مصور سابق بالجزيرة يكشف أدوارها المشبوهة مع إرهابيي سوريا وأفريقيا
تحدث محمد فوزي، المصور الحربي السابق بقناة الجزيرة، عن علاقة الفضائية بالتنظيمات الإرهابية في سوريا وليبيا وأفغانستان وأفريقيا.
نهجها الفتنة وسلاحها بث التفرقة والكراهية، مصداقيتها ضائعة بعدما انكشف دورها وعلاقتها بالجماعات الإرهابية وأجندتها التخريبية في المنطقة.. إنها قناة الجزيرة التي ارتكب من خلالها تنظيم "الحمدين" الحاكم في قطر أسوأ وأخبث جريمة باستخدامه الصحافة والإعلام في غير أهدافها الحقيقية.
"العين الإخبارية" التقت محمد فوزي، المصور الحربي السابق بقناة الجزيرة، الذي عمل بها نحو 12 عامًا ليكشف بالأدلة والبراهين الأدوار المشبوهة للقناة التي قال إنه كان يعتبرها في حينها سبقا صحفيا "كنا نذهب إلى أماكن الأحداث الإرهابية قبل وقوعها".
قبل أن يستدرك: "لكن بعد ما حدث من تخريب ودمار في المنطقة بدا جليا أنها كانت مرتبة وممولة من قطر"، مبديا ندمه على العمل في الفضائية التي تسوق أجندة عدائية داعمة للإرهاب ونشر الفتنة والاضطرابات.
وأكد أن قطر تستخدم الاستثمارات كذريعة في الدول الإفريقية لنقل الأموال والتمويلات للجماعات الإرهابية بسلاسة، وترقص على جثث الأطفال والقتلى من أجل كسب التعاطف مع العناصر الإرهابية.
فوزي تحدث خلال المقابلة عن شبكة تجسس ومافيا دولية يجندها تنظيم الحمدين لخدمة أهدافه واستتباب حكمه وليس قناة فضائية كل مهمتها نقل الأحداث.
رواتب لإرهابيي سوريا
وكشف "فوزي" أن هناك أعضاء من تنظيمات إرهابية مثل "جبهة النصرة" و"تنظيم أحرار الشام" في سوريا، يعملون مع قناة الجزيرة كموظفين برواتب.
وأشار إلى أن هؤلاء الأشخاص يتلقون أموالا من قناة الجزيرة وقطر مقابل تسهيل مهماتنا الصحفية، وهم في نفس الوقت يقومون بعمليات عسكرية غير معلومة الأهداف، وكذلك تقوم الفضائية بالترويج لهم ووضعهم في صورة الأبطال.
وأوضح أن علاقة الإرهابيين بقناة الجزيرة كانت غامضة، وتثير تساؤلات بين بعض العاملين، إلا أننا كموظفين لم يكن لنا الحق في السؤال ولم نكن نغطي كل شيء.
ولفت إلى أن تنظيمي جبهة النصرة وأحرار الشام، رغم ادعائهما علاقتهما بالدين، لم يكن لديهم قلب، وكانوا يتركون الأطفال يموتون أمام أعينهم بلا رحمة، والدين بالنسبة لهم مجرد ورقة لكسب الأموال.
سر الكاميرات الصغيرة
وقال فوزي إن قناة الجزيرة اشترت مجموعة كبيرة من الكاميرات صغيرة الحجم ووزعتها على التنظيمات الإرهابية داخل سوريا.
وأضاف أنه رأى بنفسه أحد المقاتلين عندما كان موجودًا في حلب، قام بوضع الكاميرا على صدره أثناء ذهابه للقيام بعملية.
وأوضح أن تنظيم جبهة النصرة كان ذاهبًا لتدمير مطار بجوار حمص، وذهبت معهم في هذا اليوم للتغطية لقناة الجزيرة، واستولوا على كميات كبيرة جدا من الأسلحة من هذا المطار.
وأكد أن قطر ضلع أساسي فيما يحدث في سوريا، حيث أوضح أن لديهم مخابرات على الأرض، ويقومون بتعيين متخصصين في التخابر من دول أجنبية للعمل على الأرض في سوريا، لخدمة الأهداف القطرية.
وأشار إلى أن قطر تتعاون مع شركات استخباراتية اجنبية، لتقديم الدعم للجماعات الإرهابية على الأرض
ولفت إلى أن قناة الجزيرة كانت فقط تسمح لنا بتصوير الأوضاع المتساوية بعد القصف أو استهدافها من جبهة النصرة، لكن لم يكن مسموح لنا أن نرافقهم في عملياتهم تجاه المدنيين.
وأكد فوزي أن المليشيات الممولة من قطر آخر شيء في فكرهم هو الشعب السوري، والأمر بالنسبة لهم هو تجارة فقط، ولم يكن هناك هدف من البداية، والتنظيمات الإرهابية كانت تعمل من أجل المال القطري فقط.
كواليس لقاء زعيم تنظيم جبهة النصرة
وكشف "فوزي" عن ترتيبات خاصة لفضائية الجزيرة خلال مقابلتها مع أبو محمد الجولاني في 2015، زعيم جبهة النصرة في سوريا التي أكد أنها ممولة من قطر.
وأشار إلى أنه شارك في صنع الصورة الذهنية لزعيم جبهة النصرة في سوريا، حيث إن الفضائية طلبت منه تغيير ملابسه وإضافة لافتة سوداء خلفه ووضع سلاح بجواره.
وأضاف: "عندما التقيت زعيم جبهة النصرة في منزله، كان يبدو شخصا عاديا يرتدي معطفا، إلا أنني طلبت منه تغيير ملابسه، وكذلك وضع لافتة خلفه، وحمل سلاح".
وأشار إلى أنه رحب بما طلب منه، والتزم فعلا وطلب من مساعديه إنهاء الترتيبات للمقابلة.
واعتبر أن تصريحات زعيم جبهة النصرة خلال المقابلة وبينها جملة مهمة هى "ندعم تنظيم القاعدة، ونوافق على طلباته" توضح التعاون بين تنظيم جبهة النصرة وقطر وتنظيم القاعدة.
وأكد أن مسؤولي قطر كان يتحدثون علنا عن دعم تنظيم جبهة النصرة ماليا ولم يكن الأمر سرا.
وكشف عن بعض كواليس اللقاء، وكان أبرزها مجيء شخص خلال المقابلة من الخارج وأعطى زعيم جبهة النصرة مبلغا كبيرا من الأموال وضعه في جيبه.
وتابع: "وأثناء خروجنا بعد انتهاء الحديث فتحت غرفة بها إرهابيون يبدو أنهم قادمون من عملية عسكرية، وأعطاهم زعيم جبهة النصرة الأموال"، مؤكدا أن هذه الأموال قادمة من قطر بشكل مباشر، وتقدر بحوالي ٥٠ أو ٦٠ ألف دولار.
وأشار إلى أن أهم شيء عند التنظيمات الإرهابية هو تصوير العمليات لأنهم يتلقون أموالا كبيرة مقابل العمليات الإرهابية المصورة.
ولفت إلى أن تنظيم جبهة النصرة لا يقوم بأي عمليات عسكرية إلا بإيعاذ من تنظيم الحمدين، كتعطيل أو استهداف رتل دبابات، أو حتى استهداف مجموعات؛ ويتم تصويرها وإرسالها لقطر.
السكن مع الإرهابيين
وقال مصور الجزيرة الحربي السابق "إن الفضائية كانت تقوم بتسكين فريق العمل في سوريا في بيت مؤمن من جبهة النصرة، ومع الإرهابيين المدعومين من قطر، ومع أسر متعاونة مع الإرهابيين".
وأضاف: "كنا نسكن في بيت أسرة عادية الأب والأم في خدمة هذا التنظيم، راعي البيت وكنيته أبو أحمد يعمل مع تنظيم جبهة النصرة، وكانت زوجته المقهورة تقوم بتحضير وجبات الطعام الثلاث يوميا."
وأكد أن التنظيمات الإرهابية آخر شيء ممكن أن تهتم به هو الإنسان بشكل عام، وبالتالي إجبار أسر على خدمتهم أو خدمتنا لا يفرق معهم أبداً.
وعن أبرز المشاهدات خلال التصوير، تحدث "فوزي" عن حادثة إنسانية مريرة قرب مكان إقامتهم لإحدى الأسر، حيث تعرض رب الأسرة للقتل، وترك أبناءه خلفه، وخلال ذهاب جدتهم لهم لرعايتهم قتلت أيضًا قبل أن تصل لهم.
وتابع: "الكثير من الأطفال يموتون أمام إرهابيي جبهة النصرة وأحرار الشام، لكن ليس لديهم أي عاطفة تجاه هؤلاء الأطفال القتلى، فقط يهتمون بالتابعين لهم في التنظيم".
وأشار إلى أنه حتى في التمويلات القطرية السخية كانوا يستأثرون بها ويوزعونها فقط على التابعين لهم، حتى لو أدى هذا إلى موت الآخرين، وحتى حليب الأطفال كان يوزع فقط على أهالي الإرهابيين الذين يقاتلون في صفوت التنظيم فقط.
نقل الإرهابيين في عربات الفضائية
وكشف "فوزي" أن صحفيا يعمل في "الجزيري إنجليزي" يدعى أحمد وهو نجل المذيع البارز بالفضائية، تيسير علوني، كان يستخدم عربات الفضائية لتمرير إرهابيين من الحدود التركية إلى داخل سوريا.
وأضاف "فوزي" أنه أثناء وجود فريق عمل الجزيرة في منطقة "هاتاي" على الحدود السورية التركية، كان أحمد تيسير علوني يستخدم عربات الجزيرة في نقل الإرهابيين.
ومضى قائلا: "السائق الخاص بفريق عمل الجزيرة، أثناء وجودنا في هاتاى قال إنه سوف يذهب مساء إلى المطار لجلب ضيوف من المطار، وصباح اليوم التالي ذهبنا لتصوير بعض الإرهابيين وإذا بالسائق يقول على اثنين من الإرهابيين الأوروبيين بكامل عتادهم الحربي.. هؤلاء من أتيت بهم أمس".
وتابع: "الأمر كان محيرا جدا، فهؤلاء إرهابيون بذقن طويلة، ويتم إعدادهم لدخول معارك محددة داخل سوريا، لقد رأيت أشياء كثيرة بالصدفة، حيث إنني لم أكن من أهل الولاء ولا أنتمي للتيارات الدينية، لكن ليس من شك أن الجزيرة كانت تستخدم لتمرير إرهابيين داخل سوريا".
أحد مدرائها وسيط إرهابيين وسلاح
وأوضح مصور الجزيرة السابق أنه التقى شخصا كان معدا في قناة الجزيرة اسمه "أحمد إبراهيم العبدة" كان يعمل كذلك وسيط سلاح وأموال، في منطقة هاتاي على الحدود مع تركيا وسوريا.
وأضاف "فوزي" أن "العبدة" كان له باع طويل جدا في دخول الأسلحة وشرائها، وهو أيضا شقيق أحد المعارضين السوريين البارزين، وكان له العديد من الأنشطة الغامضة وسط صفوف العاملين في الجزيرة.
وأكد "فوزي" أن "العبدة" أصبح مديرا لمكتب قناة الجزيرة في لندن، مكافأة له على ما قام به في سوريا لصالح قطر.
وأشار إلى أنه شخص مريب بشكل كبير، وقد يكون وجوده في لندن للعب أدوار أخرى للنظام القطري في بريطانيا.
المخابرات القطرية في ليبيا
وقال المصور الحربي السابق للفضائية المشبوهة إنها كانت من أوائل المحطات التليفزيونية التي دخلت إلى ليبيا، وكان في نفس الفندق الموجود به فريق الجزيرة دور كامل مغلق للمخابرات القطرية، ممنوع على أي أحد دخوله.
وأوضح أن المخابرات القطرية كانت تقوم برسم خطط، وتقوم بعمليات تمويل لبعض التمويلات الإرهابية، مؤكدا أن كمية كبيرة من الأوراق في ليبيا تم إرسالها إلى الدوحة.
وأشار "فوزي" إلى أن التغطية الصحفية في ليبيا كانت غريبة ومختلفة، حيث كنا نذهب لأماكن الأحداث أو الهجوم بالأسلحة قبل وقوعها وكأنها بالتنسيق مع الجزيرة وقطر.
وعلى سبيل المثال خلال العمليات في مدينة إجدابيا (شرق) كان -والكلام لفوزي- يتم توجيهنا قبل الاقتحام، وكان المعد الصحفي تأتي له الأوامر من قطر، متى وكيف ستتم الاقتحامات حتى نتحرك قبل الهجوم لمكان الحدث.
وأكد أن قناة الجزيرة كان لها وسيط يعمل مع الإرهابيين ويوجهنا، ويقوم بالتنسيق مع الجزيرة وقطر، حتى نقوم نحن بالتغطيات.
وأشار إلى أن الفضائية تملك علاقات قوية جدا مع العناصر الإرهابية في ليبيا "كان لنا الأفضلية عند التنظيمات الإرهابية المختلفة".
ولفت إلى أن مكتب قناة الجزيرة في مدينة بنغازي (شرق) كان عبارة عن مركز للشرطة الليبية، على البحر المتوسط، وتم تدميره واستخدمته الجزيرة كمكتب لاحقا، دون تنسيق مع أحد، ولم يعترضها أحد، بل وكانت المظاهرات يتم ترتيبها أمام مكتب الجزيرة بتنسيق مع الجماعات المسلحة، حتى يتم تصويرهم.
وأكد أن دخول قطر مبكرا إلى ليبيا يحمل شبهات كثيرة، منها الاستيلاء على الأموال الليبية وتحويلها بالطائرات إلى الدوحة.
وأشار "فوزي" إلى أسراب من الطائرات القطرية كانت تأتي إلى ليبيا وتعود محملة بأوراق ونقود من التي تم الاستيلاء عليها من البنوك الليبية.
وأكد أن هذه الأموال استخدمت بعد ذلك لشراء ولاءات والتخريب في ليبيا.
وأوضح "فوزي" أن ليبيا كانت لديها مليارات الدولارات في البنوك من أموال تصدير البترول، وهذه الأموال تم الاستيلاء عليها من جهات قطرية سيادية.
ولفت كذلك إلى مخازن السلاح أيضا في ليبيا لم يكن لها حصر، "اختفت بالكامل".
التنظيمات الإرهابية في أفريقيا
وكشف المراسل الحربي السابق لقناة الجزيرة عن كون المسؤول الإعلامي لتنظيم القاعدة في "شمال مالي" هو نفسه معد قناة الجزيرة، وهو الشخص الذي يرتب كل اللقاءات الصحفية للفضائية مع التنظيمات الإرهابية في أفريقيا.
وقال "فوزي" إنه عندما احتل تنظيم أنصار الشريعة في شمال أفريقيا أجزاء من دولة مالي، "ذهبنا نحن طاقم الجزيرة، إلى دولة مالي عن طريق النيجر عبر الحدود، بتنسيق من معد الجزيرة الذي هو في نفس الوقت المسؤول الإعلامي لتنظيم أنصار الشريعة".
وأضاف "فوزي": "دخلنا إلى مالي عن طريق النيجر، وفور دخولنا مالي فوجئنا بحوالي ٧ سيارات بها إرهابيون وأسلحة كثيرة، اقتادونا إلى مركز تجمع الإرهابيين، ثم اصطحبونا إلى أمير التنظيم هناك، وهو شخص مغربي ويدعى أبو حصافة".
وأشار إلى أنه "في هذه الأثناء، دار حديث بين أمير الجماعة المغربي وشخص آخر موريتاني مسؤول عن تصوير كل عمليات القاعدة، ولديه شركة إنتاج اسمها صحاري، ويعمل أيضا مع الجزيرة، وهو منسق الرحلة لقناة للجزيرة".
وأضاف: "مالك شركة صحاري التي تصور العمليات الإرهابية للقاعدة في أفريقيا كان مراسل الجزيرة في موريتانيا سابقا".
وأوضح أن طريقة التعامل معنا من التنظيمات الإرهابية كانت سلسة، وهذا اعتدت عليه مع عملي مع الجزيرة.
واعتبر أن "ما رأيته من تنظيم القاعدة في مالي يفوق الخيال لبشاعته، حيث كان تنظيم القاعدة هناك يقوم بقطع اليدين والرجلين، وقتلى بكميات كبيرة، لدرجة أن الأفارقة كانوا مرعوبين".
وتابع: "قبل إرسالنا إلى مالي، كان هناك وفد تجارى قطري كبير في دولة النيجر، حيث إن قطر دائما تقوم باستثمارات ضخمة بجوار مناطق النزاعات حتى تستطيع نقل الأموال بحرية في المستقبل".
علاقة الجزيرة مع طالبان
وكشف "فوزي" أنه أثناء حضوره مؤتمرا صحفيا لوزير خارجية طالبان، عام ٢٠٠١ فوجئ بمصور الجزيرة لاحقا سامي الحاج بصحبة الوزير.
وأوضح أن "الحاج" لم يكن يعمل مصورا صحفيا في هذا التوقيت، ولفت نظري في حينها، حيث إنه "أسمر ونظراته حادة جدا".
وأشار إلى أن الجزيرة استعانت بسامي الحاج بعد هذه الواقعة في أفغانستان ضمن خطتها دائما، حيث كانت تجند أشخاصا مرتبطين بالجماعات الإرهابية، وترسل لهم كاميرات صغيرة يرسلون منها المواد لإذاعتها بعد ذلك.
وأكد أن رواية الجزيرة كاذبة بشأن سامي الحاج، حيث قالت إنه ذهب مع فريق عمل لتغطية أحداث الغزو الأمريكي لأفغانستان (2001) ودخل عبر الحدود الباكستانية، وهي رواية غير صحيحة على الإطلاق، حيث إنه كان يعمل مع حركة طالبان حينها.
وكان الجيش الباكستاني قد ألقى القبض عليه في المنطقة المتاخمة للحدود الأفغانية في شهر ديسمبر/كانون أول من سنة 2001، وسلمه للأمريكيين الذين احتجزوه منذ عام 2002 وبعدها نقل إلى معتقل جوانتناموا، وتم الإفراج عنه في 2008 بعدما قضى 6 سنوات في السجن.
وأوضح أن "الحاج" استقبل بعدها في إمارة الشر استقبال الفاتحين وأعطوه الجنسية القطرية، وبادرت قناة الجزيرة إلى إنشاء وحدة خاصة لحقوق الإنسان، تحولت فيما بعد إلى قسم، ثم إلى إدارة، ثم إلى مركز تولى سامي الحاج إدارته.
تهريب قيادات القاعدة
وكشف مراسل الجزيرة الحربي السابق أن تيسير علوني، مراسل الجزيرة عام 2001، جاء إلى المراسلين العرب في كابول، وقال إن التحالف الشمالي سوف يقتحم المدينة في اليوم التالي، وسف آتي غدا ونؤمن خروج لكم.
وأضاف "فوزي" أن تيسير علوني جاء بصفته عربيا في هذه الأثناء وليس بصفته مراسل الجزيرة.
ولكن، والحديث لـ"فوزي"، أن علوني جاء فعلا في اليوم الثاني صباحا وأخذ شخصا واحدا من حركة طالبان واسمه أبو جهاد، وهو سوري الأصل ويعد أحد قيادات القاعدة في حينها.
وأكد أن "علوني" كان قريبا جدا من تنظيم القاعدة، ولهذا اصطحب قياديا منها وهرب، قبل الاجتياح.
ولفت إلى أن قناة الجزيرة مرتبطة بشكل كبير بالمخابرات القطرية، وكل شيء ينفذ بأوامر منها المخابرات القطرية، ومن وزارة الخارجية القطرية.
وعمل "علوني" كمراسل لقناة الجزيرة في أفغانستان أكتوبر/تشرين أول 2001 وهرب قبل ساعات قليلة من دخول قوات التحالف إلى العاصمة كابول بصحبة تنظيم القاعدة وتوجه إلى قطر.
واعتقل "علوني" من قبل السلطات الإسبانية في سبتمبر/أيلول 2003 بعد عودته إلى إسبانيا في إجازة لزيارة عائلته بتهمة إساءة استخدام موقعه كصحفي للقيام بمقابلة صحفية مع أسامة بن لادن، وتم الإفراج عنه بكفالة لأسباب صحية بعد حوالي شهر من اعتقاله.
وفي سبتمبر/أيلول ٢٠٠٥ تم الحكم عليه من قبل المحكمة الإسبانية بالسجن لمدة 7 سنوات بتهمة التعاون مع خلايا إرهابية وإجراء المقابلات والاتصال مع منظمة القاعدة.
وفي شهر مارس/آذار 2012 أفرج عنه وذهب إلى قطر، حيث جرى له استقبال حافل.
واختفى "علوني" مرة أخرى عام ٢٠١٧، وغير معلوم أين اختفي، لكنه ظهر آخر مرة في قطر، وهو ما يفتح الباب حول خلاف مع قناة الجزيرة التي دعمته وزرعته وسط التنظيمات الإرهابية في أفغانستان.
الجزيرة ترقص على جثث الأطفال
وأبدى المراسل الحربي السابق للجزيرة ندمه على عمله بالفضائية المشبوهة لمدة ١٢ عاما، حيث إن أهدافها لم تكن معلومة له لكن الآن كل شيء أصبح واضحا للعيان.
وأكد "فوزي" أننا استخدمنا الأطفال الذين يموتون أمام أعيننا، والنساء والقتلى للترويج للتنظيمات الإرهابية لإشاعة روح الفوضى بأوامر من إدارة الجزيرة.
وأضاف: "كنت أحاول أن أكون بعيدا عن قسم الأخبار العربي؛ لأنها أساس كل المشكلات حيث إن أغلبهم من الإخوان، فعندما جاء وضاح خنفر (فلسطيني عمل بالجزيرة من 2003-2011) إلى قناة الجزيرة جاء بفريق كبير من الإخوان المسلمين.
وأشار إلى أن القيم الإنسانية لا تعني شيئا عند الجزيرة طالما سيتم استخدامها لخدمة أغراض معينة.