضلات وصعوبات في التعلم وشلل في طرف واحد أو أكثر.
علاج التهاب الدماغ الياباني
لا يوجد علاج مضاد للفيروسات لمرضى التهاب الدماغ الياباني، والعلاج المتاح حاليا داعم لتخفيف الأعراض واستقرار حالة المريض، وفقا لمنظمة الصحة.
لكن تتوفر لقاحات التهاب الدماغ الياباني الآمنة والفعالة للوقاية من المرض، وهناك 4 أنواع رئيسية من اللقاحات حاليًا: اللقاحات المعطلة المشتقة من دماغ الفئران، واللقاحات المعطلة المشتقة من خلايا فيرو، واللقاحات الحية الموهنة، واللقاحات الحية المؤتلفة (الخيمرية).
الوقاية من التهاب الدماغ الياباني
أفضل طريقة للوقاية من التهاب الدماغ الياباني هي التطعيم ضد العدوى قبل زيارة جزء من العالم حيث يوجد خطر الإصابة به.
بجانب التطعيم، يجب عليك اتخاذ الاحتياطات لتقليل خطر تعرضك للدغة بعوضة مصابة بالعدوى، مثل:
- النوم في غرف مع شاش مناسب على النوافذ والأبواب.
- النوم باستخدام ناموسية مبللة بمبيد حشري.
- استخدام طارد البعوض
- التستر بأكمام طويلة وسراويل وجوارب.
- استخدام طارد حشرات عالي الجودة على المناطق المكشوفة من الجلد.
