كيف تصوت القدس في الانتخابات الفلسطينية؟.. "العين الإخبارية" تجيب
لا صوت يعلو في فلسطين هذه الأيام على مصير الانتخابات التشريعية والقدس التي ستحسم مستقبل هذا السباق، في ظل غياب الرد الإسرائيلي الفاصل.
وفي ظل غموض المشهد الانتخابي الذي يُنتظر حسمه في اجتماع مرتقب للقيادة الفلسطينية، غدا الخميس، تستعرض "العين الإخبارية" في السطور التالية، وضع مدينة القدس في العملية الانتخابية، وفق الاتفاقيات الموقعة بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي.
فليس ثمة سياسي أو دبلوماسي فلسطيني وإسرائيلي ودولي لم يراجع المادة الـ6 في الملحق الثاني من اتفاقية المرحلة الانتقالية لعام 1995.
وتتحدث المادة 6، ضمن الاتفاق الموقع بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل، تفصيلا عن ترتيبات الانتخابات الفلسطينية في مدينة القدس الشرقية.
وكانت المادة السادسة هي المرجع في الانتخابات التشريعية التي جرت عامي 1996 و2006 والرئاسية في 2005.
ولكن الطلب المكتوب من قبل السلطة الفلسطينية لتل أبيب بتنفيذ هذه الترتيبات في الانتخابات المزمعة في 22 مايو/أيار المقبل لم يجد إجابة إسرائيلية مكتوبة حتى اليوم.
وقال مسؤول فلسطيني كبير لـ"العين الإخبارية": "بداية طلب منا الإسرائيليون الانتظار إلى ما بعد انتخابات الكنيست التي جرت في مارس/آذار الماضي، ولاحقا قالوا لنا إن تعقيدات المشهد الناتجة عن نتائج تلك الانتخابات تجعل من الصعب اتخاذ قرار".
وأضاف المسؤول، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، لحساسية منصبه: "مع اقتراب موعد الانتخابات قلنا للإسرائيليين بأننا نريد منهم إجابة خطية بالموافقة أو عدم الموافقة على إجراء الانتخابات وفقا للمادة 6 وكان جوابهم الشفهي سلبيا".
وتابع: "على ضوء ذلك طلبنا منهم رسالة مكتوبة بهذا الرد السلبي، ولكنهم رفضوا ذلك، وهو ما يضع مصير الانتخابات في مدينة القدس الشرقية في مهب الريح".
وتحسم القيادة وقادة الفصائل الفلسطينية، غدا الخميس، الموقف بشأن إجراء الانتخابات أو تأجيلها في ضوء الموقف الإسرائيلي وسط ميل واضح للتأجيل.
60 مرشحا و121 ألف ناخب
استنادا إلى لجنة الانتخابات المركزية الفلسطينية، فإن ثمة 121 ألفا و300 صاحب حق اقتراع بالقدس يصوت 6300 منهم في مراكز البريد الإسرائيلية المنتشرة في مدينة القدس الشرقية.
أما الـ 150 ألفا المتبقين، فيصوتون في 11 مركزا انتخابيا في ضواحي القدس دون حاجة لموافقة إسرائيلية.
ووفقا لما تلقته "العين الإخبارية"، فإن 60 فلسطينيا من سكان القدس الشرقية ترشحوا على 36 قائمة ستخوص الانتخابات التشريعية المقبلة.
نص الاتفاق
ينص الاتفاق حرفيا على أن "بإمكان فلسطينيي القدس والذين يعيشون في المدينة، المشاركة في عملية الانتخابات، وفقاً للأحكام المنصوص عليها في هذا الاتفاق، وفي المادة السادسة للملحق الانتقالي الثاني في (ترتيبات الانتخابات بخصوص القدس)".
تنص بنود المادة 6، على أنه يتمّ الاقتراع في القدس الشرقية في مكاتب بريد تتبع سلطة البريد الإسرائيلية، وعددها خمسة مكاتب تضم 11 محطة اقتراع.
وهذه المكاتب هي مكتب البريد في شارع صلاح الدين (سبع محطات)، مكتب البريد في باب الخليل – البلدة القديمة (محطة واحدة)، مكتب البريد في شعفاط (محطة واحدة)، مكتب البريد في بيت حنينا (محطة واحدة)، مكتب البريد في جبل الزيتون - الطور (محطة واحدة).
وتقول لجنة الانتخابات المركزية إن "طبيعة هذه المكاتب" أي حجمها وقدرتها على الاستيعاب، لا تتعدى ما مجموعه 5367 ناخباً يوم الاقتراع.
وتضيف "وعليه، فإنّ الحد الأعلى من مواطني القدس الشرقية الذين يمكنهم الاقتراع في مكاتب البريد هو هذا العدد فقط، وعلى باقي المقدسيين في منطقة القدس الشرقية الاقتراع في مراكز اقتراع تقام في منطقة ضواحي القدس".
وفي الانتخابات التي جرت عام 2006، تم رفع عدد أصحاب حق الاقتراع في مكاتب البريد الإسرائيلية إلى 6300، فيما تم رفع عدد مكاتب البريد الإسرائيلية لـ 6 في 12 محطة اقتراع.
كيف تجري عملية التصويت في مراكز البريد؟
خلافا للانتخاب في مراكز التصويت الأخرى في الضفة الغربية وقطاع غزة حيث ينتشر موظفو لجنة الانتخابات المركزية الفلسطينية، فإن التصويت في مراكز البريد الإسرائيلية يشرف عليه موظفون من الجهة الأخيرة.
وموظفو سلطة البريد الإسرائيلية في مكاتب البريد بالقدس الشرقية، هم في غالبيتهم من الفلسطينيين سكان القدس الشرقية، والبعض منهم موظفون إسرائيليون.
ويصوت الفلسطينيون في مراكز البريد الإسرائيلية من خلال بطاقة التسجيل الانتخابية الصادرة عن لجنة الانتخابات المركزية.
ووفقا للترتيبات المتفق عليها في المادة السادسة، فإنه عند وصول الناخب إلى مركز البريد، يعرّف نفسه لموظف البريد ويقدم له بطاقته الانتخابية.
بعد فحص البطاقة الانتخابية، يزود موظف البريد الناخب بورقة الاقتراع ومغلف معنون إلى مكتب التنسيق الفلسطيني.
وبعد تعبئة ورقة الاقتراع، يقوم الناخب بوضعها في المغلف ومن ثم يضعها في صندوق يتفق الطرفان الفلسطيني والإسرائيلي على حجمه.
وعند إغلاق مراكز الاقتراع، يقوم موظفو سلطة البريد الإسرائيلية بتسليم الصناديق إلى مكتب التنسيق الفلسطيني، على أن يتم التسليم أمام المراقبين الدوليين، وأن يتم ختم هذه الصناديق قبل تسليمها.
ويتم إرسال الصناديق المختومة إلى لجنة الانتخابات المركزية الفلسطينية التي تقوم بفرز الأصوات.
الدعاية الانتخابية
ولا تقتصر الانتخابات على التصويت فقط، وإنما أيضا الدعاية الانتخابية وما بعد السباق نفسه.
فخلال الدعاية الانتخابية لانتخابات 2006، قامت السلطات الإسرائيلية بتحرير مخالفات مالية ضد المرشحين بداعي نشر ملصقاتهم الانتخابية في شوارع المدينة.
وعلى إثر نشر نتائج الانتخابات لعام 2006، قامت السلطات الإسرائيلية بشطب إقامات 3 نواب مقدسيين لانتخابهم على قائمة "حماس" وتم طردهم من القدس إلى الضفة الغربية بشكل نهائي.
انتخابات رمزية ولكن أساسية
ويقول حاتم عبد القادر، النائب السابق عن دائرة القدس، لـ"العين الإخبارية": "الانتخابات بمراكز البريد في القدس الشرقية رمزية، ورمزيتها سياسية هامة وأساسية، فهي التأكيد على أن القدس مدينة فلسطينية وجزء من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967".
"أي انتخابات بدون القدس يعني القبول بالضم الإسرائيلي للمدينة وهو ما لا يقبل به أي فلسطيني"، يختم عبدالقادر حديثه.