فؤاد السنيورة لـ"العين الإخبارية": أزعور مرشح لإنقاذ لبنان
دخلت معركة الاستحقاق الرئاسي في لبنان مرحلة حاسمة لانتخاب رئيس جديد للبلاد، وسط تفاؤل بأن تكون جلسة الرابع عشر من يونيو/حزيران الجاري مفصلية.
يأتي إعلان رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري عن عقد جلسة ظهر الأربعاء الموافق 14 ينوي/حزيران الحالي، إثر توافق كتل معارضة من جهة، والتيار الوطني الحر من جهة أخرى، أمس الأحد، على دعم الوزير الأسبق في حكومة فؤاد السنيورة جهاد أزعور للرئاسة.
وأعلنت المعارضة اللبنانية وعدد من النواب المستقلين والتغييريين، في مؤتمر صحفي أمس الأحد، من منزل النائب ميشال معوض، التوافق حول دعم اسم الوزير أزعور كـ"مرشح وسطي غير استفزازي" للرئاسة.
وبهذا الإعلان بات لبنان قاب قوسين من انتخاب رئيس جديد "صنع في لبنان"، ينهي أزمة الفراغ الرئاسي الممتد منذ انتهاء فترة رئاسة ميشال عون في 31 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ويقطع الطريق أمام مرشح حزب الله وحلفائه زعيم تيار المردة سليمان فرنجية.
وشغل أزعور بين عامي 2005 و2008 منصب وزير المال في الحكومة اللبنانية برئاسة فؤاد السنيورة، ويتقلد حاليا منصب مدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في صندوق النقد الدولي.
ومن واقع الاقتراب منه، كوزير سابق في حكومته، ثمن السنيورة توافق كتل من المعارضة، والتيار الوطني الحر على دعم جهاد أزعور، قائلا في حديث خاص من بيروت لـ"العين الإخبارية": "التوافق على دعم الوزير (الأسبق) أمر جيد".
دور هام
وأكد رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، "أن أزعور حين كان جزءا من حكومتي، قام بدور هام في وزارة المالية، ولاحقا حصد مناصب عديدة مرموقة، ولديه خبرة كبيرة في الاقتصاد، يمكن أن يستخدمها لمصلحة لبنان".
وذهب السنيورة إلى أن "الدكتور أزعور لديه الكفاءة والتجربة وكل الصفات التي تؤهله ليكون رئيسا للجمهورية".
وإذ أكد أن مسألة التصويت وانتخاب الرئيس أمر منوط بالنواب، شدد السنيورة، على أن من يحاول أن يضع ترشيح الأخير بخانة أن هذا مرشح تحد، فهو مخطئ، "لأن أزعور مرشح إنقاذي للبلد وليس مرشحا للتحدي".
وأوضح قائلا: "ليس الأمر كما يحاول البعض تصويره بشكل طائفي؛ لأنه يجب طرحه بشكل وطني؛ لأن انتخاب رئيس للجمهورية هو انتخاب يمثل كل لبنان ورمز وحدة الوطن".
ونقلت وسائل إعلام محلية عن أزعور، قوله في اتصال مع النائب ياسين ياسين، إنه سيكون رئيسا بلا وزراء ولا نواب ولا حصص، كما اعتبر أن الكثير من الملفات المرتبطة بحزب الله والقرارات الدولية والداخلية بحاجة إلى حوار بين كل الأطراف.
معركة وطنية
وأكد السنيورة في حديثه لـ"العين الإخبارية"، أن "ما يجب أن يشغلنا هو أن تكون هذه المعركة وطنية من أجل لبنان، وتسابق من أجل خدمة البلاد، وأن يتم انتخاب رئيس جديد في أسرع وقت، فالتأخير بسبب تمسك فريق من اللبنانيين بترشيح معين".
وبين رئيس حكومة لبنان الأسبق، أن الطريقة التي نسمعها من ممثلي حزب الله لا تتفق مع طبيعة لبنان، وبالتالي فإنه على الجميع أن يعود للأصول الديمقراطية الصحيحة التي تمكن من انتخاب رئيس جمهورية، وليس بهذا الأمر بشكل الفرض على اللبنانيين.
ورأى أن "لبنان ضيع فرصا كثيرة خلال السنوات السابقة، وإزاء الظروف الداخلية الحالية والتطورات التي يشهدها العالم، فالأمر يحتاج لسرعة انتخاب رئيس".
ويرفض "حزب الله" و"حركة أمل" بشدة تأييد أزعور، فيما لا يبدو الحزب أنه في وارد التراجع عن ترشيح سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية.
معيار جامع
وقال نعيم قاسم نائب الأمين العام لحزب الله، مؤخرا عبر حسابه على "تويتر"، إن "معيار الرئيس المسيحي الوطني الجامع أفضل للبنان من رئيسٍ للمواجهة بخلفية طائفية"، لافتا إلى أن "ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية انطلق منذ البداية من عدد وازن وهو إلى زيادة".
ووجه حديثه للمعارضة، قائلا: "حرّروا انتخاب الرئيس من لعبة المصالح الضيقة، وتعالوا ننتخب رئيسا حرا ينقذ البلد ولا يكون أسير من انتخبه"، متناسيا أن حزب الله هو الذي يصر على أخذ لبنان كرهينة، كما أنه يخير اللبنانيين بين مرشحه أو الفراغ، يقول أنصار ترشيح أزعور.
وينتظر أن تفتح أبواب البرلمان يوم الأربعاء، الموافق 14 يونيو/حزيران الجاري، لعقد الجلسة الثانية عشرة لانتخاب رئيس جديد للبنان، ينهي حالة الشغور الطويلة.
وقالت مصادر مطلعة مقربة من بري، إن الأخير طلب من النواب عدم السفر إلى الخارج في الوقت القريب.
وقضى اللبنانيون 7 أشهر دون رئيس، منذ مغادرة ميشال عون قصر بعبدا في 31 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بعد انتهاء فترته الرئاسية.
وعقد مجلس النواب اللبناني منذ ذلك الحين 11 جلسة لانتخاب رئيس جديد للبلاد، إلا أنها لم تخرج سوى بورقة بيضاء، نتيجة غياب التوافق، وإصرار حزب الله على فرض مرشحه.