وثائق كينيدي تكشف: كيف خططت واشنطن لغزو كوبا بعد فشل "خليج الخنازير"؟
الجزء الأول في سلسلة وثائق كينيدي تكشف عن عملية كبيرة لغزو كوبا بعد فشل عملية خليج الخنازير
أزاح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الستار عن مجموعة جديدة من الوثائق الخاصة باغتيال الرئيس الأمريكي الأسبق جون إف كينيدي، وذلك عبر موقع الأرشيف الحكومي.
وكشفت المجموعة الجديدة من الوثائق عددا من الأسرار التي حجبت عن الرأي العام الأمريكي لأكثر من 54 عاما، كان إحداها خطة مفصلة لغزو كوبا بعد فشل عملية "خليج الخنازير".
- ترامب: بعض ملفات قضية اغتيال كينيدي ستبقى سرية
- "بوابة العين" ترصد أخطر 10 معلومات في وثائق اغتيال كينيدي
ففي الوثيقة التي حملت رقم 178-10003-10318 من وثائق كينيدي وعنونت بـ"كاسترو"، تم تضمين محادثة مطولة بين الرئيس الأمريكي الأسبق وعدد من وزرائه ومساعديه حول كيفية غزو كوبا، التي قامت بثورة على نظامها الديكتاتوري وأسست نظاما شيوعيا مدعوما من الاتحاد السوفيتي في ذلك الوقت بقيادة فيديل كاسترو، وذلك بعد فشل المخابرات الأمريكية في تدبير عملية انقلاب على الأخير باستعمال المنفيين السياسيين من كوبا في العملية التي عرفت باسم "خليج الخنازير".
وطبقا للوثيقة، فقد عبر كينيدي عن غضبه الشديد وسخطه لفشل المخابرات في ذلك الانقلاب، الذي أعطى كاسترو دفعة شعبية داخل هافانا، بالإضافة إلى اعتقال وإعدام المئات من المنفيين السياسيين الكوبيين الذين شاركوا في العملية.
ما سبق دفع كينيدي إلى التصريح خلال اجتماع بالكونجرس قائلا: "سوف أشق المخابرات المركزية الأمريكية إلى ألف قطعة وأرمي بقاياها في الرياح".
فشل المخابرات المركزية الأمريكية دفع كيندي إلى الجلوس مع كل من روبيرت ماكنمارا، وزير الدفاع الأمريكي في ذلك الوقت، والجنرال ماكسويل تايلور، رئيس أركان القوت الأمريكية، لوضع خطة كبيرة وموسعة حول كيفية إسقاط نظام كاسترو بشكل نهائي وعمل الاستراتيجيات اللازمة لمنع أي تدخل من الاتحاد السوفيتي لنجدة كوبا في حال دخلت القوات الأمريكية إلى هافانا.
وأكد الجنرال تايلور، في المحضر الرسمي للاجتماع كما ورد في الوثيقة، أن بقاء نظام كاسترو يشكل تهديدا أمنيا مباشرا على الولايات المتحدة بشكل غير مسبوق، حيث كانت أزمة الصواريخ الكوبية الدرس الذي لن تنساه أمريكا بإبقاء وكلاء السوفييت في فنائها الخلفي.
إلا أن ماكنمارا أعد خطة منهجية لكسر الثورة الشيوعية الكوبية التي وصلت لأوجها مع فشل عملية خليج الخنازير، وذلك عبر 3 خطوات رئيسة هي؛ تأجيج الرأي العام الكوبي ضد كاسترو، وتأمين حدود الولايات المتحدة ضد أي تدخل عسكري سوفيتي وأخيرا غزو كوبا لمساعدة الشعب الكوبي في الإطاحة بالنظام الشيوعي في هافانا.
وفيما يخص تأجيج الرأي العام الكوبي، قدم ماكنمارا خطة "عملية باونتي" والتي تنص على إعطاء مكافآت مالية سخية لمن يقومون باغتيال رموز وقيادات في حكومة كاسترو، ويتم الإعلان عنها عن طريق نشرات تلقيها الطائرات الأمريكية على الأراضي الكوبية يتم فيها شرح الأهداف والمكافآت المالية المنوطة بها.
واغتيال أي مرشدين لنظام كاسترو له مكافأة قوامها 5000 دولار أمريكي، ثم تزيد بزيادة الرتبة وصولا إلى كاسترو نفسه، الذي تم وضع مكافأة قدرها مليون دولار على رأسه.
وقام ماكنمارا بالحديث عن تنويه كينيدي إلى وجود أكثر من 20 فريقا مخابراتيا داخل الأراضي الكوبية مهمته جمع المعلومات حول تطورات الأوضاع هناك، جميعهم كوبيون دون وجود أي أمريكيين أو أجانب وسطهم، إلا أنه قام بمهاجمة المخابرات المركزية قائلا إن لديها "أجندة أخرى" غير تأمين الولايات المتحدة.
وبناء على هذا الاجتماع قام كينيدي بتأسيس ما أطلقت عليه الوثيقة اسم "المجموعة الخاصة 5412" والتي ستقوم بمباشرة تنفيذ خطة "عملية مونجوس" للإطاحة بكاسترو بنهاية عام 1963.
إلا أن هذا الاجتماع لم يرق لمدير المخابرات المركزية الأمريكية حينذاك، ألان ديولز" حيث أبدى امتعاضه الشديد "لتجنيب" الرئيس كنيدي له من خطط تمس الأمن القومي الأمريكي.
وفي 22 نوفمبر 1963، تم اغتيال الرئيس كينيدي خلال زيارة قام بها مع نجلته لمدينة هيوستن الواقعة بولاية تكساس الأمريكية، وذلك من قبل شيوعي أمريكي يدعي لي هارفي أوزولد.
aXA6IDMuMTQ1LjkxLjE1MiA= جزيرة ام اند امز