مبادرات مشتركة.. أفريقيا تتوحد قبل "كوب 27"
دائما ما تتهم الدول النامية بأنها لا تملك أجندة واضحة لمشروعات التكيف المناخي يمكن تقديمها إلى قمم المناخ، وهي المشكلة التي عملت مصر الدولة المستضيفة للقمة القادمة في شرم الشيخ على حلها.
وقبل قمة المناخ "كوب 27 " في مدينة شرم الشيخ المصرية خلال الفترة من 6 إلى 18 نوفمبر /تشرين الثاني المقبل، مهدت مصر الطريق نحو القمة من خلال لقاءات مشتركة مع الدول الأفريقية، كان الهدف منها أن يكون لدى القارة مشروعات قابلة للتنفيذ، يتم وضعها أمام الجهات الممولة لمشروعات التكيف المناخي.
والتكيف المناخي، هو اعتراف بأنه لم يعد هناك أمل في العودة بالوضع إلى ما كان عليه في الماضي، ومن ثم يجب التكيف مع الأزمة، عبر مشروعات من أمثلة "تزويد المزارعين بأصناف جديدة مقاومة للحرارة والجفاف" و"تأسيس دفاعات مقاومة للفيضانات" و"نقل بعض التجمعات السكانية القريبة من البحار".
وتم تضمين هذه المشروعات وغيرها في أول استراتيجية إقليمية للقارة الأفريقية للتكيف والصمود، أصدرها الاتحاد الأفريقي مؤخرا، كما استضافت مصر اجتماعا تنسيقيا لدول القارة خلال الفترة من 8 إلى 10 سبتمبر تم التأكيد خلاله على أن الدول الأفريقية تحتاج إلى تمويل يقدر بـ20 إلى 50 مليار دولار سنويا، حتى تستطيع التكيف مع سيناريو الإبقاء على معدل ارتفاع درجات الحرارة عند 1.5 درجة.
وشاركت الدول الأفريقية مؤخرا في اجتماع تنسيقي في "كينشاسا" بدولة الكونغو الديمقراطية، تم خلاله استعراض المبادرات التي يمكن أن تتقدم بها أفريقيا خلال المؤتمر، ومنها مبادرة تهدف إلى زيادة معدل تدوير المخلفات الصلبة المنتجة في أفريقيا إلى 50% بحلول 2050، حيث إن معدل التدوير الحالي لا يتجاز الـ 10% فقط.
كما توجد مبادرة للحلول القائمة على الطبيعة، وتركز على الحلول التي تعزز قدرة البشر والنظام البيئي على مواجهة آثار تغير المناخ، ومبادرة ثالثة تهدف إلى بناء أنظمة غذائية قليلة التكلفة وصحية ومستدامة ومقاومة للمناخ.
كما ستُطلق مبادرة رابعة تتعلق بالتنوع البيولوجي، وتهدف إلى ربطه بتغير المناخ، ومبادرة خامسة تركز على تحسين إدارة المياه والربط بين المياه وآثار تغير المناخ، ومبادرة سادسة للنقل المستدام تركز على خيارات التنقل الحضري للعالم النامي.
وتأمل أفريقيا أن تتمكن من جمع تمويل لهذه المبادرات التي تصب في إطار التكيف المناخي، وذلك بعد أن تجاوزت ملاحظات القمم السابقة حول عدم وجود مشروعات واضحة ومشتركة، فهل تنجح في ذلك؟.. هذا ما يتمناه المراقبون للعمل المناخي، الذي يخشون من الوعود التي لا تأخذ طريقها للتنفيذ.
وشهدت القمة السابقة في جلاسكو وعودا بتمويل تجاوز حاجز المائة مليار لتمويل مشروعات المناخ، ولكن دون أن تكون هناك آلية واضحة لتشق هذه الموعود طريقها نحو مشروعات على الأرض.
aXA6IDMuMTQ1Ljg5Ljg5IA==
جزيرة ام اند امز