«حتى أنت يا سوناك».. مذكرات جونسون تأبى «الغفران»

رئيس وزراء بريطانيا الأسبق بوريس جونسون يبدو غير مستعد لـ«الغفران» فيما يتعلق بإقالته من منصبه.

وفي مذكراته، شن جونسون هجومًا لاذعًا على رئيس الوزراء السابق ريشي سوناك، متهمًا تلميذه السابق بإنهاء حياته السياسية بخيانة مماثلة لخيانة بروتوس في قتل يوليوس قيصر، وفق صحيفة "ديلي إكسبريس" البريطانية.

واعتبر جونسون أن مستشاره السابق الذي رآه ذات يوم "صديقًا وشريكًا"، دبر مؤامرة "أسوأ من جريمة".

وقال إنه عندما استقال سوناك من الحكومة في يوليو/تموز 2022 بهدف الإطاحة به، ردد بهدوء كلمات يوليوس قيصر وهو يحتضر: "أنت أيضًا يا بني".

وأصر جونسون على أنه لا يلوم سوناك على رغبته في أن يصبح رئيسًا للوزراء "قبل الأوان"، لكنه أكد أنه كان سيفوز في انتخابات 2024، على عكس سوناك الذي "تبخر".

واضطر جونسون للاستقالة من منصبه رئيسا للوزراء بعد موجة استقالات من الحكومة.

وقال متحدثا عن سوناك، في مذكراته التي تنشرها صحيفة "ديلي ميل" على حلقات، إنه كان "باردًا إلى حد ما" بشأن استقالة ساجد جاويد من وزارة الصحة، معربا عن اعتقاده أنه "مصاب بجنون العظمة بشأن منصبه".

لكن جونسون اعترف بأن استقالة سوناك في وقت لاحق من ذلك اليوم تركته "حزينًا"، وكتب "لقد كان الأمر أسوأ من جريمة.. لقد كان خطأ بالنسبة لريشي والحزب والبلاد".

وأضاف "وعندما قرأت رسالة استقالته، بعباراتها الثقيلة، تمتمت على الأقل داخليًا بكلمات يوليوس قيصر المحتضرة، "أنت أيضا با بني".

وتابع "إذا كان قيصر قد طُعن 23 مرة من قبل قاتليه، فقد انتهى بي الأمر بـ 62، حيث تبع 60 وزيرًا ساجد وريشي إلى خارج الباب".

وكتب جونسون "في النهاية، كان عليّ الرحيل. كان بإمكاني أن أشكل حكومة.. لكن بحلول ذلك الوقت، شعرت أنني كنت أؤجل الحتمية فحسب".

وقارن جونسون إقالته بإطلاق النار عليه، قائلاً إنه في بعض الأحيان "بالكاد يشعر المرء بالجرح في البداية ولكن بعد ذلك يؤلمني الأمر كثيرًا".

«جزء من مؤامرة»

كما اعتبر جونسون أن الأمر كان جزءًا من مؤامرة طويلة الأمد، قائلاً "كان العديد منهم يفعلون ذلك منذ أمد بعيد، وبعضهم منذ توليت منصبي".

لكنه اعترف بأنه قام "بتعيينات سيئة للغاية"، مشيرا إلى أن بعض من عينهم "تبين أنهم كانوا مجانين قتلة".

واعترف أيضا بسوء التعامل مع العديد من الأزمات، لكنه قال "لا شك لدي أنه لو كنا جميعًا متحدين، لكنا فزنا في عام 2024، وكان العديد من أصدقائي سيحتفظون بمقاعدهم."

وحول أداء سوناك في منصب رئيس الوزراء، قال جونسون "لم أر أي دليل على أنه يعرف كيفية التعامل مع حجم الوظيفة أو إدارة حملة ضخمة، أو عرض رؤية للمستقبل من شأنها أن تجد صدى لدى الناخبين."

وتابع: "اعتقدت أن أفضل مسار لريشي هو البقاء معنا، ومساعدتنا في تجاوز عام 2024، ثم تولي المسؤولية في الوقت المناسب."