بايدن من أرض الفرص لـ"أرض الأجداد".. زيارة الحنين والوفاء بالعهد
على ضفاف نهر موي شمال غرب إيرلندا، حيث تقع بلدة بالينا، تنحدر عائلة الرئيس الأمريكي جو بايدن، وإلى ذلك المكان يصل هذا الأسبوع.
على ضفاف نهر موي شمال غرب إيرلندا، حيث تقع بلدة بالينا، تنحدر عائلة الرئيس الأمريكي جو بايدن، وإلى ذلك المكان يصل هذا الأسبوع.
رحلة مليئة بالحنين والفخر تقود الرئيس الثمانيني لجذوره حيث نشأ، وحيث توسط البلد الذي يرأسه في إنهاء ثلاثة عقود من أعمال العنف.
تلك الرحلة التي تنطلق من "أرض الفرص" في وقت لاحق إلى "أرض الأجداد" يتسلح فيها الرئيس الأمريكي بـ"اللاءات الأربع" التي أملاها عليها جده لوالدته.
فـ"لا تنتحي أبدا، لا تذعن أبدا، لا تركع أبدا، لا ترضخ أبدا"، وصايا أربع، كانت هدية الرئيس الأمريكي من جده لوالدته، دفعه الحنين إلى أرض أجداده إلى تذكرها، عند احتفاله بالعيد الوطني الإيرلندي في 17 مارس/آذار الماضي.
إلا أن الحنين لم يكن عابرا، ففي خطاب ألقاه عام 2013 بمناسبة دخوله إلى "قاعة المشاهير الإيرلنديين الأمريكيين"، تطرق بايدن إلى تاريخ عائلته ليشيد بالولايات المتحدة أرض "الفرص لكل من هو على استعداد للعمل بكد واحترام القوانين"، وليؤكد على الحق في "الكرامة"، وهي مبادئ لا تزال أساسية في خطابه اليوم.
فماذا نعرف عن رحلة بايدن؟
تضجّ بلدة بالينا الواقعة عند ضفاف نهر موي في شمال غرب إيرلندا بالنشاط استعداداً لزيارة يقوم بها الرئيس الأمريكي جو بايدن هذا الأسبوع إلى المكان الذي تتحدّر منه عائلته.
ويصل الرئيس الأمريكي إلى البلدة الواقعة شمال مقاطعة مايو الجمعة لإلقاء خطاب أمام آلاف السكان في المكان الذي غادره أسلافه منتصف القرن التاسع عشر ليستقروا في بنسيلفانيا بشرق الولايات المتّحدة.
وستكون بالينا واحدة من المحطّات الأخيرة في الجولة التي سيقوم بها بايدن في إيرلندا وإيرلندا الشمالية، حيث سيزور بلفاست ودبلن وغيرها من الأماكن المرتبطة بجذوره الإيرلندية.
علاقة بايدن بجذوره
ما زال أقارب لبايدن يعيشون في المنطقة، فابن عمّه الثالث جو بلويت يحاول التوفيق بين عمله كسبّاك وبين طلبات الصحافة الأجنبية لإجراء مقابلات معه.
ويقول بلويت (43 عاما) لوكالة فرانس برس: "هذا يوم نشعر فيه بالفخر لعائلتنا ولإيرلندا"، موضحاً أنّ "بالينا تعني الكثير" لبايدن.
وكان بايدن الذي تعهد في 2016 بالعودة إلى بالينا عندما يصبح رئيساً، وجّه دعوة لأقاربه من عائلة بلويت لحضور تنصيبه رئيساً للولايات المتحدة، غير أنّهم لم يتمكنوا من ذلك بسبب جائحة كوفيد، لكنّ هؤلاء الأقارب حضروا احتفالات يوم القديس باتريك في البيت الأبيض الشهر الماضي.
وبحسب بلويت فإنه "من الصعب جدّاً أن تصف معرفتك برئيس الولايات المتّحدة"، متابعا "أنه شخص مثلنا تماما، لديه سلطة ولكنه شخص عادي".
كيف استعدت بالينا لزيارة بايدن؟
خارج حانة "هاريسون" وسط بالينا، يعلّق مالك الحانة ديريك ليونارد العلم الأمريكي ترقباً لزيارة رئيس الولايات المتحدة، ويقول إنّ "الناس يشعرون بالحماس ويقومون بالتنظيف والطلاء.. من الرائع رؤية ذلك".
وداخل الحانة، صورة تجمع ليونارد بالرئيس الأميركي عندما زار بايدن إيرلندا في 2016 وكان يومها نائباً للرئيس باراك أوباما.
وأخذ مالك الحانة على عاتقه دفع ثمن لوحة جدارية للرئيس الأمريكي بطول خمسة أمتار عندما فاز بايدن بالانتخابات الرئاسية في 2020.
ويرى ليونارد أنّه عندما سيلتقي بايدن مرة أخرى فإن هذا سيكون "شرفا عظيماً" عندما سيزور الجدارية.
وفي وسط البلدة، في الموقع الذي عاش فيه جدّ بايدن الأكبر إدوار بلويت وحيث تقع الجدارية، علّقت أعلام أمريكية وملصقات وغيرها. وتنكبّ جاين كريان في محل الألبسة الذي تملكه على خياطة الأعلام الأمريكية ترقّباً لوصول بايدن.
وتشرح قائلة إنّ "الجميع في وضع احتفالي، هذا الحدث سيضع بالينا على الخارطة (..) وسيسلّط الضوء على بالينا، وهي مكان رائع، وسيجذب الزوار".
قصة جميلة
وعثر إيرني كافري (86 عاماً) الذي كان عضوا في مجلس الشيوخ الإيرلندي في السابق، ويملك الآن معرضا ومتجرا للهدايا على دليل يشير إلى أنّ المتجر يقع في المكان الذي كان منزل أجداد بايدن فيه.
وبحسب كافري، قام مؤرخان بإثبات أنّ جداراً قديماً من الطوب خلف متجره كانا يشكّلان جزءاً من كوخ إدوارد بلويت.
ويضيف "نحن نقف إلى جانب ما تبقّى من كوخ بلويت الأصلي"، واصفاً ذلك "بمعجزة لأنّه ما زال هنا على الرّغم من أنّ البلدة تغيّرت بشكل كامل خلال مئتي عام".
وبالنسبة لمارك دافي، الذي يترأس مجلس بلدية بالينا، فإنّ قصة بايدن تلقى صدى لدى الإيرلنديين والأمريكيين المتحدّرين من أصول إيرلندية، مضيفا "غادر الإيرلنديون هذا المكان وقت المجاعة والقمع".
ويضيف "أصبح الآن ابن بالينا وسليلها رئيساً للولايات المتحدة ويجلس في المكتب البيضاوي.. إنّها قصة جميلة".