القدس تتزين بحلة رمضان.. نور يتحدى ظلمة الاحتلال
العين الإخبارية رصدت استقبال مدينة القدس المحتلة لشهر رمضان الكريم، وفرحتها بهذا الشهر رغم قيود السجّان
تزينت مدينة القدس في استقبال شهر رمضان المبارك الذي يفد فيه مئات الآلاف من كل أنحاء الأراضي الفلسطينية للصلاة في المسجد الأقصى.
ففي المناطق الممتدة من الشوارع الرئيسة في المدينة، مثل صلاح الدين والسلطان سليمان ونابلس، مرورا بأبواب البلدة القديمة وخاصة العامود والساهرة وصولا إلى أزقة البلدة القديمة المؤدية إلى المسجد الأقصى كانت الأضواء الملونة تضفي بهجة على التاريخ.
وخلافا للأشهر الأخرى من السنة، حيث تغلق المدينة في ساعات غروب الشمس، فإن شهر رمضان هو الأكثر حيوية على الإطلاق في مدينة القدس حيث يمتد تواجد السكان المحليين والمصلين الوافدين حتى ساعات ما بعد منتصف الليل.
وقبل أيام أنهت شركات محلية ونشطاء فلسطينيون تزيين البلدة القديمة والشوارع المحيطة بها بحيث كان بالإمكان رؤية الزينة مساء أمس بعد الإعلان عن حلول شهر رمضان.
فقد قامت شركة كهرباء محافظة القدس بتزيين شارع صلاح الدين الذين يعتبر القلب التجاري لمدينة القدس الشرقية المحتلة وأكثر شوارعها شهرة.
كما يحرص أصحاب المحال التجارية على تزيين أبواب محالهم بالألوان والهلال وغيرها من مظاهر الفرح بالشهر الفضيل.
ويتم في كل عام تزيين أسوار البلدة القديمة ولكن بالقدر الذي تسمح به سلطات الاحتلال الإسرائيلي التي تضع قيودا حتى على مظاهر فرحة الفلسطينيين.
أما في البلدة القديمة فقد قامت لجان محلية في "حارات" البلدة بتزيين الأزقة وبخاصة تلك المؤدية إلى المسجد الأقصى المبارك مثل باب حطة وشارع السلسلة وحارة السعدية وشارع الواد.
وقال الناشط الفلسطيني عماد الشلودي لـ"العين الإخبارية" إن التحضيرات لتزيين البلدة القديمة تستمر عدة أسابيع وتستكمل مع حلول شهر رمضان.
وأشار ، وهو يتحدث من حارة باب حطة، إلى أنه تتم الاستعانة ببعض الأفكار من أجل تغيير شكل الزينة سنويا ولكن بالاعتماد على الموارد المتاحة وهي عادة ما تكون شحيحة.
وقال: " نزين المدينة التي تزدان بزحف مئات الآلاف من المصلين من كل أنحاء فلسطين إلى المسجد الأٌقصى للصلاة فيه هذا في الجانب الروحاني".
وأضاف الشلودي "أما الجانب السياسي فهو التأكيد على أن القدس لأهلها الفلسطينيين وأنها ستبقى عاصمة للدولة الفلسطينية ولن يتم التنازل عنها".
مستدركا "لكن هذا العام فإن هناك غصة في القلب وغضب بعد المجزرة التي ارتكبها الاحتلال ضد أهلنا في قطاع غزة".
وفي هذا الصدد فقد أشار نشطاء في البلدة القديمة إلى مضايقات الاحتلال الإسرائيلي لهم بما في ذلك منعهم هذا العام من وضع رايات سوداء حدادا على الشهداء في قطاع غزة.
وقد أعلنت سلطات الاحتلال الإسرائيلية أنها ستمنع الفلسطينيين الذكور دون سن 40 عاما من سكان الضفة الغربية من الدخول إلى مدينة القدس والصلاة في المسجد الأقصى.
كما تحرم قوات الاحتلال الإسرائيلي جميع سكان قطاع غزة من الوصول إلى مدينة القدس والمسجد الأقصى خلال شهر رمضان.
ويتوجب على الفلسطينيين المرور من خلال حواجز عسكرية إسرائيلية من أجل الوصول إلى مدينة القدس الشرقية المحتلة.
ويحرص الكثير من الفلسطينيين في القدس والقرى المحيطة على أداء صلاة التراويح في المسجد الأٌقصى فيما يحرص الفلسطينيون من الضفة الغربية والداخل على أداء صلاة الجمعة في المسجد.
وبدأ التوافد الكبير للمصلين إلى المسجد الأقصى لأداء صلاة التراويح منذ يوم أمس.