خطة الإفلاس الثالثة.. «بودرة التلك» تقود «جونسون آند جونسون» للنهاية
قدمت شركة تابعة لـ"جونسون آند جونسون" طلبًا للإفلاس للمرة الثالثة، بعد أن تم رفض طلباتها مرتين من قبل المحاكم الفيدرالية.
تهدف الخطوة إلى التوصل لتسوية مقترحة بقيمة 10 مليارات دولار لإنهاء عشرات الآلاف من الدعاوى القضائية التي تتهم الشركة بأن بودرة الأطفال ومنتجات التلك الأخرى تسبب السرطان.
تواجه الشركة ما يقرب من 40 دعوة قضائية تتهمها بأن منتجات التلك الخاصة بالشركة تحتوي على الأسبستوس، وهي مادة مسرطنة معروفة. لكن الشركة نفت هذه المزاعم، قائلة إن عقوداً من الاختبارات العلمية والموافقات التنظيمية أظهرت أن التلك آمن وخال من الأسبستوس.
- أرامكو السعودية ضمن أكبر 10 شركات عالمية.. تعرف على القيمة السوقية
- بعد زيادة أسطوانات الغاز.. هل ترتفع أسعار الخبز في مصر؟
ما هي بودرة التلك؟
بودرة التلك "Talcum Powder" هي مسحوق مصنوع من التلك، وهو معدن يتكون أساسا من المغنيسيوم والسيليكون والأكسجين، ويمتص هذا المسحوق الرطوبة جيدا ويساعد على تقليل الاحتكاك، مما يجعله مفيدا في الحفاظ على الجلد جافا ومنع الطفح الجلدي.
ويستخدم التلك على نطاق واسع في مستحضرات التجميل، مثل بودرة الأطفال ومساحيق الجسم والوجه للبالغين، وكذلك في عدد من المنتجات الاستهلاكية الأخرى.
آراء وتحذيرات الوكالة الدولية لأبحاث السرطان
الوكالة الدولية لأبحاث السرطان "IARC" وهي جزء من منظمة الصحة العالمية "WHO"، أشارت إلى أن التلك، خاصةً عندما يحتوي على الأسبستوس، يصنف كمادة مسرطنة للإنسان.
وبناءً على الأدلة المتاحة، تعتبر الوكالة أيضًا أن استخدام البودرة المعتمدة على التلك على الأعضاء التناسلية "ربما يكون مسرطنًا للإنسان".
النساء في دائرة الخطر
وفتحت الدعوى المرفوعة في محكمة نيوجيرسي الفيدرالية ثغرة جديدة في المعركة القانونية المتعلقة بمنتجات التلك، حيث تعتبر هذه الدعوى الأولى من نوعها التي تطلب المراقبة الطبية والاختبارات المنتظمة لاكتشاف السرطان مبكرًا نيابةً عن مستخدمي التلك.
وتستهدف الدعوى فئة كبيرة من النساء اللواتي قد تصبحن عرضة لمخاطر صحية مرتبطة باستخدام هذه المنتجات، ولكنها لا تشمل أكثر من 61 ألف شخص رفعوا دعاوى قضائية سابقة بشأن الإصابات الشخصية الناجمة عن التلك الذي تنتجه شركة جونسون آند جونسون، والذي يزعم أنه يحتوي على الأسبستوس المعروف بارتباطه بالسرطان.
مصالح خاصة أم العدالة
لفت "إريك هاس"، نائب رئيس الدعاوى القضائية في "جونسون آند جونسون"، الانتباه في بيان له إلى أن "محامي المدعين رفعوا دعوى قضائية لا أساس لها لإحباط خطة الإفلاس"، مشيرًا إلى أن الهدف من ذلك هو تحصيل المزيد من الرسوم خارج نطاق الإفلاس، مما يعكس وضع مصالحهم الخاصة قبل مصالح عملائهم.
وتتعلق كل من التسوية المقترحة والدعوى الجماعية الجديدة بالإدعاءات بأن "التلك يسبب سرطان المبيض وغيره من أمراض النساء"، والتي تشكل الغالبية العظمى من الحالات المرفوعة.
وعلى الرغم من أن عدد المطالبات المقدمة من قبل الأشخاص الذين أصيبوا بورم الظهارة المتوسطة كان أقل، إلا أن معظمها قد تم تسويته بالفعل.
أوجه الاختلاف في محاولة الإفلاس الثالثة
وفي سعيها لتحسين فرصها في الإفلاس الثالث، طلبت شركة "جونسون آند جونسون" من المدعين التصويت على صفقتها المقترحة مسبقًا، لضمان وجود دعم كافٍ يُمكنها من تحقيق نجاح خطتها. تحتاج الشركة إلى تأييد يزيد عن 75% من المدعين لكي يتمكن قاضي الإفلاس من فرض الصفقة على جميع الأطراف المعنية.
تختلف محاولة شركة "جونسون آند جونسون" الثالثة لتسوية الإفلاس عن محاولاتها السابقة جزئيًا، حيث تركز هذه المرة فقط على مطالبات سرطان المبيض وغيرها من المطالبات المتعلقة بالسرطان النسائي.
وتأتي هذه الخطوة بعد التسويات السابقة التي توصلت إليها الشركة مع المدعين العامين في الولايات، بالإضافة إلى الأفراد الذين رفعوا دعاوى بسبب إصابتهم بالميزوثليوما، وهو نوع نادر من السرطان يرتبط بالتعرض للأسبستوس.
تخطط شركة "جونسون آند جونسون" لدفع التسوية المقترحة للمدعين في قضايا التلك نحو 10 مليارات دولار على مدى 25 عامًا، حيث تعكس هذه الخطوة رغبتها في حل النزاعات القانونية المستمرة حول منتجاتها.
وتبلغ القيمة الحالية للتسوية نحو 8 مليارات دولار، بعد أن وافقت الشركة مؤخرًا على تقديم 1.1 مليار دولار إضافية لصندوق التسوية، بالإضافة إلى دفع 650 مليون دولار كأتعاب قانونية للمحامين الذين كانوا قد عارضوا سابقًا عرض التسوية.
تصريحات جديدة
وقال إريك هاس، نائب رئيس قسم التقاضي في شركة Johnson & Johnson، إن التسوية "عادلة ومنصفة لجميع الأطراف" وأن 83% من المدعين الحاليين في قضايا التلك صوتوا لصالحها.
ولقد قسم اقتراح التسوية المحامين الذين يمثلون ضحايا السرطان. قال المعارضون للصفقة إنهم سيطلبون بسرعة من المحكمة إنهاء الإفلاس أو نقله إلى نيوجيرسي.