انتخاب رئيس للبنان.. "كارت أصفر" أمريكي في وجه المعرقلين
أكثر من 7 أشهر على أزمة الشغور الرئاسي في لبنان دفعت الولايات المتحدة الأمريكية إلى الدخول على خط المواجهة.
وجاء التدخل الأمريكي هذه المرة بتهديد شديد للمعرقلين بعقوبات، بسبب الانقسام السياسي، وتمسك حزب الله وحلفائه بمرشحهم.
- أمريكا على خط الشغور الرئاسي بلبنان.. اتهامات وروشتة علاج
- توافق وشيك يهدد حزب الله.. هل يحرك "أزعور" مياه الرئاسة اللبنانية؟
وأعلنت مساعدة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى بربارا ليف، الأربعاء، أن "إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تنظر في إمكانية فرض عقوبات على المسؤولين اللبنانيين على خلفية عدم انتخاب رئيس"، بحسب ما ذكرته وسائل إعلام محلية.
وأكّدت بربارا ليف: "نعمل مع الأوروبيين لدفع البرلمان اللبناني إلى القيام بواجبه في انتخاب رئيس للبلاد، معتبرة أن "إمكانية انهيار الدولة في لبنان ما زالت قائمة حتى الآن".
وفي تعقيبه، قال نعمان أبو عيسى عضو الحزب الديمقراطي الأمريكي، في حديث خاص من واشنطن لـ"العين الإخبارية"، إن "صبر الولايات المتحدة اقترب على النفاد بسبب تعطيل عملية انتخاب رئيس جديد للبلاد رغم مرور 7 أشهر".
وأضاف : "تطالب مساعدة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى منذ فترة طويلة بضرورة انتخاب الرئيس لتحقيق الاستقرار اللازم".
وأكد "أبو عيسى" أن "الولايات المتحدة ترغب في الوصول سريعا إلى اتفاق بين القوى السياسية في أقرب وقت لانتخاب الرئيس، وتشكيل حكومة قادرة على مواجهة التحديات، وأن تكون فاعلة في هذا المجال ليكون لها دورها في تحسين الوضع المعيشي للبنانيين، كما نجحت وساطتها في وقت سابق في إتمام اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، بضمانة أمريكية".
وبين الخبير في الشؤون الأمريكية أن "واشنطن تسعى إلى استخدام المساعدات الإنسانية الأمريكية والدولية للضغط على لبنان لانتخاب رئيس للجمهورية في الأسابيع القليلة المقبلة".
وقال: "تضغط أمريكا باستمرار على القوى داخل لبنان وخارجها لحل مشكلة عدم وجود حكومة مركزية قوية قادرة على معالجة نقص السيولة النقدية ونقص الكهرباء والطاقة في لبنان، علاوة على حاجة البلاد العاجلة لمساعدة البنك الدولي لحل المشاكل الاقتصادية والتجارية".
وفي تقدير "أبو عيسى"، فإن "لبنان اقترب من انتخاب رئيس جديد للبلاد، مع تقدم المفاوضات بين أطراف المعارضة اللبنانية".
وأحرزت المعارضة اللبنانية، تقدما نسبيا في المفاوضات بينها، وبين التيار الوطني الحر برئاسة جبران باسيل، وهو ما قد يقود نحو توافق على مرشح للرئاسة لقطع الطريق أمام مرشح حزب الله وحلفائه زعيم تيار المردة سليمان فرنجية، في إشارة إلى الوزير السابق جهاد أزعور.
وبات الاتفاق في الملف الرئاسي قاب قوسين من الإعلان، ما لم تحدث مستجدات في الداخل أو الخارج تعرقل التوصل لهذا الاتفاق.
وفي تفسيره لماهية وجدية التهديد الأمريكي، قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة جورج واشنطن، نبيل ميخائيل، في حديث خاص من واشنطن لـ"العين الإخبارية"، "إنه من الممكن أن تعلن إدارة بايدن فرض عقوبات ضد مسؤولين لبنانيين حال استمرار فشل مجلس النواب في انتخاب رئيس جديد".
ورأى "ميخائيل"، أن "التهديد الأمريكي يمكن اعتباره إدانة للنظام السياسي اللبناني، الذي يسمح بالطائفية السياسية، فهل المقصود أنها دعوة من الخارج إلى ضرورة الإصلاح السياسي الداخلي".
وبحسب أستاذ العلوم السياسية، يطرح التهديد الأمريكي تساؤلات أبرزها "من المسؤولون الذين ترى واشنطن أنهم يشكلون عقبة أمام انتخاب الرئيس؟، وهل تفضل أمريكا مرشحا لبنانيا محددا، أم لا، وبالتالي حال عدم انتحابه ستفرض عقوبات على مسؤولين بعينهم".
ومن بين التساؤلات أيضا: "هل المقصود من التهديد الأمريكي هو إيران؟، وتهديدها هو لمنع وصول أي مرشح موال لطهران".
أما النائب فادي كرم عضو تكتل الجمهورية القوية، فذهب في حديث لـ"العين الإخبارية" إلى أن "التهديد الأمريكي بفرض عقوبات موجّه ضد من هم بالفعل من منظومة الفساد، ويُعطلون الرئاسة في الوقت ذاته"، لكنه تساءل في الوقت ذاته: " بناء على أي قانون يُمكن على أمريكا الاستناد لفرض العقوبات؟".
وقضى اللبنانيون أكثر من 7 أشهر دون رئيس، وذلك منذ مغادرة ميشال عون قصر بعبدا في 31 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بعد انتهاء فترته الرئاسية.
وعقد مجلس النواب اللبناني منذ ذلك الحين 11 جلسة لانتخاب رئيس جديد للبلاد، إلا أن تلك الجلسات لم تخرج سوى بورقة بيضاء، نتيجة غياب التوافق، وإصرار حزب الله على فرض مرشحه.
aXA6IDE4LjIyMi4xNjQuMTc2IA== جزيرة ام اند امز