قمة مدريد.. الناتو في "مجلس حرب"
قمة استثنائية يعقدها "الناتو" بالعاصمة الإسبانية بحضور الرئيس الأمريكي تعتبر بمثابة "مجلس حرب" لدعم أوكرانيا وتعزيز أمن حدود الأعضاء.
ووفقا لتحليل نشرته شبكة "سي إن إن" الأمريكية، يتوقع أن تعزز القمة بشكل كبير الموقف الدفاعي لحلف شمال الأطلسي (الناتو) على طول حدوده الشرقية، بما في ذلك زيادة مستويات القوات ونشر المعدات الثقيلة، حيث يفكر القادة الغربيون في المرحلة التالية من الحرب في أوكرانيا.
وبحسب الشبكة، يتوقع أن تؤكد البيانات المنتظرة خلال القمة التي تستمر يومين، على تعزيز دفاعات الحلف مع دخول العملية الروسية في أوكرانيا شهرها الخامس، في خطوة لم يفعلها الحلف الناتو منذ الحرب الباردة.
ومن المنتظر أيضا تكثيف مواقع القوة الأمريكية في المناطق التي يتوقع أن تواجه فيها "تهديدا روسيا أكثر حدة"، حيث سيجري الإعلان عن إضافة مدمرتين أمريكيتين في محطة روتا البحرية بإسبانيا، ليصل العدد الإجمالي للمدمرات الأمريكية المتمركزة هناك إلى ستة.
وقال جيك سوليفان مستشار الأمن القومي الأمريكي: "ستصدر الولايات المتحدة بيانات محددة غدًا بشأن القوات على الأرض والبحر والجو والتزامات إضافية تتعلق بوضع القوة على المدى الطويل، بما يتجاوز مدة هذه الأزمة مهما طال استمرارها".
ويتوق بايدن وزملاؤه القادة إلى تغيير الزخم على الأرض في أوكرانيا حيث تواصل روسيا تحقيق مكاسب في الشرق، وأعلنت إدارته، الثلاثاء، فرض عقوبات جديدة على موسكو، بما في ذلك فرض حظر على واردات جديدة من الذهب الروسي تم الاتفاق عليه في قمة مجموعة السبع.
ويصل بايدن إلى اجتماع الناتو بعد اختتام الاجتماعات النهائية مع قادة مجموعة السبع في ألمانيا حيث هيمنت أزمة أوكرانيا على المحادثات، وكان المتوقع أن يخرج التجمع باتفاقيات بشأن العقوبات ومحاولة الحد من سعر النفط الروسي.
وتوقعت شبكة "سي إن إن" مصادقة القادة على "المفهوم الاستراتيجي" الجديد الذي يحدد أهداف التحالف الدفاعي للعقد القادم.
وتشمل هذه الأولويات "بناء القدرة على الرد ضد التهديدات العابرة للحدود الوطنية بما في ذلك الإنترنت والمناخ"، و"تعميق الشراكات مع الشركاء الديمقراطيين في أوروبا وآسيا من أجل تعزيز النظام الدولي القائم على القواعد"، كما يقول البيت الأبيض.
سياق
في تصريحات سابقة، قال الأمين العام للناتو ينس ستولتنبرغ، إن الحلف سيرفع عدد القوات في حالة تأهب قصوى إلى 300 ألف، أي بزيادة سبعة أضعاف ما كان عليه الوضع قبل العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
وأشار ستولتنبرغ إلى أن روسيا انسحبت من أي شراكة مع الناتو، وأن المجموعة ملزمة بالرد، قائلا: "لقد اختاروا المواجهة بدلا من الحوار. نحن نأسف لذلك - ولكن بطبيعة الحال، سنضطر لمواجهة هذا الواقع".
وتأتي قمة مدريد في وقت تدخل فيه العملية الروسية في أوكرانيا شهرها الخامس، ووسط مساع أمريكية للحفاظ على وحدة الحلفاء داخل الناتو في دعمهم لأوكرانيا ومواصلة الضغط على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
كما تأتي أيضا في وقت يواجه فيه القادة خطر حدوث ركود عالمي، وتكافح إدارة بايدن ارتفاع معدلات التضخم وارتفاع الأسعار وأسعار الفائدة في الداخل.
وأثارت المخاوف الاقتصادية المتزايدة أسئلة حول ما إذا كان الرد الغربي الموحد للنزاع في أوكرانيا يمكن أن يستمر على المدى الطويل مع استمرار الحرب.
ويتصور التقييم الأمريكي للحرب أنها معركة طويلة وعقابية في شرق أوكرانيا ستؤدي إلى خسائر كبيرة في الأفراد من كلا الجانبين.
وسبق أن أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لقادة مجموعة السبع، خلال اجتماع افتراضي عقد أمس الإثنين، أنه يريد إنهاء الحرب بحلول نهاية عام 2022، وفقًا لمصدر مطلع على تصريحاته.
كما يتطلع المسؤولون الأمريكيون والأوروبيون إلى القمة من أجل إحراز تقدم محتمل في مساعي انضمام فنلندا والسويد إلى الناتو.
وتقدمت الدولتان بطلب رسمي للانضمام إلى التحالف الأمني في مايو/ أيار الماضي، مدفوعتين بالعملية الروسية في أوكرانيا.
لكن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أعلن رفضه ضم فنلندا والسويد واتهم البلدين بإيواء أعضاء حزب العمال الكردستاني الانفصالي، والذي تعتبره تركيا منظمة إرهابية.