انتخابات فلسطين.. سيناريو التأجيل يتعزز مع مواجهات القدس والتوتر بغزة
تلقي المواجهات اليومية في القدس، وعودة التوتر إلى غزة، بظلالها على مستقبل الانتخابات الفلسطينية الذي يبدو مفتوحًا على كل الاحتمالات.
فالانتخابات المقررة في 22 مايو المقبل، لا تزال تواجه شبح التأجيل أو الإلغاء بسبب عدم صدور موافقة إسرائيلية على إجرائها في مدينة القدس التي اشتعلت بها المواجهات في الأيام الأخيرة؛ لتزيد من التساؤلات حول تأثيرات ذلك على العملية الانتخابية.
استحضار القدس
قيس عبد الكريم، عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، يرى أن ما يجري في القدس هو نموذج يجب أن يقتدي به الجميع في كيفية استحضار المدينة في العملية الديمقراطية.
المطلوب وفق تأكيد عبد الكريم لـ"العين الإخبارية" ليس تأجيل الانتخابات إنما أن تكون القدس في قلب العملية الديمقراطية للتأكيد على فلسطينيتها وأن السيادة فيها للشعب الفلسطيني بالانتفاضة الحالية وبالعملية الانتخابية أيضا.
وأشار إلى أن هناك دعوات لتأجيل الانتخابات لكنها لم تتحول إلى قرار رسمي، مستدركاً "نحن ندفع باتجاه ان يستمر التحضير للعملية الانتخابية وأن يكون هناك خطة وطنية لفرض إجرائها في القدس بالاستناد إلى انتفاضة الشباب الفلسطيني في القدس".
ويقول مسؤولون من حركة فتح: إنه بدون القدس لن يكون هناك انتخابات، فيما يقول مسؤولون في السلطة الفلسطينية إن الحكومة الإسرائيلية لم تعلن موافقتها على إجراء الانتخابات حتى الآن، وعمليا تمنع أي أنشطة انتخابية في القدس.
ومنذ بداية شهر رمضان تشهد منطقة باب العامود في القدس عقب صلاة العشاء والتراويح اشتباكات بين الفلسطينيين والشرطة الإسرائيلية بلغت ذروتها مساء الخميس واستمرت متصاعدة في اليومين التاليين.
وامتدت الأمور إلى مواجهات ومسيرات في نقاط التماس بالضفة الغربية، ومسيرات وإطلاق صواريخ وقصف إسرائيلي في غزة.
سيناريوهان
ويرى الدكتور بلال الشوبكي رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة الخليل، أنه في حال استمرار التصعيد وامتداد الهبة في القدس والضفة الغربية بدون أدنى شك ستلقي بظلالها على الانتخابات ليست في القدس فقط وإنما في الضفة أيضا.
ويحدد الشوبكي في حديثه لـ"العين الإخبارية" سيناريوهين حال استمرار الهبة وتصاعدها؛ الأول أن القوى والكتل المرشحة المؤيدة لإجراء الانتخابات ستؤكد ضرورة تنفيذها انطلاقا من أن هذه المواجهات لا تمنع إجراء الانتخابات.
أما السيناريو الآخر إذا استمرت هذه الهبة بحيث يعتبر من الصعوبة بمكان إجراء الانتخابات من الناحية اللوجستية وذلك سيعزز فرصة دعاة تأجيل الانتخابات.
وتوقع أنه حال استمرت الهبة في القدس "سنكون اقرب لتأجيل إجراء الانتخابات لصعوبة إجرائها في ظل موجة شعبية متصاعدة".
وبتقديره أنه حال تأجلت الانتخابات في ضوء الأحداث الحالية لن يتغير شيء على صعيد جوهر علاقات القوى السياسية خصوصا فتح وحماس لأن العلاقة بينهما أساسا قائمة على الخلافات أكثر من التوافقات لكن بلا شك سيؤدي التأجيل إلى إحباط شعبي.
مخرج للقيادة
المحلل السياسي الدكتور عثمان عثمان يتفق مع الشوبكي بأنه إذا تصاعدت الهبة وارتقت لمستوى انتفاضة ووصلت الضفة وغزة فحينها وارد جدا أن يكون ذلك مخرجا للقيادة الفلسطينية لتأجيل الانتخابات.
وقال عثمان لـ"العين الإخبارية": "هذا يعتمد على عاملين رئيسيين الأول تصاعد الهبة، والثاني توفر إرادة فلسطينية لإجراء الانتخابات.
وأضاف "إذا تصاعدت الهبة ونمت وانخرطت القوى فيها والمدن المختلفة وارد جدا عدم إجراء انتخابات في هكذا وضع لأن الجيش الإسرائيلي يمكن أن يقتحم صناديق الاقتراع ويعتقل عددا مهم من مرشحي التشريعي ويتصلب في موضوع القدس ما يدفع الأمور نحو التأجيل.